تاريخ الأردن القديم
يمتدّ تاريخ الأردن إلى العصور الحجرية، التي بدأت بحسب علماء الآثار قبل 1.5 مليون سنة تقريباً وانتهت في 3200 ق.م. ويُبرز هذا السرد التاريخي محطات تطور الحياة على أرض الأردن والحضارات التي تعاقبت عليها، وصولاً إلى تأسيس الدولة ونشأتها تحت ظل الحكم الهاشمي.
تشير المواقع الأثرية الموجودة على الأرض الأردنية إلى قِدَم الحياة في هذه المنطقة، وبخاصة في وادي الشوبك، والقويرة، والجفر، وعين غزال (عمّان)، وقرية البيضا شمال البترا.
وفي العصور المعدنية، التي تضم العصر النحاسي والعصور البرونزية والعصور الحديدية، تَبرز المواقع الأثرية في الأردن الدالّة على تاريخ هذه العصور. ومن المواقع التي وُجدت فيها آثار تعود للعصر النحاسي: مناطق تليلات الغسول في وادي الأردن قرب دير علا، وتل أبو حامد في الأغوار الشمالية.
وفي العصور البرونزية، شهدت أرض الأردن قيام عدد من الدول والحضارات، ومن أهمها:
الدولة الأدومية:
أقام الأدميون (وهم من الشعوب السامية)، دولتهم في منطقة الحسا جنوب الأردن، وعاصمتها بصيرا بمحافظة الطفيلة.
الدولة المؤابية:
المؤابيون من الشعوب السامية، أقاموا دولتهم في المنطقة الواقعة بين سيل الحسا ووادي الموجب جنوب الأردن، وكانت حدودها متغيرة تبعاً لظروفها الداخلية والظروف السياسية المحيطة بها، إذ توسّعت أحياناً شمال الموجب لتّتخذ من ذيبان عاصمة لها. ومن الشواهد التاريخية لهذه الحضارة حجر ميشع الذي اكتُشف في ذيبان.
الدولة العمونية:
العمونيون من الشعوب السامية أيضاً، أقاموا دولتهم في المنطقة الواقعة بين سيل الزرقاء ووادي الموجب، وعاصمتها ربّة عمون (عمّان).
دولة الأنباط:
وفي العصور الحديدية، قامت في أرض الأردن دولةُ الأنباط، والأنباط عربٌ أقحاح، سيطروا على جنوب الأردن، وأقاموا واحدة من أبرز الحضارات في المنطقة، واتخذوا من البترا التي تقع شمال غرب وادي موسى عاصمةً لهم. واستمرت هذه الدولة من عام 500 ق.م حتى عام 106م.
وتعرض الأردن في هذه الحقب إلى احتلالات فارسية (539 إلى 333 ق.م)، ويونانية (332 إلى 64 ق.م)، ورومانية (64 ق.م إلى 395 م)، وبيزنطية (395م إلى 636م).
وكان لها شأن في العهد الإسلامي، إذ أصبحت بوابةً لفتح بلاد الشام، فمنها عبرت الجيوش الإسلامية لنشر الإسلام، وشهدت معركةَ مؤتة سنة 8هـ، ومعركةَ طبقة فحل سنة 13هـ، ومعركةَ اليرموك سنة 15هـ.
وبعد الفتح الإسلامي، تعاقبتْ على أرض الأردن حضاراتٌ عدة ابتداء من الحضارة الأموية (41-132هـ)، حيث بنى الأمويون عدداً من القصور الصحراوية ومنها: قُصير عَمرة، وقصور المشتّى والحرّانة والموقر والحلّابات والطوبة والقسطل.
كما انطلقت الدولة العباسية من قرية الحميمة قرب معان جنوب الأردن، واستمر العهد العباسي من 132هـ إلى 656هـ. وظهرت في المراحل الأخيرة من حكم العباسيين دويلاتٌ تتبع لهم اسمياً، حكمت بلاد الشام ومنها الأردن، ومن هذه الدول: الدولة الطولونية (254-292هـ)، والدولة الإخشيدية (323-358ه). ثم جاءت الدولة الفاطمية، فأصبحت بلاد الشام تابعة لها حتى عام 1099م، ثم وقعت المنطقة تحت الاحتلال الفرنجي.
ومنذ ذلك التاريخ أصبحت أرض الأردن تحت الاحتلال (الإفرنجي) الذي شهد مقاومة عربية إسلامية تمكّنت من الانتصار على الفرنجة وإنهاء وجودهم في بلاد الشام في معركة حطين 1187م بقيادة صلاح الدين الأيوبي الذي حرّر بيت المقدس.
واستمر الوجود الأيوبي حتى بدء عهد الدولة المملوكية عام 1250م، التي أعقبها قيام الدولة العثمانية بعد معركة مرج دابق وانتصار العثمانيين على المماليك عام 1516، فأصبحت بلاد الشام ومن ضمنها الأردن تحت النفوذ العثماني حتى نهاية عام 1918.
أوضاع الأردن قبيل تأسيس الدولة
أُتْبِعَت منطقة الأردن، بنهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918، للمملكة العربية السورية بزعامة الملك فيصل بن الحسين، طيب الله ثراه، واستمر ذلك حتى سقطت سوريا الشمالية تحت الاحتلال الفرنسي على إثر معركة ميسلون في 24 تموز 1920.
وبعد إنتهاء الحكم العربي الفيصلي في سوريا الكبرى، شهدت منطقة الأردن حالةً من الفراغ السياسي حتى 21 آب 1920، حيث لم يكن يوجد أيّ سلطة حكومية أو قوات عسكرية، مما أدى إلى تفاقم الاضطرابات واختلال أوضاع المنطقة على جميع المستويات، وإزاء ذلك قررت بريطانيا، بعد اجتماعها مع العديد من الزعامات الأردنية في السلط في 21 آب 1920، وفي أم قيس في 2 أيلول 1920، والاطلاع على رغباتهم، تشكيل عدد من مجالس الإدارة المحلية من وجهاء في المجتمع الأردني.
وعُرفت هذه المجالس باسم الحكومات المحلية، واستمرت من 21 آب 1920 حتى 21 آذار 1921، وهي:
- حكومة السلط، برئاسة مظهر أرسلان.
- حكومة مؤاب العربية (الكرك)، برئاسة ارفيفان المجالي.
- حكومة إربد، برئاسة علي خلقي الشرايري.
- حكومة دير يوسف (الكورة)، برئاسة كليب الشريدة.
- حكومة عجلون، برئاسة راشد الخزاعي.
- حكومة جرش، برئاسة محمد علي المغربي.
- حكومة الوسطية، برئاسة ناجي العزَّام.
- حكومة الرمثا، برئاسة ناصر الفواز الزعبي.