كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني أمام نحو ألفين من أبناء الأسرة الأردنية الواحدة في المحافظات والبوادي والمخيمات

١٧ كانون ثاني ٢٠١٠

بسم الله الرحمن الرحيم

الإخوة الأعزاء،

الله يعطيكم العافية، وأهلا وسهلا بالجميع. أنا سعيد بهذا اللقاء مع هذه الوجوه الطيبة من أهلي وربعي ورفاق المسيرة، الذين أعتز بأني واحد منهم، وأفتخر بهم وبإنتمائهم وإخلاصهم وقدرتهم على تحقيق أعظم الإنجازات.

وأنا حريص يا إخوان على اللقاء الدائم معكم سواء في مثل هذا المكان، أو من خلال زياراتي لكم في محافظاتكم، وأماكن تواجدكم في كل المناطق في وطننا العزيز.

على كل الأحوال، نحن وضعنا برنامجا شاملا لزيارتكم في العديد من المواقع في هذا البلد العزيز، وإن شاء الله سنستمر في تنفيذ هذا البرنامج، حتى أظل على تواصل دائم مع إخواني وأهلي وربعي، في كل مكان من هذا الوطن العزيز، وضمن أقصى ما أستطيع.

أنا حريص على هذه اللقاءات حتى أطمئن عليكم وعلى ظروفكم وأوضاعكم، وأسمع منكم، وأستمد العزم والقوة من إرادتكم وعزيمتكم لمواجهة التحديات، وتجاوز كل المشاكل والصعوبات التي تعيق هذه المسيرة المباركة، بإذن الله.

ونحن الآن دخلنا في مرحله جديدة من هذه المسيرة، مرحلة تحتاج منا جميعا إلى التعاون والتكاتف، والعمل بروح الفريق. مرحلة تحتاج إلى جهد كل واحد منا، لأننا كلنا شركاء في تحمل المسؤولية، كل واحد من موقعه.

الآن عندنا فريق جديد، وأنا متفائل أن هذا الفريق سيقوم بواجبه في خدمتكم، وفي خدمة هذا الوطن بالشكل الصحيح.

التحديات أمامنا كبيرة والظروف صعبة، ولذلك نريد أن نعمل يدا بيد، وكتفا بكتف، وعلى قلب رجل واحد، لأن هدفنا واحد ومستقبلنا واحد. هذه المرحلة الجديدة من مسيرتنا عنوانها الشفافية والنزاهة والمساءلة، والشراكة الحقيقية بين الجميع من أجل المصلحة الوطنية، التي يجب أن تبقى فوق كل المصالح والإعتبارات. المصلحة الوطنية معناها إحترام الكفاءة، والإستفادة منها في تحقيق الإنجاز، والمصلحة الوطنية معناها المساءلة والمحاسبة، ومعناها أيضا سيادة القانون على الجميع وتحقيق العدالة بين الجميع.

هدفنا واضح يا إخوان: هدفنا حماية وطننا والعمل على تطويره وتحديثه، لتحقيق التنمية الشاملة، وتحقيق الرفاه، وأسباب الحياة الكريمة لكل مواطن، وهذه مسؤولية الجميع.

وبالرغم من كل التحديات التي تواجه مسيرتنا، والظروف الصعبة، أريد أن تكونوا متأكدين يا إخوان أن هذا البلد بهمتكم وعزيمتكم، قادر على مواجهة كل هذه التحديات، وأنا كلي ثقة بالمستقبل الذي نريد.

وهذا هو الأردن يا إخوان، الأردن الذي تجاوز كل التحديات والشدائد، وخرج منها مرفوع الرأس، سيواجه أي تحديات جديدة بكل عزيمة وقوة، وسيظل على الدوام مرفوع الرأس.

وأرجو يا إخوان أن تنقلوا تحياتي وسلامي إلى أهلكم غير المتواجدين معنا اليوم، وإلى كل أبناء وبنات هذا الوطن، في كل مواقعهم وفي كل مكان من ربوع الأردن العزيز.

ومرة ثانية أهلا وسهلا بالجميع، والله يعطيكم العافية.