مقتطفات من مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع صحيفة الواشنطن بوست

١٦ حزيران ٢٠١١

حول الربيع العربي

"أعتقد حقيقة أنها لحظة مصيرية بالنسبة للعالم العربي. والمشكلة أن ما نشهده الآن سوف يشوبه الكثير من الدم والعرق والدموع... وتحليل الكلفة في كل دولة مختلف عن الأخرى. إن ما يحدث في المنطقة هو إعادة كتابة التاريخ".


حول الإصلاح السياسي في الأردن

"بشكل أو بآخر، منحني الربيع العربي الفرصة التي كنت أنتظرها طوال السنوات الإحدى عشرة الأخيرة. والأمر الغريب في الأردن على وجه التحديد هو أن هناك البعض ممن قفزوا إلى عربة الإصلاح نظرا لشعبيتها، وقد وجدوا أنفسهم في وضع تسارع فيه الزخم بحيث لا مجال للتراجع. فما أن تفتح البوابة للفيضان، فلا مجال للعودة بالأمور إلى الوراء. والتحدي الماثل الآن، وسوف أكون صريحا جدا معك، هو أن تتم الإصلاحات السياسية بالشكل الصحيح".

"أعتقد أن مهمتي تكمن في إدارة الحوار، فأنا لا أستطيع أن أقول لهم: أسسوا حزبا، ولا أستطيع أن أرشدهم إلى كيفية القيام بذلك، لكن قد يكون بإمكاني أن أجعلهم أكثر إدراكا ووعيا بالتحديات والحقائق. وسوف يؤدي هذا الحوار إلى أن تتحرك الأمور في الاتجاه الصحيح".

"على الأردن أن يثبت للعرب أن هناك طريقة أخرى للقيام بما يجب القيام به. صحيح أننا نظام ملكي، ولكن إن استطعنا أن نثبت أن الديمقراطية قد تقود إلى تشكيل نظام حزبي من حزبين أو ثلاثة أو أربعة – يسار ويمين ووسط – في مدة عامين، حينها لن تشكل بعض الجهات أمرا مثيرا للنقاش والجدل".


حول مستقبل القاعدة في الشرق الأوسط

"سوف يكون هناك إرهاب دائما. والمشكلة مع القاعدة وكل هذه المجموعات هي أنهم يستخدمون قضية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي كوسيلة إقناع لغاية التجنيد. وفي اللحظة التي يحل بها الإسرائيليون والفلسطينيون مشكلتهم، سوف تفقد القاعدة عالميتها، وتختفي كمنظمة عالمية".


حول إيران

"عندما يكرر [رئيس الوزراء الإسرائيلي بنجامين] نتنياهو على مسامعنا: <<إيران، إيران، إيران>>، أذهب إليه وأقول: <<السلام، السلام، السلام>>، وذلك لأن أول شعب سوف يقف ويقول لإيران: << توقفي عن توجيه الصواريخ باتجاهنا>>، هم الفلسطينيون".


حول ضرورة العملية السلمية

"قم بحل المشكلة اليوم وأنت قوي، وليس بعد 10 سنوات، حيث أعتقد أن مسار الأمور قد تغير".

"بإمكاننا دائما أن نجد <<فرصة أخيرة>>، ولكن احتمالات أن تتوفر لنا القدرة على تحقيق النجاح هي ضئيلة. وعندما نصل للحظة التي لا يعود فيها حل الدولتين ناجعا، فما الحل البديل إذن؟" "بالنسبة لإسرائيل، فإنها ما دامت تضع العراقيل في الطريق، فإن الوضع سوف يزداد تعقيدا بالنسبة لهم، وهذا ليس بالأمر الجيد".


حول جمود عملية السلام في الشرق الأوسط وعواقبها

"لست مقتنعا بأن إسرائيل مهتمة بحل الدولتين، وعليه فهم غير مهتمين بالسلام مع العرب، لأنه لا سلام بدون ذلك. ولا أعتقد أيضا أن السياسة الإسرائيلية الداخلية سوف تسمح لذلك أن يحدث. لذا فإنه رغم أننا سوف نستمر في محاولة إعادة الطرفين لطاولة المفاوضات، فإنني – ولأول مرة – في أكثر أيامي تشاؤما منذ 11 عاما. وأعتقد أن عام 2011 سيكون سيئا بالنسبة للسلام، والشيء الثابت أنه عندما يكون هناك جمود في الوضع الراهن، فمن المعتاد أن ما يحرك الجميع هو نوع من المواجهة العسكرية، وحينها سنهب جميعا صارخين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فليس هناك من رابح في الحرب".


حول دعم أمريكا لإسرائيل

"عندما تحصل على المليارات من الدعم وإمدادات متواصلة من الأسلحة والذخيرة، فإنك لا تتعلم الدرس بأن الحرب أمر سيء ولا رابح فيها. ولذا يوجد هناك إحساس زائف في فهم الأمور".


حول مبادرة أوباما للسلام ورد نتنياهو عليها

"لقد حاول عدد كبير من الرؤساء الأمريكيين دائما الدفع بالأمور إلى الأمام، وقد فعلها كلينتون، وزاد عليه [جورج دبليو] بوش، وأوباما دفع بالأمور أكثر وأكثر. لكن الإحباط سببه فقط هو العجز عن تحقيق شيء على أرض الواقع. أعتقد أن الأمريكيين مهتمون فقط بأمورهم الداخلية وربما بعض القضايا الدولية، ولذا فإن القضية الفلسطينية ليست أولوية بالنسبة لهم".  حول السياسة الإسرائيلية وعملية السلام "استطلاعات الرأي العام مثيرة للقلق، على عكس ما كانت عليه قبل عامين. هناك 85 بالمئة من الإسرائيليين يقولون إنهم غير مهتمين بحدود 67، وهذا يثبت لي أن المجتمع الإسرائيلي قد تغير وأنهم قد بدأوا يصدقون خطاب زعمائهم. أعتقد أنه يوجد في إسرائيل اليمين واليمين المتشدد، وأن الجميع قد تحركوا بذاك الاتجاه بدرجات متفاوتة".