رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني بقبول استقالة رئيس الوزراء عمر الرزاز مكلفا جلالته رئيس الوزراء عمر الرزاز والحكومة بالاستمرار بتصريف الأعمال لحين اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة
بسم الله الرحمن الرحيم
أما وقد قدمت الحكومة استقالتها، ضمن الاستحقاق الدستوري، فإنني أتوجه إليك وزملائك الوزراء بتحية الاعتزاز والتقدير لجهودكم التي بذلتموها في خدمة الأردن الغالي.
وإنني أعبر لكم عن جزيل شكري على حرصكم وفريقكم الوزاري على أداء الواجب وتحمل أمانة المسؤولية بإخلاص، طيلة فترة عملكم، وخاصة في الظرف الاستثنائي الذي فرضته جائحة كورونا، وقد شهدنا في هذه المرحلة تضافراً لجهود مؤسسات الدولة من تنسيق وتعاون على أعلى المستويات.
لقد تجلت، في هذه المرحلة، قيم الإيثار والعطاء في مجتمعنا الأصيل والتي عكست الروح الوطنية العالية لدى شعبنا الأردني الذي نفاخر به الدنيا، فكان الأردن جسداً واحداً متعاضداً، وكانت المبادرات من الأفراد ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني عنواناً مهماً عكس المسؤولية المجتمعية التي نريدها نهجاً وطنياً راسخاً في جميع الأوقات.
وبحمد الله، عمل الأردن بالتنسيق مع دول العالم، للتصدي للتداعيات الإنسانية والاقتصادية التي فرضتها الجائحة، وكانت صحة المواطنين وسلامتهم العنوانين الأبرزين لكل الخطوات والإجراءات التي سرنا بها، وما زلنا.
وعلى الرغم مما بذلته الحكومة من جهود في وضع الخطط والبرامج، ومساعيها الكبيرة في تنفيذ الأولويات، إلا أنه من الضرورة بمكان، أخذ العبر والاستفادة من كل الدروس والأخطاء، التي اعترضت بعض الاجتهادات في التعامل مع "كورونا"، باعتباره تحدياً لم يواجه العالم له مثيلاً منذ عقود خلت، فنجده يطور الأساليب للتعامل مع الوباء وفق متغيراته يوماً بيوم.
وإنني إذ أقبل استقالتك، لأكلفك والحكومة بالاستمرار بتصريف الأعمال، وذلك لحين اختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة، مشدداً على ضرورة العمل خلال هذه الفترة، بهمة وعزيمة ومثابرة، لأن التعامل مع وباء كورونا يقتضي العمل المركّز والمستمر، ومواصلة اتخاذ التدابير والإجراءات بخصوصه دون تباطؤ.
وأؤكد اعتزازي بك وبزملائك الوزراء على كل ما بذلتموه، وستبقى محط الثقة، سائلاً الله العلي القدير أن يحفظكم، ويسدد على طريق الخير خطاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.