مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع قناة العربية

٢٥ آذار ٢٠٠٧

اسعد الله أوقاتكم بالخير والبركة، ومرحبا بكم في هذا اللقاء الذي يأتي قبل ساعات من عقد مؤتمر القمة العربية التاسعة عشرة، الذي تستضيفه عاصمة السعودية الرياض، التي ستكون محط أنظار المواطن العربي على أمل أن يتمكن القادة العرب من الوصول إلى قرارات واضحة ومقبولة عربيا وعالميا وقابلة للتطبيق، وبخاصة تجاه القضية العربية الأولى القضية الفلسطينية. لقاؤنا اليوم مع زعيم عربي، جعل من القضية الفلسطينية في سلم أولوياته وجاب العالم وهو يحمل هذا الهم، وها هو اليوم يجمع ملفاته واضعا الملف الفلسطيني في مقدمة هذه الملفات، لبحثه مع أشقائه القادة العرب، صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية.

العربية: اشكركم جلالة الملك على اتاحة هذه الفرصة، نعلم ان وقت جلالتكم مزدحم ومليء بالمواعيد واللقاءات والاتصالات قبيل ساعات من لقاء القمة، وسألتزم كما وعدت الاخوة في مكتب جلالتكم بالاختصار، وكان الله بعوننا على هذا الاختصار. وابدأ... جلالتكم تتوجهون للمشاركة في القمة العربية التي ستعقد في الرياض، في ظروف بالغة الدقة للشعوب الأمة العربية. ما هي الرسالة التي ستطرحونها جلالتكم خلال هذه القمة؟

جلالة الملك: أرجو أن نخرج من هذه القمة بموقف عربي موحد تجاه القضية الفلسطينية، التي هي قضية العرب الأولى، والسبب الرئيسي في الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة، ولا بد من أن نوجه للعالم رسالة واضـحة تعبر عن صدق نوايا العرب ورغبتهم في تحقيق السلام و الاستقرار في هذه المنطقة. والسلام الذي نسعى لتحقـيقه هو السلام الشامل والعادل الذي يضع حدا لمعاناة الشعب الفلسطيني، ويعيد لهذا الشعب حقوقه المشروعة وفي مقدمتها قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعلى الأرض الفلسطينية.

العربية: نعم، جلالة الملك هناك من يشكك في العالم في نوايا العرب في السلام مع اسرائيل لكن العرب ايضا لا يجدون نوايا حقيقية في موضوع السلام لدى الاسرائيليين؟

جلالة الملك: لا بد من توجيه رسالة إلى إسرائيل، تؤكد على أنها تتحمل المسؤولية الكبرى تجاه تحقيق السلام في هذه المنطقة، فإذا كان لديها الرغبة والنية الصادقة في العيش بسلام فيها، فعليها أن تسعى لهذا السلام وتقـبل بمبادرة السلام العربية التي تضمن لشعبها العـيش بأمن وسلام إلى جانـب شـعوب هذه المنطقة. وقد قمت مع بعض إخواني القادة العرب باستخدام كل المنابر المتاحة في شتى أنحاء العالم لإيصال صوت ورسالة السلام للعالم أجمع. واليوم نحن كـعرب نريد أن نوصل رسالة السلام من خلال هذه القمة، ونقول للعالم بأننا دعاة سلام، وبأننا نسعى لنبذ العنف والتطرف. وبالمقابل فإن على إسرائيل أن تقبل بخيار السلام القائم على حل الدولتين وأن تتحمل مسؤولياتها تجاه شعبها ومستقبلها ومستقبل المنطقة والأجيال القادمة.

العربية: جلالة الملك، حتى لا نبقى نراوح مكاننا، برأي جلالتكم ما هو المطلوب بالتحديد من الإسرائيليين وكذلك ما هو المطلوب بالتحديد من الفلسطينيين؟

جلالة الملك: المطلوب من إسرائيل القبول بالمبادرة العربية وإنهاء الاحتلال، والاعتراف بمبدأ حل الدولتين وتطبيق هذا المبدأ على أرض الواقع بالاستناد إلى قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة مع الفلسطينيين في السابق. وكذلك فإن المطلوب من الفلسطينيين الاتفاق على موقف موحد يقوم على الالتزام بجميع الاتفاقيات التي توصلوا إليها مع الجانب الإسرائيلي في السابق وتعهدوا باحترامها.

العربية: جلالة الملك، بالاضافة الى ما تفضلتم به حول القضية الفلسطينية، لكن يبقى هناك قضايا وتحديات عديدة تواجه امتنا العربية. ماذا ستعملون بالنسبة للعراق ولبنان وغيرها من الموضوعات التي تشغل بال المواطن العربي؟

جلالة الملك: التحديات التي تواجه الأمة في هذه المرحلة من أخطر التحديات، ومن أهمها الحفاظ على الهوية العربية وصون وحدة الصف العربي، وتجاوز كل الخلافات التي تؤدي إلى الانقسام وتهديد وحدة هذه الأمة ومستقبلها. هناك تحد كبير فيما يتعلق بإعادة الأمن والاستقرار إلى العراق ونبذ العنف والإرهاب والفتنة الطائفية، وهناك تحد آخر في لبنان، وهو الحفاظ على سيادة لبنان واستقراره، ورفض أي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية. هذه التحديات وغيرها تستدعي من القادة العرب أن يتعاملوا معها بكل مسؤولية وبأعلى درجات التعاون لمواجهة هذه التحديات وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وأنا واثق أن هذه القمة التي تنعقد في الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ستكون نتائجها منسجمة مع آمال وطموحات شعوبنا العربية.