كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار 2019"
بسم الله الرحمن الرحيم
صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد،
أصحاب الفخامة والسمو والسعادة،
الحضور الكرام،
شكرا لكم جميعا، يسعدني أن أعود إلى الرياض مجددا. وأشكر أخي العزيز، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، على حفاوة الاستقبال واستضافتهما لهذا الحدث المهم.
يأتي المستثمرون والرياديون والمبدعون وقادة مختلف القطاعات من جميع أنحاء العالم إلى هذا المنتدى الحيوي لاستكشاف مستقبل الاقتصاد العالمي. يأتون إلى هنا لمناقشة أفضل الاستثمارات للمستقبل، الاستثمارات التي من شأنها أن تحقق لهم أعلى العوائد.
لست خبيرا في قطاع الأعمال، ولكن باستطاعتي أن أدلكم على الاتجاه الصحيح. المستقبل يبدأ هنا؛ في هذه المنطقة، ومع شبابها الموهوبين والمبدعين الذين يتطلعون إلى الأمام والذين يشكلون 70 بالمائة من سكانها.
إبداعهم لا يعرف الحدود، وطاقاتهم لا تنضب، وإمكانياتهم واعدة. تجدهم في جميع أنحاء العالم العربي، من المحيط إلى الخليج. وهنا في المملكة العربية السعودية، ستجدون جيلا من الشباب المتحمس للعمل والقيام بدورهم، تحفزهم قيادة تتحدث لغتهم.
في الواقع، إن شبابنا العربي أغلى ما نملك، ومفتاح مستقبل هذه المنطقة وهذا العالم. إنهم في انتظاركم.
أصدقائي،
بامتلاكنا هذه الثروة الهائلة، ندرك نحن كدول هذه المنطقة، الحاجة إلى رعاية مواهب شبابنا وتسخير طاقاتهم، وعلينا بناء قدراتهم من خلال التعليم النوعي، وتمكينهم نحو النجاح.
إن بلدي يؤمن بذلك بشدة، حيث يبهرني الشباب الأردني بطاقاتهم وأحلامهم الطموحة. فمنهم المبرمجون والمبتكرون، والرياديون وقادة الغد. إن الاستثمار في مواهبهم التي لا تعرف الحدود هو استثمار في مستقبل مشرق لمنطقتنا وعالمنا.
بلدنا موطن للمشاريع التي يقودها الشباب والتي تستمر في تغيير وجه الاقتصاد في منطقتنا وفي الخارج. ورغم أن الأردنيين يشكلون ثلاثة بالمائة فقط من سكان العالم العربي، فإنهم يمثلون 27 بالمائة من أفضل الرياديين والمبدعين فيه.
وهناك جيل جديد قادم. إنهم ينتظرون دعمكم لمواهبهم وإيمانكم بإمكاناتهم واستثماركم في مستقبلهم.
ففي الواقع، لقد قدم هؤلاء الشباب الكثير ليكشفوا عن قدراتهم الكامنة، حيث ساعدت مهاراتهم التنافسية ونظرتهم العالمية في إثراء قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ليصبح مساهما مهما في النمو الاقتصادي. ومن ١٦٠ ألف مهندس في الأردن، ساهم المتخصصون منهم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بتزويد الإنترنت بمنتجات وميزات بالإنجليزية والعربية، بالإضافة لألعاب الفيديو وتطبيقات الهاتف المحمول، كما أنهم يقودون شركات وفرصا في مجالات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والأمن السيبراني وغيرها.
ويعمل أكثر من 35 ألف طبيب مؤهل في الأردن على تحويل قطاعنا الطبي إلى محرك واعد للنمو. كما أدى تبني أحدث التكنولوجيا والخبرات والحلول إلى تحوّل الأردن إلى مقصد رئيسي للسياحة العلاجية في منطقتنا.
وهذه ليست سوى البداية، فمن أهم أسباب النجاح هو الالتزام الحكومي في دعم ذلك، فالإصلاحات جارية في مختلف القطاعات لتعزيز بيئة الأعمال. والواقع أن هذه الجهود قد بدأت تؤتي ثمارها، كما يشهد البنك الدولي في تقريره الأخير عن سهولة ممارسة أنشطة الأعمال.
أصدقائي،
شبابنا، شباب هذه المنطقة، يتطلعون إليكم للاستثمار في مستقبلهم. وكل استثمار في نجاحهم، وكل مبادرة تعمل على تعظيم فرصهم، تبني مستقبلا أفضل للجميع.
لذا أدعوكم للاطلاع على ما لدى الأردن والمنطقة من إمكانيات. فبمواردكم الحيوية ورأسمالنا البشري الثمين، ليس هناك حد لما يمكننا تحقيقه. إن شبابنا ينتظرون دعمكم للمضي قدما نحو مستقبل ملؤه الأمل، مستقبل مزدهر، مستقبل نتشارك فيه جميعا. إنها فرصة استثمارية لا يمكنكم تفويتها.
شكرا جزيلا