من حديث جلالة الملك عبدالله الثاني حول الاتفاق النووي الإيراني خلال مقابلة مع الإعلامي فريد زكريا من شبكة سي إن إن الأمريكية

العودة إلى فيديو

فريد زكريا: لقد تحدثت عن ظلال إيران مطولا، أذكر أنك تحدثت عن الهلال الشيعي، هل تعتقد أن خروج إيران من الاتفاقية النووية كما هو الحال الآن عامل استقرار، أم هل تفضل أن تعود إيران للاتفاقية النووية التي تولت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التفاوض عليها؟

جلالة الملك عبدالله الثاني: أود أن أوضح هنا أنني عندما تحدثت عن الهلال الشيعي، قصدت الهلال الإيراني من وجهة نظر سياسية. جميعنا نعلم عن حضارة وثقافة الشعب الإيراني، فهم يضيفون الكثير في العالم. كما أننا ندرك معاناة الشعب الإيراني داخليا. وكما تعلم، نحن في الأردن ندعو للحوار والتقدم إلى الأمام دائما، بدلا من النظر للأمور بعين الريبة وخلق المزيد من التحديات. ومع ذلك، فهناك تخوفات مشروعة في منطقتنا، إزاء الكثير من القضايا، التي آمل أن تتمكن الولايات المتحدة من مناقشتها مع إيران. إن برنامج إيران النووي يؤثر على إسرائيل كما يؤثر على الخليج العربي. لقد شهدت التكنولوجيا الباليستية تطورا ملحوظا، حيث رأينا أثرها على القواعد الأمريكية في العراق، كما شهدنا أثر الصواريخ الموجهة إلى السعودية من اليمن، وإلى إسرائيل من خلال سوريا ولبنان إلى حد ما. وإذا انحرف أحد الصواريخ الموجهة إلى إسرائيل عن مساره، فإنها تصل إلى الأردن، لذا فإن لدينا هذه التخوفات. وأضف إلى ذلك زيادة في حالات الهجوم السيبراني على الكثير من بلداننا. وقد ارتفع عدد الاشتباكات المسلحة على حدودنا إلى ما كان عليه في خضم الحرب على داعش تقريبا. ومع الأسف، تعرض الأردن للهجوم من طائرات مسيّرة إيرانية الصنع كان علينا التعامل معها.

زكريا: كل ذلك في الأشهر الأخيرة؟

الملك عبدالله الثاني: كان ذلك خلال العام الماضي تقريبا وهي في تصاعد. ونحن نعلم أنه تم تأجيل المحادثات في فيينا ريثما تستقر الحكومة الجديدة في إيران. أعتقد أن هناك اختلافا في الموقفين الأمريكي والإيراني. وكما قلت في البداية، لدينا تخوفات مشروعة برأيي في المنطقة والتي نود معالجتها مع إيران، وسنرى فيما إذا استطاعت هذه المحادثات سد الفجوة الحالية التي هي مصدر قلق لنا.

مرة أخرى، إذا نظرت إلى منطقتنا، فإن الإمارات تتحدث مع إيران لتهدئة الأمور، ورأيت ذلك أيضا في الكويت. وسلطان عمان لطالما كانت لديه علاقة تهدف لبناء الجسور بين الخليج العربي وإيران، كما أن هناك محادثات بين السعوديين والإيرانيين. نأمل أن تفضي هذه المحادثات إلى موقف أفضل، نتمكن من خلاله من تهدئة المنطقة، لأن أمامنا العديد من التحديات.

زكريا: هل تعتقد أنه كان من الأفضل أن تبقى إيران ضمن الاتفاق النووي؟

الملك عبدالله الثاني: مرة أخرى، هناك تعقيدات من وجهة نظر الخليج وإسرائيل تتعلق ببرنامج نووي دون محددات واضحة، فما يثير قلقهم هو إمكانية الانتقال من مرحلة التصنيع السلمي إلى مرحلة الاستخدام للأغراض الحربية، إذا قرر بعض الأفراد في الحكومة الإيرانية أن يأخذوا البرنامج النووي باتجاه عسكري. وأعتقد أن هذه هي القضايا التي تحاول الحكومة الأمريكية معالجتها.