كلمة جلالة الملك في قمة امريكا الجنوبية - الدول العربية

١٠ أيار ٢٠٠٥

اصحاب الفخامة والسمو والدولة والمعالي والسعادة،

المشاركون الافاضل،

اشكركم جزيل الشكر ويشرفني ان اشارك هذا التجمع البالغ الاهمية واسمحوا لي ان اعبر عن تقديري لفخامة الرئيس "لولا دا سيلفا" وفخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وللشعب البرازيلي الصديق ولجميع الذين عملوا على انجاح اجتماعاتنا.

وانه من دواعي سعادتي ان انقل اليكم تحيات صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم واقول لكم جميعا السلام عليكم.

ايها السادة الاعزاء

ان هذه القمة التي تنعقد اليوم تقدر قيمة الروابط التاريخية الممتدة التي تربط بين شعوبنا وبين منطقتينا ولكننا نقوم بما هو اكثر من التعلق بالماضي وتمجيده فنحن نتطلع الى الامام الى مستقبل فيه وعد هائل وفوائد مشتركة.

والمفتاح لهذا المستقبل المنشود قيام شراكة جديدة نشطة.. شراكة تقام قواعدها على مصالحنا واولوياتنا المشتركة.. وفي هذه القمة نعمل على ايجاد اطار ملائم ليس مبنيا على هيكلية راكدة بل قناة جديدة للعمل.. بوابة ندخل منها الى ذلك النمط من التعاون الديناميكي الذي يؤدي الى الوصول لنتائج حقيقية.

ان منطقتينا تواجهان العديد من التحديات ذاتها ففي امريكا الجنوبية وفي العالم العربي يريد الناس ان تتوافر الوظائف وفرص العمل ويسود السلام والامن ويتحقق العدل والمساواة ويصل الناس الى الامل المطلوب والهدف المنشود وصولا الى ما يوفره هذا القرن من وسائل وادوات وانا اعتقد اننا نستطيع المساعدة في تحقيق ذلك الوعد بصورة اسرع وكفاءة اكثر من خلال العمل الموحد والتعاون المشترك.

واليوم وفي الايام التالية آمل ان نتوصل الى اليات جديدة محددة للتعاون في شتى الميادين لا سيما المجالات الاقتصادية التي تشمل التجارة والاستثمار بين منطقة واخرى والمعرفة المبنية على شبكة المعلومات والمشاركة في تبادل الخبرات ومن خلال هذه الجهود وغيرها يمكن للتعاون المشترك ان يزيد من تأثير منطقتينا في الاقتصاد العالمي اضافة الى ما يحقق من فائدة للتنمية الاقتصادية في بلداننا.

ان التنمية المستدامة هدف اساسي هام لكلا المنطقتين وهي المسار الوحيد لتوفير الفرص للاجيال الشابة من شعوبنا في الحاضر والمستقبل وقد شهدنا في البلدان العربية وبلدان امريكا الجنوبية التأثير الايجابي للاصلاح النابع من البيئة المحلية وتعلمنا اهمية اشراك جميع المواطنين في صياغة المستقبل وتحديد معالمه.

وهذا هو النهج الذي اختاره الاردن اذ تهدف اصلاحاتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الى ايجاد ديمقراطية تعكس المجتمع المدني الحديث وقيمنا العربية الاسلامية العريقة في ان معا وقد استثمرنا في التعليم وفي البنية المعرفية وعقدنا شراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني وسعينا الى التعاون مع الاصدقاء والشركاء في ارجاء العالم.

وننضم اليكم اليوم في التطلع الى الامام سعيا وراء فرص جديدة ويمكننا ان نعمل على تقدم هذه العملية بالتصميم على تحقيق خطواتنا التالية التي ستفيد بلداننا جمعيها.. فالافكار هي الخطوة الاولى وانا احث كل واحد منكم على ان يوصل صوته ويعبر عما يختلج في صدره.

واسمحوا لي ان اؤكد اهمية التبادل الثقافي بين شعوبنا.. ونحن نشعر بالاعتزاز ان هذا العام سيشهد قيام البرازيل بنقل شرف استضافة منتدى الثقافات العالمي الذي كانت تحظى به الى الاردن فهذا الحدث السنوي يمجد اسهامات الثقافات الفريدة في منطقتينا.

ومثل هذا التراث من التنوع والتقاليد العريقة هو الامر الذي يجب ان يحافظ عليه عالمنا ويحميه من الضياع.

وقبل شهر من الان وفي روما تحديدا شارك جلالة الملك عبد الله الثاني الى جانب القادة العرب والشخصيات الاخرى من مختلف المناطق والاديان جنازة قداسة البابا يوحنا بولص الثاني.. اننا نستحضر تلك اللحظة ونحن نقف اليوم في هذه القاعة ونتذكر ان اساس السلام والتقدم يكمن في احترامنا لبعضنا البعض.

ان فضاءات التعاون بين منطقتينا لا حدود لها وهذه القمة ما هي الا البداية فلنعمل على اعلاء بنيانها بالافعال وبالاقوال ايضا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،