مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع صحيفة وول ستريت جورنال

٦ نيسان ٢٠١٠

وول ستريت جورنال: عندما تلتقي الرئيس باراك اوباما، ما هي رسالتكم حول كيفية دفع عملية السلام؟ هل تريدون من الولايات المتحدة أن تأتي وتقول: هذه هي المعايير، دعونا نتقدم إلى الأمام، نحن نهدر الكثير من الوقت؟

جلالة الملك: أعتقد أن مسألة إضاعة الكثير من الوقت يجب أن تكون مصدر قلق لنا جميعاً، بسبب التوتر الكبير في المنطقة. فمثلاً: فيما يخص الحدود اللبنانية الاسرائيلية، إذا تحدثت إلى بعض اللبنانيين اليوم فإنهم يشعرون أن الحرب قد تنشب في أي لحظة. كما يبدو أن هناك محاولة لبعض الجماعات للترويج لانتفاضة ثالثة، والتي ستكون كارثية. القدس، كما تعلم، نقطة اشتعال قد تنفجر في أي وقت، كما أن هنالك قلقا كبيرا حول عملية عسكرية بين إسرائيل وإيران.

لذا، وفي ظل كل هذه الخلفيات، فإن الوضع القائم غير مقبول. ما سيحدث هو أننا سوف نستمر في الدوران في حلقات حتى يندلع الصراع، وستعاني الشعوب من هذه الحرب. على الجانب الأميركي، من الواضح أن أولوية الإدارة الأميركية تتركز على الشؤون الداخلية،كما هو مفهوم للجميع، فالتحديات الاقتصادية لم تساعد على جعل عملية السلام أولوية، مع ذلك أنا أدرك أن أوباما وإدارته ملتزمون إلى حد كبير بحل الدولتين، ودفع عملية السلام إلى الأمام، ولكن كان هناك قضايا أخرى تثقل كاهلهم. المشكلة تكمن فيما سيحدث خلال الشهرين القادمين.

إن مسؤولية الأردن ودول أخرى في المجتمع الدولي هي الحفاظ على العقلانية وإبقاء الأمل حياً، حتى تستطيع أميركا أن تدفع بكامل ثقلها الإسرائيليين والفلسطينيين ليعملوا معا لدفع عملية السلام إلى الأمام وأملي أن تقوم الإدارة الأميركية بإيجاد معايير قوية جداً لتحريك العملية قدماً، فنحن لا نبدأ من الصفر، والجميع يعرف ما يتوجب عمله، لقد خسرنا الكثير من الوقت خلال الـ 12 شهراً الماضية على قضية المستوطنات، ما نريد أن يحدث هو أن تركّز مفاوضات الحل النهائي على الأرض، لأن ذلك يمثّل نقطة البداية لمعالجة قضايا أخرى، لكن ذلك سيتطلب التزاما أميركياً كاملاً، لأننا جميعا ندرك أنه من دون التزام أميركي كامل بالضغط على الإسرائيليين والفلسطينيين باتجاه طاولة المفاوضات، لن نتمكن من إطلاق المفاوضات، ما نريده هو إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة وضمن جدول زمني واضح ومحدد، فنحن ودول أخرى بمثابة قوة دفع للأمام، ونحاول التعامل مع القضايا الخلافية بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإيجاد أجواء أكثر وديّة، مع إدراكنا بأن الشر لا ينام.

فعلى جميع الجهات هناك قوى رفض - وهذا مصطلح مناسب استخدامه هذه الأيام – تعمل ما باستطاعتها لتخريب مستقبل الفلسطينيين والإسرائيليين.

وول ستريت جورنال: بالنظر إلى تاريخ العلاقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبينكم، وبين والدكم، برأيك هل يستطيع أن يُحدِث تقدما في عملية السلام؟

جلالة الملك: باعتقادي أن الفترة التي تزامن فيها رئاسة نتنياهو للوزراء مع بداية تسلمي السلطات الدستورية قبل 10 أو 11 سنة لم تكن مريحة. في الحقيقة، فإن فترة الثلاثة أشهر هذه كانت الأكثر سوءا في العلاقة بين الأردن وإسرائيل. لقد التقيت بنيامين نتنياهو، وكان يجلس هنا في نفس الفترة من السنة الماضية، وقد تفاءلت كثيرا برؤيته حول السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين والعرب. لكن يجب أن أذكر هنا أنه خلال الاثني عشر شهرا الماضية، كل ما شاهدته على الأرض جعلني متشككا جداً، بالرغم من أنني من أكثر الناس تفاؤلا في هذا الجزء من العالم، لذلك كان هناك الكثير من الكلمات، لكن الأعمال على الأرض جعلتني قلقا للغاية حول مدى وضوح السياسة الإسرائيلية، وفي نفس الوقت نرى استمرار الاستفزازات في الضفة الغربية والقدس، القدس لها أهمية خاصة بالنسبة إلى الأردن لأننا الأوصياء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، كما أنها نقطة اشتعال لها أبعاد تتجاوز العلاقات الأردنية الإسرائيلية، فهذه قضية يمكن أن تؤجج غضب المسلمين، وهذا ما لا نحتاجه اليوم، هناك عناصر تلعب بالنار، مما جعل الصراع شاقا خلال الأشهر الماضية، مع الأسف فللمرة الأولى منذ أن أبرم والدي السلام مع إسرائيل، فإن علاقتنا مع إسرائيل هي في أدنى مستوياتها، فلم تكن أبدا في هذا السوء والتوتر كما هي اليوم.

وول ستريت جورنال: ما هي رسالتكم للإسرائيليين عندما تلتقون بهم؟

جلالة الملك: باعتقادي أن المستقبل البعيد لإسرائيل سيكون في خطر ما لم نحل قضايانا ومشاكلنا، فـ 57 دولة في العالم تشكل ثلث الأمم المتحدة، لا يعترفون بإسرائيل، أعتقد أن كوريا الشمالية لها علاقات دولية أحسن من إسرائيل. فعندما تنظر إلى مبادرة السلام العربية الإسلامية، فهنا نتحدث عن 57 دولة تمد يدها لإسرائيل للمستقبل البعيد. في أميركا بالذات، هناك من يقول: لماذا لا يستوعب الأردن الفلسطينيين؟ هذا سيخلق حالة من عدم الاستقرار الكبيرة جداً. فإذا أراد الإسرائيليون أن يدفعوا بالفلسطينيين إلى الأردن، لا أجد في ذلك أي منطق ولا أرى كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يقبل بذلك لأنه سيعني خروج مليون وثمانمائة الف فلسطيني من بيوتهم إلى الأردن ولبنان وسوريا، وذلك سيزيد من عدم الاستقرار على حدودهم. ولكن ذلك لن يحل مشاكلهم بعيدة المدى... لأن السكان العرب الإسرائيليين في إسرائيل سيشكلون 50 بالمئة من سكان إسرائيل خلال 8 إلى 10 سنوات مقبلة. فالإسرائيليون لديهم تحد كبير حول مستقبل وجودهم.

أليس من الأفضل لك وأنت اليوم في مركز قوة أن تصنع سلاماً ليس فقط مع جيرانك، بل العالم العربي والإسلامي؟ ذلك أفضل من أن تؤجل التعامل مع هذه المشكلة لسنتين أو ثلاثة عندما تكون خياراتك أقل. وهناك إسرائيليون يفهمون هذه القضية ويحاولون التواصل مع الآخرين، فهم قلقون جداً. كذلك الحال بالنسبة لأصدقاء إسرائيل حول العالم الذين ينحدرون من عدة خلفيات دينية. فهم يرون هذه الكارثة تتبلور، وهم قلقون جداً من هذه المشكلة. وفي هذا الخصوص درج في أمريكا مقولة مفادها: أنه حان الوقت لبعض الحب القاسي للجميع، من أجل أن نحلّ هذه المشكلة.

وول ستريت جورنال: كيف ترى التغير الحاصل في لغة إدارة اوباما، فبعض القادة العرب والفلسطينيين الذين تحدثتُ إليهم يصفون الصراع على أنه يهدد الأمن القومي الأميركي، ما يشكلّ تغييراً يدفع بهذا "الحب القاسي"؟

جلالة الملك: هذا ليس تغييراً، لأن مواقف الجيش والاستخبارات منذ الخمسينيات هي أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كان دائما ضد المصالح الوطنية الأميركية. فالذي حدث أن الرئيس بوش أكد على أن المستقبل يجب أن يكون مبنياً على حل الدولتين. وقد تقدم الرئيس اوباما خطوة أخرى إلى الأمام عندما قال ما كان معروفا لدينا جميعا لعقود: إذا لم تحل هذه القضية، بالإضافة إلى استمرار القضية الإسرائيلية الفلسطينية، وبالتالي القضية الإسرائيلية العربية الإسلامية ستؤثر بشكل مباشر على المصلحة الوطنية للولايات المتحدة. لا أظن أن مراكز الأبحاث والسياسيين يرونها بهذه الطريقة. أما الجنرالات وضباط الاستخبارات والقادة السياسيين الكبار يدركون تبعات عدم حل هذه المشكلة... ما أعنيه هو أنكم تشاركون في حربين في منطقتنا. القضية الفلسطينية هي القضية الجوهرية. وهذه المشكلة التي نواجهها مع صناع القرار الأميركيين، فقد كان التحدي دائما حول ربط الأمور مع بعضها. فمن لديه مشكلة مع الغرب يستخدم القضية الفلسطينية ضده. وحل هذه المشكلة قد لا يعني أن الشر سيتلاشى، لكنه بالتأكيد سيزيل جزءا كبيرا من التحديات التي نواجهها في هذه المنطقة.

وول ستريت جورنال: هذا النوع من الانقسام بين أمريكا وإسرائيل، هل يجعلك قلقاً. بحيث يؤدي ذلك بإسرائيل إلى اتخاذ إجراءات أحادية ممكن أن تحدث حالة من عدم الاستقرار؟

جلالة الملك: اعتقد أن لدى إسرائيل القابلية لاتخاذ إجراءات أحادية في كل الأحوال. لكن عندما يكون هناك توتر بين الدول، لا يكون الجو مساعداً لتقدّم الشعوب إلى الأمام. لذلك أتطلع إلى أن يتمكن الإسرائيليون والأميركيون من تحسين علاقاتهم بما يخدم المصالح الأمنية الوطنية للشعبين الإسرائيلي والأميركي والذي يتمثل بإيجاد حل لهذه المشكلة.

وول ستريت جورنال: عندما تتحدث عن العلاقات الأردنية الإسرائيلية بأنها في مستوى متدني، هل ذلك بسبب عدم توفر الثقة حول هذه القضية؟

جلالة الملك: الثقة السياسية غير موجودة، كما لا يوجد علاقة اقتصادية حقيقية بين الأردن وإسرائيل. فرجل الأعمال الإسرائيلي يحصل على تأشيرة سفر إلى الأردن في نفس اليوم، بينما من شبه المستحيل أن يتمكن رجل الأعمال الأردني من الدخول إلى إسرائيل. التبادل التجاري كان أفضل، وما أعنيه أنه كانت هناك فترة ذهبية تمثلت بالعلاقة المتميزة بين والدي ورئيس الوزراء رابين. وبعد رحيل رابين كان هناك علاقة جيدة مع رئيس الوزراء باراك، لكن العلاقة بدأت بالتدهور منذ ذلك الحين.

وول ستريت جورنال: لقد أتى الرئيس اوباما بآمال كبيرة، واستحوذ على تعاطف عالمي. برأيك كيف ترى أداءه؟ فالمواجهة مع نتنياهو ممكن أن تقرأ كعلامة قوة أو ضعف، وذلك يعتمد على كيفية النظر إليها؟

جلالة الملك: جميعنا كنّا نعرف أنه وبغض النظر عمّا ستكون عليه سياسات الرئيس اوباما إزاء: الشرق الأوسط؛ والرعاية الصحية؛ والاقتصاد؛ فإن حجم توقعاتنا من الرئيس أوباما كان ضخماً جداً، إلى درجة غير منصفة فرضت تحديات على قدرة الرئيس على التعامل مع هذه القضايا. والتحدي الذي أواجهه في نقاشاتي مع القادة العرب والمسلمين هو مسألة مصداقية الولايات المتحدة. مصداقية العملية السلمية برمتها هي في أدنى مستوياتها لأن التوقعات كانت عالية جداً بشكل غير عادل.

فاوباما يتخذ موقفاً صلباً بخصوص قضية المستوطنات، لكن على الشعب الأميركي أن يرى أن السياسات الإسرائيلية محبِطة، ليس فقط بالنسبة لاوباما، لكن أيضا بالنسبة للأوروبيين والروس والصينيين والمجتمع الدولي. وعندما نتحدث عن الشعب الأميركي، يجب عدم النظر إلى الرئيس اوباما بمعزل عن البقية، لأنه يظهر عدم الرضا. فيجب أن نتذكر أنه لا يمكن عمل شيء في العزلة. فالمتطرفون حولنا يقولون: أنظروا، لم يحدث شيء، الحوار لا يجدي، التواصل مع الإسرائيليين ليس الطريق للمضي قدماً. فالمقاومة وبثّ الرعب والكراهية هي الرسالة التي يطرحونها على أنها الأصح. حتى في القمة العربية في ليبيا، كانت بعض الدول تلمح وتتساءل: إلى أي مدى سنعطيكم، أيها المعتدلون، فرصة للسعي إلى السلام! ويقولون للجميع: أنظروا إن طريقتهم ( أي المعتدلين) في العمل غير صحيحة.

 

وول ستريت جورنال: هل أنتم قلقون من اندلاع انتفاضة ثالثة أو مزيد من العنف في القدس؟

جلالة الملك: هناك عناصر تدفع بجدية لانتفاضة ثالثة، والتوتر في تصاعد. غزة كما ترى ليست مستقرة. القدس قنبلة موقوتة وأخشى أنها بانتظار الانفجار. هذه الأشياء التي نراها على الأرض، وهناك أيضاً المشكلة المتصاعدة على خلفية ما سيحدث إذا ضربت إسرائيل إيران والفعل ورد الفعل، إنها ستدخل المنطقة في دوامة من المشاكل.

وول ستريت جورنال: ماذا تعتقد عندما تنظر إلى إيران والسياسة الدولية هناك حديث عن مدى نشاط إيران في العراق فيما يتعلق بمحاولتها لدعم السياسيين المقربين منها . هل تراها نشطة في حزب الله / لبنان؟ في الأراضي الفلسطينية؟ هل مسار الحوار مجدٍ؟

جلالة الملك: انا أنظر إلى الموضوع من زاوية مختلفة إذا كان هناك من يقول بأن إيران تلعب دورا سلبياً، فأنا أقول إنه سُمح لها بأن تلعب هذا الدور فالأرضية التي تستخدمها هي الظلم الواقع على الفلسطينيين والقدس... فإذا سُحِبَتْ هذه الأوراق عن الطاولة، فالتأثير الإيراني على منطقة المتوسط من خلال حزب الله وحماس في غزة سيتلاشى أو يختفي تماما.

أنا ضد أي عمل عسكري في إيران هذا سيدخل المنطقة في دوامة من المشاكل. ولكن في اللحظة التي نبدأ بها بالخوض في القضية الرئيسية، نكون قد بدأنا بسحب الأوراق بعيداً من النظام الإيراني.

وول ستريت جورنال: هل تعتقد بأن الرئيس الأميركي يفهم ذلك؟

جلالة الملك: بالتأكيد، أنا مرتاح جداً لتفهمه للحيثيات التي أطلعني عليها الرئيس اوباما خلال لقائي معه العام الماضي. من الواضح أن وزيرة الخارجية كلينتون والجنرال جونز والسيناتور ميتشل أيضا يتفهمون ذلك.

وول ستريت جورنال: هل أنت متفائل بشأن العراق، بالنظر إلى ما يجري هناك؟

جلالة الملك: أنا متفائل بشأن العراق لأنني أؤمن بالشعب العراقي ورؤيتهم لتقدم وطنهم إلى الأمام... وهذا قد يحصل خلال سنة واحدة، أو 10 اعوام أو 15 عاماً، وهذا يعتمد على كثير من التأثيرات التي نراها. ولكنني وصفت العراق أنه يسير بخطى بطيئة وثابتة باتجاه الضوء. وأنا أؤمن أننا كدول عربية قد قصّرنا في حق العراقيين. وأتفهم بأن الدول العربية في بعض الأحيان لا تعرف الكيفية التي يجب التعامل فيها مع العراق. ولكنني اعتقد أنهم مقبلون على مرحلة جديدة في حياتهم بعد إجراء الانتخابات الأخيرة، ويجب أن نقف إلى جانبهم... وأنا متفائل ومؤمن بالروح الوطنية لدى العراقيين.

وول ستريت جورنال: هل تستطيع أن تخبرنا بما تأمل بتحقيقه في الولايات المتحدة؟ هل سيكون لك لقاءات اقتصادية؟

جلالة الملك: في زياراتي السابقة كنا ننظم لقاءات مع شخصيات اقتصادية وندعوهم لزيارة بلدنا..أمّا الآن فأسلوبنا أصبح أكثر فعالية من خلال التواصل مع مؤسسات كبرى، نبين لهم الفرص الاستثمارية في السوق الأردنية، والتسهيلات التي سنوفرها لهم في حال رغبتهم بالاستثمار في الأردن.

وول ستريت جورنال: هل تعتقد أن لديك نفس الرؤية الواضحة لمعالجة التحديات الكبرى التي تواجه الأردن مثل المياه والطاقة؟

جلالة الملك: اعتقد أن المشاريع الكبرى تُحدِث فرقاً شاسعاً لأن دولا كثيرة تريد أن تنخرط بمثل هذه المشاريع، ولكن من خبرتي الاقتصادية المتواضعة، فإن تنفيذ مشاريع كبرى مثل: سكة الحديد، ومنشأة الطاقة النووية، وقناة البحرين الأحمر – الميت، لا يمكن معاينتها في مراحل التنفيذ الأولى، بالرغم من أنها ستوفر بنية تحتية هائلة وستساهم في تحسين وضع الأردن.

وفي المقابل: عندما تأتي شركات تكنولوجيا معلومات باستثمارات كبيرة، يلحظها القطاع الخاص فيتحمس لها ويتحفّز فما يثير الاهتمام في الأردن هو تمركز هذه الشركات وإطلاق أعمالها أكثر من المشاريع الكبرى، رغم أهمية وضرورة هذه المشاريع لمستقبل الأردن، لأنها صفقات بمليارات الدولارات. لكنها لا تحظى باهتمام الصحف بالطريقة التي نراها عندما تطلق شركة ياهو أو جوجل أعمالها.

وول ستريت جورنال: هل هناك أمور أخرى في العلاقات الأمريكية الأردنية الثنائية ستركز عليها؟ كان هنالك الكثير من التعاون في مكافحة الإرهاب؟

جلالة الملك: في أفغانستان، يساهم الأردن بكوادر طبية وهندسية للمساعدة في إعادة بناء الدولة، وهذا يتم بالتنسيق مع الحكومة الأفغانية، التي نبحث معها كيفية مساهمة الأردن في تحسين نوعية حياة الشعب الأفغاني.

كان هناك اهتمام من قبل الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتدريب الشرطة والجيش الأفغاني في الأردن.. لدينا مراكز ممتازة، وكان لنا تجربة جيدة في تدريب الفلسطينيين والعراقيين.. فالأردن، كدولة مسلمة، يلعب دوراً حيوياً في بناء الاستقرار في أفغانستان ويسعى لمد يد العون في تنمية دولة مسلمة أخرى، وأنا متحمس وفخور كثيراً لذلك.

وول ستريت جورنال: كم عدد الجنود في أفغانستان؟

جلالة الملك: حالياً يوجد نحو مئتين من الكوادر الطبية والهندسية وخدمات النقل، وإذا كان هناك حاجة سنزيد هذا العدد.. وسنناقش هذا الموضوع خلال زيارتي القادمة إلى واشنطن.

وول ستريت جورنال: هناك العنصر السوري، فلا أحد يمكنه التنبؤ بتوجهاته... كيف ترى علاقة الأردن بسوريا؟

جلالة الملك: علاقة الأردن بسوريا أفضل من أي وقت مضى؛ لعلها في أفضل حالاتها... العلاقة بين الحكومتين الأردنية والسورية في مجال التعاون الاقتصادي في أعلى مستوياتها.. ومن الواضح أن القضية السورية الإسرائيلية تتصدر قائمة أولوياتهم.

وول ستريت جورنال: هل الرسالة التي تصلكم من سوريا أنهم مستعدون للحوار؟

جلالة الملك: نعم، هم مستعدون للحوار، ولكن مرة أخرى اعتقد بأن الجميع يحاول أن يقرر ما الذي تريده الحكومة الإسرائيلية.. الخطاب إيجابي، ولكن الأفعال على الأرض تدل على غير ذلك، هناك إحباط سوري اتجاه إسرائيل.