الأخبار

جلالة الملك يحذر من ان البديل لعدم توحيد المواقف العربية هو ان يجد العالم من يتفاوض معه نيابة عن العرب

١٣ أيلول ٢٠٠٦

حذر جلالة الملك عبدالله الثاني من أن البديل لعدم توحيد المواقف العربية وتعزيز مفهوم التضامن لمواجهة الظروف المحبطة التي تمر بها المنطقة في فلسطين والعراق ولبنان سيكون ان "يجد العالم من يتفاوض معه نيابة عن العرب".

واضاف جلالته في رده على سؤال وجهه الشباب المشاركون في ملتقى شباب كلنا الاردن عبر الموقع الالكتروني للملتقى www.alljordan.jo ومفاده ان الشباب محبطون من الحروب والازمات والمواقف العربية في مواجهة هذه الظروف ..."ان على العرب ان يخاطبوا العالم بلغة واحدة" معربا في الوقت نفسه عن ايمانه بان القادة العرب "سيعملون على توحيد كلمتهم واتخاذ القرارات التي تحقق آمال شعوبنا وتضمن حقوق أمتنا العربية."

وردا على سؤال حول ما اذا كان في الافق حل للقضية الفلسطينية قال جلالته ان عدم ايجاد حل لهذه القضية العادلة والتاريخية هو السبب في كل اشكال الصراع والحروب والمآسي التي تعاني منها المنطقة منذ عقود كثيرة.

وأكد أن ايجاد حل عادل ودائم لهذه القضية أولوية يجب ان تكون على رأس الاولويات التي يسعى القادة والشعوب العربية والعالم على تحقيقه وتحويله من هدف يسعى الناس اليه الى واقع ملموس.

وابلغ جلالته الشباب انه يتطلع الى اليوم الذي أرى فيه "اخوانكم الشباب الفلسطيني ينعم بالحرية والامن والاستقرار والمشاركة الفاعلة في بناء دولتهم وبلدهم وفي النهضة العربية"، مضيفا انه يسعى بكل ما يستطيع وبدعم ومساندة من بعض اخوانه القادة العرب "من اجل ايجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية على ان يضمن حقوق الشعب الفلسطيني كاملة وعلى رأسها اقامة دولته المستقلة على ارضه."

وعبر جلالته عن قلقه وخوفه من ضياع الفرصة المتوفرة اليوم لحل القضية الفلسطينية لانها قد تكون الاخيرة، محذرا من اننا "اذا لم نستغلها ونستثمر جهودنا جميعا للوصول الى حل جذري لهذه المشكلة خلال ستة أشهر فاننا مع الاسف سندفع الثمن جميعا"، مطالبا جلالته بالتحرك حتى لا تضيع هذه الفرصة.

ويذكر ان الجهود دبلوماسية نشطت مؤخرا لاعادة اطلاق مبادرة السلام العربية حيث خرجت اصوات داخل العالم العربي وخارجه تنادي باستغلال الفرصة التي نجمت عن العدوان الاسرائيلي على لبنان الذي أظهر انه بدون حل عادل بعيد عن الحلول الجزئية احادية الجانب لجوهر الصراع في الشرق الاوسط، وهي "القضية الفلسطينية" فلن يكون هناك سلام وامن واستقرار في المنطقة.

وستشهد اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الاسبوع المقبل تحركا عربيا لاعادة طرح مبادرة السلام العربية كاساس لحل عادل في المنطقة يضمن انشاء دولة فلسطينية مستقلة على الارض الفلسطينية.

وفي الشأن المحلي وجه الطلاب سؤالا مفاده انه رغم جهود جلالة الملك في محاربة الظواهر السلبية التي تقف في وجه الشباب الاردني الا اننا ما زلنا نعاني من انعدام التكافؤ في الفرص والواسطة والتجاوز على القانون.

ورد جلالته شاكرا للشباب صراحتهم ومؤكدا لهم انه لن يتهاون او يتسامح مع اي ظاهرة من هذه الظواهر السلبية، مشيرا الى ضرورة الاعتراف بان "هذا الموضوع مرتبط بنوع من الثقافة او طريقة التفكير"، ولهذا فلا بد من بناء المؤسسات التي تضمن تحقيق العدالة وتكرس الشفافية واتاحة الفرص امام الجميع على مبدأ المساواة.

وأبلغ جلالته الشباب بان اهم قاعدة في تكافؤ الفرص هي توفير فرص التعليم والعمل لجميع الاردنيين على مبدأ المساواة. وبشأن الواقع المعيشي والغلاء والفقر الذي لا يتفق مع البرامج والخطط الحكومية لمحاربة الفقر والبطالة اوعدم قدرة الحكومات على محاربة هذه المشاكل أكد جلالته ان الجهود التي "بذلناها خلال السنوات السبع الماضية كانت كبيرة ومثمرة وحققنا نجاحات ملموسة وانجازات عديدة من ضمنها توفير العديد من فرص العمل وجذب الاستثمارات وتأهيل وتدريب الشباب".

وقال جلالته ان "كل هذه الانجازات هي اقل من طموحاتنا ولذلك لا بد من الاستمرار في العمل المخلص والجاد من اجل محاربة الفقر والبطالة وتحسين مستوى معيشة المواطن"، معربا عن ثقته وتفاؤله بالمستقبل وبقدرة الشباب والانسان الاردني على تجاوز هذه التحديات.

وفي خطاب سام اختتم به اعمال ملتقى شباب كلنا الاردن الذي استمر يومين في قصر الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات في البحر الميت ابلغ جلالته الشباب السبع مائة ونيف اهتمامه ببرنامج العمل والتوصيات التي وضعها الشباب في ملتقاهم ومتابعته لها، مضيفا جلالته انه سيكلف مجلس التواصل لهيئة كلنا الاردن بمتابعة تنفيذها على ارض الواقع.

واكد جلالته للشباب الذين التمسوا من جلالته المشاركة في هذا المجلس أنه سيكون لهم ممثلون في هذا المجلس .."حتى يكونوا شركاء في اعماله وشركاء في عملية التواصل التي سيقوم بها المجلس مع مختلف قطاعات الشباب" اينما كانوا. وأضاف جلالته "انا حريص على الاستماع لافكار الشباب والحوار معهم وتعزيز دورهم ومشاركتهم في مسيرة التنمية وبناء المستقبل وتحمل المسؤولية تجاه شعبنا ووطننا والاجيال القادمة."

وشدد جلالته ان تأهيل الشباب وتدريبهم وتوفير فرص العمل لهم هو شغله الشاغل "وهو في مقدمة الاولويات والتحديات التي لا بد من مواجهتها بأسرع وقت ممكن."

وحضر اعمال الملتقى رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت ورئيس المجلس القضائي محمد صامد الرقاد ورئيس الديوان الملكي الهاشمي سالم الترك ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور باسم عوض الله ومستشار جلالة الملك فاروق قصراوي والمستشار الاعلامي لجلالة الملك علي الفزاع.

نص الكلمة