كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال مشاركته في أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية
كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال مشاركته في أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية
الرياض، المملكة العربية السعودية
10 تشرين الثاني/نوفمبر 2015
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب الجلالة والسيادة والسمو،
الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نجتمع اليوم، في هذه القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، التي تمثل فرصة متميزة لتمتين الروابط بيننا. وأتقدم بالشكر إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، صاحب المبادرة والرؤية على استضافة هذه القمة.
إن لقاءنا اليوم يوفر فرصة هامة لنا جميعا، حيث تتمتع بلداننا بأهمية استراتيجية وإمكانيات بشرية وموارد طبيعية هائلة، وتجمع شعوبنا قواسم مشتركة تلغي بعد المسافات، وتستند إلى تراث كبير من القيم الإنسانية التي تجمع بين الحضارة العربية وحضارة أمريكا الجنوبية.
وأؤكد هنا أهمية تكثيف التعاون والعمل المخلص، للارتقاء نحو شراكة حقيقية بين دولنا في شتى المجالات، خصوصا الاقتصادية منها. وبالرغم مما تم إنجازه في هذا الصدد، إلا أننا نتطلع إلى المزيد من تعزيز جسور التعاون والتواصل بين شعوب وقادة بلداننا، وتبادل الخبرات بما يخدم مصالحنا المشتركة.
الحضور الكرام،
إن بلداننا تمتاز بأجيال من الشباب الواعد، وهذا يستوجب منا أن نكون على قدر المسؤولية، وأن نعمل بإخلاص من أجل إيجاد فرص عمل جديدة وجاذبة، تواكب تطلعات هذه الأجيال، بالإضافة إلى تحصين وحماية شبابنا من سموم الإرهاب والفكر المتطرف، الذي لا يعترف بأية حدود.
وفي ظل ما نشهده من ارتباط بين اقتصادات العالم، لم يعد ممكنا حصر آثار أية أزمة بمكان حدوثها، وهو ما يستوجب منا جميعا البناء على نتائج القمم الثلاث السابقة لتطوير التعاون والشراكة بيننا.
وفي الختام، اسمحوا لي أن أعرب عن تقديرنا الكبير لدول أمريكا الجنوبية على مواقفها الشجاعة والداعمة للقضايا العربية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأكرر الشكر والتقدير لأخي خادم الحرمين الشريفين على حكمته وبعد نظره، والمملكة العربية السعودية الشقيقة على الإعداد الـمتميز لهذه القمة، متمنيا لكم جميعا النجاح والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.