خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في مأدبة الغداء الرئاسية في البرازيل

٢٣ تشرين أول ٢٠٠٨

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السيد الرئيس،

الضيوف الأفاضل،

أصدقائي،

بالأصالة عن نفسي، ونيابة عن الملكة رانيا وجميع أعضاء الوفد الأردني، اسمحوا لي أن أعرب عن شكري لكم على ترحيبكم الحار بنا. نحن سعداء بوجودنا هنا... وممتنون للضيافة الرائعة التي حظينا بها من الشعب البرازيلي.

إن هذه هي زيارتي الأولى إلى البرازيل. ومع هذا، يا فخامةَ الرئيس، فأنا لا أشعر بأنني هنا للمرة الأولى. فالبرازيل، بالبنسبة للأردن، ليست غريبة، بل هي صديق يحظى بالاحترام والتقدير. وقد جعل البرازيليون اسم بلدهم مشهوراً ومُحترماً في دوائر الدبلوماسية والأعمال العالمية.. وفي القائمة العالمية لأفضل الممارسات في مختلف المجالات، وفي وسائل الإعلام... ومن خلال ما حققوه من تقدّم في التكنولوجيا، من البحر إلى الفضاء.

أصدقائي،

إنني سعيد بهذا الإجتماع، فهو يأتي في وقت تتكاثر فيه التحدّيات العالمية الخطيرة. ولكن وبالرغم من هذه التحديات، فإن بلدينا يسيران على طريق التقدم من خلال عقد الشراكات لبناء المستقبل الأفضل.

أصدقائي،

إسمحوا لي بالقول بكل فخر واعتزاز أن الأردن يدعو باستمرار للتنمية والإصلاح في الشرق الأوسط، بما في ذلك التكامل الاقتصادي. وبما يتجاوز الشرق الأوسط، عملنا على إيجاد شبكة عالمية من الشركاء الاقتصاديين وأصدقاء السلام. ونتطلع إلى البرازيل كرائدة وأنموذج يُحتذى في التقدّم.

لقد حددت بلادكم المعيار العالمي لتعدد الأطراف، والتعاون الإقليمي، والتسوية السلمية للنزاعات. ويقدّم المجتمع البرازيلي المتعدد الأعراق الدروس للعالم في التعايش والتقدّم. فالمهاجرون من منطقتي حظوا بالترحيب هنا قبل أكثر من قرن. واليوم، تشكل الجالية العربية البرازيلية أكبر جالية في أمريكا الجنوبية، وتعتبر واحدة من أكثر الجاليات نشاطاً وديناميكية. وهذا التاريخ يبعث برسالة قوية إلى منطقتي حول الثقافة الوطنية الإيجابية للبرازيل وحسن النوايا.

وبالنسبة للأردن، فإنَّ التسامح والاعتدال يشكلان قاعدة يرتكز عليها مجتمعنا ومستقبلنا. وأنا فخور بأن بلدي كان منطلق رسالة عمّان، التي عبّرت عن القيم الحقيقية للإسلام، للمسلمين ولغيرهم في أرجاء العالم على حدّ سواء. وهذا العمل مستمر، ويجب أن يستمر، ما دامت التشويهات ونوازع الفُرْقة بين اتباع الأديان تهدّد عالمنا.

السيد الرئيس،

نأمل أن نعمل معا لتعزيز الجسور بين الشعوب في أنحاء العالم. واسمحوا لي أن أقدّم لكم شكري الخاص على ممارساتكم القيادية في الشؤون الدولية. فبقيادتكم، استضافت البرازيل، قبل ثلاثة أعوام، أول قمّة بين الدول العربية وأمريكا الجنوبية. ونحن نقدر بشكل خاص دعمكم لتعزيز التعاون بين الأردن ومنظمة ميركوسر.

وقد كانت البرازيل، على المدى، من الذين دعموا تحقيق العدالة للفلسطينيين، وقمتم أنتم بدور نَشِط... في الاستجابة للأزمة الإنسانية... وفي دعم التسوية التي تقوم على دولتين. ولست بحاجة إلى أن أتخدث لأي شخص هنا عن مدى حيوية وأهمية هذا بالنسبة للمنطقة وللعالم بأجمعه. فمن أجل تحقيق التقدم، والاستقرار، والاعتدال، لا بدَّ من وجود اتفاقية شاملة... لإنهاء النزاع... مع توفير الأمن للإسرائيليين، والعدالة للفلسطينيين – في دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة وذات سيادة.

الرئيس لولا،

أصدقائي،

إن ما أراه لزاماً عليّ في هذا اليوم هو أن أعرب عن امتنان الأردن لشراكة البرازيل وحسن نواياها. وأتمنى لشعبكم النجاح، وأؤكد لكم التزام الأردن على المدى بصداقتكم وبالتعاون معكم، وبأن تظلّوا موضع احترامه وتقديره.

وشكرا لكم.