كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته إلى مدينة الحسين الطبية

٧ شباط ٢٠٠٩

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة الأعزاء،
الله يعطيكم العافية،

نلتقي اليوم في هذا الاحتفال الذي قمتم به، لتخليد ذكرى الحسين رحمة الله عليه، الحسين القائد والباني والإنسان.

الحسين الذي رحل عن هذه الدنيا، في مثل هذا اليوم، وترك للأردن وللشعب الأردني، هذه الإنجازات الوطنية العظيمة، في كل مجالات الحياة الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. وهذه الإنجازات ما كان يمكن تحقيقها، لولا إرادة الحسين، وعزيمة وتضحيات أبناء وبنات هذا الشعب، الذين حققوا أعظم الإنجازات، بالرغم من قلة الموارد والإمكانيات، وبالرغم من الحروب والصراع وعدم الاستقرار، التي عانت منها شعوب هذه المنطقة طيلة العقود الماضية.

نلتقي اليوم للتعبير عن تقديرنا واعتزازنا، واعترافنا بالفضل للحسين، ورفاق مسيرته، الذين حققوا هذه الإنجازات، التي يجب أن تكون لنا مثلا وقدوة ومصدر إلهام، للاستمرار في المسيرة، والبناء على ما تم بناؤه، وتحقيق المزيد من الإنجازات في كل مجالات الحياة.

وهذه المدينة، مدينة الحسين الطبية، كانت هدية الحسين، لأبناء وبنات هذا الشعب الخيّر المعطاء، وهي عزيزة وغالية، ولها مكانة خاصة في ضمير ووجدان كل أردني وكل أردنية.

ومن الوفاء للحسين، والتزاما بواجبنا تجاه بلدنا وشعبنا، سنحافظ على هذا الرمز، وعلى هذا الإنجاز الحضاري الكبير الذي نعتز فيه. وسنعمل على تطوير وتحديث هذا الصرح الطبي الكبير وزيادة قدراته وإمكانياته، وتزويده بأحدث الأجهزة والمعدات والكفاءات البشرية، التي تمكنّه من أداء رسالته الإنسانية النبيلة، وتحافظ على مستواه المتميز ومكانته المرموقة.

ومن هنا، من مدينة الحسين الطبية، ومن هذا الاحتفال، نعلن عن إطلاق حملة، يتم من خلالها الاتصال بكل أصدقائنا، وأصدقاء الحسين، وكل الجهات المعنية، في مختلف أنحاء العالم، لتوفير التمويل اللازم، لتحديث وتطوير مدينة الحسين الطبية. وبالمناسبة، تكلفة هذا المشروع حوالي 200 مليون دينار.

ومرة ثانيه يا إخوان، اعتزازي بكم وبمدينة الحسين الطبية ليس له حدود، وتأكدوا أن هذه المدينة هي موضع اهتمامي ورعايتي، وإن شاء الله قريبا سيتم وضع الخطط والبرامج، والمباشرة بتنفيذها، لتحديث وتطوير هذا الصرح الطبي الوطني العظيم.

وتحية الاعتزاز والتقدير لكم، ولكل مواطن ومواطنة في الأردن العزيز.

والله يعطيكم العافية.