كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال حفل العشاء الذي اقامه الرئيس الالماني يوهانز راو والسيدة عقيلته

٢١ تشرين أول ٢٠٠٢

فخامة الرئيس راو،

السيدة راو،

ايها السيدات والسادة،

انه ليشرفني وجلالة الملكة رانيا والوفد المرافق ان نكون بينكم هذا المساء، وقد شعرنا بحق اننا موضع ترحيب لما لقينا من حسن الضيافة وحرارة اللقاء من جانب الشعب الالماني الرائع.

وبالمقابل فانه لايسعني الا ان انقل لكم مدى الاعجاب والاحترام ومشاعر الصداقة التي يكنها الاردنيون جميعا لهذا الشعب العظيم.

ان لقاءاتنا ومباحثاتنا هنا تاتي استمرارا للعلاقات المتميزة التي تربط بلدينا والتي هي بمثابة شراكة عبر التاريخ غنية بالمصالح والقيم المشتركة ومتنامية باستمرار بسبب التفاعل والتعاون الدائم بين الشعبين الالماني والاردني.

وقد التقى اعضاء وفدنا خلال هذه الزيارة بكبار المسؤولين من الحكومة الالمانية وقيادات القطاع الخاص وبحثنا في وسائل جديدة لتعزيز التعاون بين بلدينا في مختلف القطاعات الاقتصادية. كما تبادلنا الراي حول التطورات الدولية المختلفة وخاصة فيما يتعلق بالوضع في منطقة الشرق الاوسط.

ولابد لي من القول بان المانيا تمثل اليوم رمزا لامل الشعوب التي تتطلع للحرية والتنمية في مختلف بقاع الارض. ان التزامكم بالتعاون والمشاركة واغتنام الفرص يقدم نموذجا للشعوب الاخرى، وقد شاهدنا باعجاب دوركم البناء والنشط في دعم جيرانكم وهم يسعون لأخذ موقع لهم ضمن الاتحاد الاوروبي كما نقدر عاليا نموذجكم الناجح للسلام والتنمية والتقدم.

ونحن في الاردن ـ ايضا ـ نقوم ببناء نموذج جديد في منطقتنا يحافظ على حقوق الانسان، وينمي المواهب البشرية والفرص الانسانية فنحن نعيش بسلام مع جيراننا ونسعى لامتداد عالم السلام ذاك؛ كما اننا ملتزمون بالحوار بين الثقافات والاديان والمجتمعات ونتابع بهمة ونشاط ميادين التنمية بالتعاون مع اصدقائنا في مختلف انحاء العالم.

وانني في غاية السرور باننا دخلنا في اتفاقية شراكة مع الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي في اطار شراكة اوروبية اوسطية اوسع واشمل.

صاحب الفخامة

لقد كرس جلالة المغفور له الملك الحسين حياته لضمان انتصار المنطق والعقلانية على التطرف، والسلام على النزاع والفرقة، والانسجام الخلاف وهذا هو موروث الاردن وموروثي.

انني اعلم بان المانيا تشاركنا حلم ايجاد شرق اوسط مستقر وهذا امر ملح الان اكثر من اي وقت مضى ويستدعي منا ان نتصرف قبل فوات الاوان ويتعين ان نصغي الى لهفة شعوب الشرق الاوسط للسلام، والاصغاء الى دعوات وصلوات الامهات الفلسطينيات لتحقيق العدالة واستعادة الحقوق وأن نستمع الى امال الاطفال الاسرائيليين بمستقبل امن.

نعم.. نحن بحاجة لان نصغي لكل ذلك ونستجيب له ويجب ان نحرز النجاح وانا ادرك بان دور المانيا سيكون حاسما؛ فالشعوب في كل مكان يتطلعون الى خبرتكم ونفاذ بصيرتكم وانني مسرور بان حكومتينا تدركان تماما الحاجة الملحة للسلام الشامل والدائم في المنطقة كما انني ارحب بالتزامكم للعمل معا لتحقيق هذا الهدف الملح وانني اتطلع لمواصلة التشاور غدا مع فخامة المستشار الالماني وفريقه.

صاحب الفخامة

اشكركم ثانية على كرمكم وحسن استقبالكم وانه لمن دواعي سروري ان اكون هنا في برلين وامل وجلالة الملكة رانيا بان نرحب بكم وبالسيدة راو بالاردن عما قريب، وكلنا امل ان نرد لكم بعض مظاهر حسن الضيافة التي اسبغتموها علينا في هذه البلاد الغنية بتاريخها وتميزها وأكثر من ذلك بشعبها الرائع.