كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في اللقاء التمهيدي لملتقى "كلنا الأردن"

١٢ تموز ٢٠٠٦

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة الأعزاء،

أهلا وسهلا بالجميع. وأنا سعيد بهذا اللقاء الوطني الكبير، الذي يضم مجلس الوزراء، والأعيان، والنواب، وممثلين عن القطاع الخاص، ووسائل الإعلام، ومؤسسات المجتمع المدني، والأحزاب، والشباب من جميع المحافظات في المملكة.

وهذا اللقاء يا إخوان، هو لقاء تمهيدي، الهدف منه ترتيب الأولويات الوطنية، التي يطمح شعبنا في تحقيقها في الفترة القادمة، وبعد ترتيب هذه الأولويات في هذا اللقاء، سيكون هناك لقاء آخر بعد أسبوعين، لوضع خطة عمل نهتدي بها، لتنفيذ هذه الأولويات على أرض الواقع.

وكما تعرفون، كان هناك جهود كبيره خلال السنوات القليلة الماضية، من جهات حكومية وغير حكومية، لوضع الأهداف والخطط والأجندات والبرامج التنفيذية، لتجسيد رؤيتي لمستقبل الأردن، ولمسيرة الإصلاح والتحديث والتطوير، ومواجهة التحديات والمشاكل، التي لا بد من مواجهتها.

وبعض هذه البرامج، كانت ناجحة في تحقيق أهدافها، وبعضها الآخر مع الأسف، لم يحقق النتائج المطلوبة، بسبب عدم وجود اتفاق بيننا جميعا، على الأولويات في المجالات السياسية، والاقتصادية والاجتماعية.

بطبيعة الحال، هناك دائما اختلاف في وجهات النظر والأفكار، وهذا شيء إيجابي وضروري، لكن الذي نريده الآن، هو اتفاق الأغلبية على برنامج عمل، يمكن أن يهتدي به الجميع: الحكومة، ومجلس الأمة، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، من أجل النهوض بالأردن في الفترة القادمة، وصنع المستقبل المنشود، ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية، التي تعرفونها جميعا.

وحتى لا يسيء أحد أو جهة تفسير هذه اللقاءات، وقبل أن تبدأ الاتهامات والإشاعات، أريد أن أؤكد أن هذه اللقاءات غير رسمية، وهي لا تتجاوز أي مؤسسة من مؤسسات الدولة، التي أحميها وأصونها بحكم الدستور، وكل ما نريده من هذه اللقاءات، هو الخروج بتصور موحد، ورؤية واحدة وبروح واحدة، بأننا كلنا الأردن، وبأننا نريد أن نعمل للأردن بشكل منظم، وبعيد عن أي أجندات خاصة أو رغبات، أو مصالح حزبية أو شخصية.

الحكومة طبعا لها الدور الأكبر، ومجلس الأمة له دوره في الرقابة والتشريع، والقطاع الخاص له دور مهم ومتزايد، في التنمية والمسؤولية الاجتماعية، ومؤسسات المجتمع المدني، والأحزاب والشباب. فكلنا الأردن وكلنا نسعى من أجل تقدمه وازدهاره.

خلال السنة الماضية يا إخوان، التقيت بأعداد كبيرة من مختلف شرائح المجتمع، خلال جولاتي في البادية والقرى والمخيمات والمدن. وفي الأسابيع الماضية التقيت مع أكثر من 300 شخصية وطنية في الديوان الملكي الهاشمي، وأكدنا لهم تصميمنا على مواصلة مسيرة التنمية والإصلاح، بالرغم من كل التحديات التي أطلعتهم عليها بالتفصيل. واستمعت لكل واحد منهم، وتم تدوين كل كلمة من كلماتهم، واستطعنا من خلال هذه اللقاءات، تحديد ثلاثين موضوعا رئيسيا كانت محور اهتمام معظم المشاركين في هذه اللقاءات. وهذه المواضيع موجودة الآن أمامكم على كل طاولة، والمطلوب منكم الإطلاع عليها خلال هذا اللقاء، حتى نعيد ترتيبها على سلم الأولويات. وأقترح أن تقوم كل مجموعة من المجموعات السبعين في هذه القاعة، باختيار احدهم ليكون منسقا أو ممثلا لهذه المجموعة مع المجموعات الأخرى.

وبعد الاتفاق على الأولويات، سيقوم الأشخاص الذين قمتم باختيارهم بوضع الترتيبات للقاء القادم، والذي سنواصل بعده لقاءاتنا بعون الله.

والذي أرجوه وأتمناه من الإخوان في نهاية اللقاء القادم، هو الاتفاق على برنامج عمل محدد بفترة زمنية ومؤشرات لقياس التنفيذ، يهتدي به الجميع: الحكومة في سياستها وبرامجها، ومجلس الأمة في التشريع والرقابة، وسائر المؤسسات الأخرى كل واحدة حسب دورها. وإن شاء الله أسمع منكم النتائج في ما يتعلق بالأولويات الوطنية بعد ساعتين من الآن، لتكون الأساس لعملنا في اللقاء القادم.

والله يعطيكم العافية