الأخبار

مقابلة جلالة الملك مع صحيفة هارتس الاسرائيلية

٩ تشرين أول ٢٠٠٩

قال جلالة الملك عبدالله الثاني إن المنطقة ستبقى رهينة الصراع والتوتر إذا لم يتم حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر مفاوضات جادة وفاعلة تؤدي إلى حل الدولتين في سياق سلام شامل.

وشدد جلالته في مقابلة مع صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرت اليوم على ضرورة إطلاق مفاوضات تعالج جميع قضايا الوضع النهائي، الحدود واللاجئين والمستوطنات والقدس، وتبني على نتائج المفاوضات السابقة ووفق المرجعيات المتفق عليها سابقا.

وحذر جلالته من"أن الحلول المرحلية لن تؤدي إلا إلى المزيد من المتاعب وأن المنطقة لا تحتمل عملية سلام لا تحقق نتائج". وشدد جلالته على عدم شرعية المستوطنات وطالب بوقف بنائها.

وسئل جلالته عن العلاقات الأردنية الإسرائيلية بعد مرور 15 عاما على توقيع اتفاقية السلام، فأجاب "إن السلام بيننا ليس بالدفء الذي يعتقده البعض، فالعلاقة تزداد برودة... صحيح أن هنالك اتصالات على مستوى الحكومة والمسؤولين لكن أين السلام بين الشعوب". وذكّر جلالته بأن اتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية جاءت في سياق العمل على تحقيق السلام في المنطقة، مشيرا إلى أن العلاقات لن تتقدم نحو المستويات الممكنة ولن تصل إمكانات المنطقة برمتها إلى مداها إلا إذا تحقق السلام الشامل.

وفي رد على سؤال بأنه "كيف يمكن إقناع الإسرائيليين الذي ساندوا الانسحاب من غزة بأن الضفة الغربية لن تصبح حماستان إذا ما انسحبت إسرائيل منها"، قال جلالته إن الانسحاب من غزة كان قرارا أحاديا تم من دون تنسيق وكأن الهدف منه خلق المشاكل. وأضاف إنه إذا كان لما حدث في غزة أن يحدث في الضفة الغربية، "فسيكون السبب أنكم كررتم ما فعلتموه وجعلتم الضفة سجنا. "

و طالب جلالته إسرائيل وقف جميع الإجراءات الأحادية التي تهدد الأماكن المقدسة في القدس الشريف وتستهدف تغيير هوية المدينة المقدسة، محذرا من أن هذه الإجراءات لا تهدد فقط بهز العلاقات الأردنية الإسرائيلية وخلخلتها ولكن بتفجير شرارات اشتعال في كل أنحاء العالم الإسلامي.

وأكد جلالة الملك على قدسية المدينة المقدسة وعلى أن القدس الشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورفض الإجراءات الإسرائيلية التي تقوض الجهود المبذولة لتحقيق السلام في المنطقة.

وقال جلالته: نحن قلقون جدا مما يجري في القدس التي يجب أن تجمع أتباع الديانات لما تمثله من قدسية، لافتا إلى أنه أكد في لقاءاته مع كل رؤساء الوزارات الإسرائيليين على ضرورة إدراك قدسية وحساسية القدس. وسئل جلالته عما يجب عمله الآن في ضوء نتائج لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك، فأجاب: علينا التصدي للقضية بشكل مباشر ووفق خطة عمل واضحة.

ولفت جلالته إلى أن مبادرة السلام العربية تشكل فرصة غير مسبوقة لحل الصراع وتعكس رغبة الدول العربية في تحقيق السلام الشامل الذي يمكن العرب والإسرائيليين من العيش بأمن وسلام. وزاد أنه على إسرائيل أن تقرر إذا كانت تريد أن تعيش بعقلية القلعة أو أن تندمج في المنطقة في إطار سلام شامل يضمن حقوق جميع الأطراف.