دشن جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم حزمة من المشاريع التعليمية والصحية والتنموية في لواء القويرة لتنهي معاناة سكانه التي عايشتهم لسنوات طوال.

وشارك جلالة الملك المواطنين فرحة الانجاز التي توجت بإنشاء مدرسة نموذجية وبناء منازل لفقراء من المنطقة ومركز ريادي للشباب اضافة الى توسعة العديد من المراكز الصحية في المنطقة فضلا عن اجراء عمليات صيانة للعديد من المرافق والطرق.

ونفذت هذه المشايع التي تندرج ضمن مبادرة شبكة الامان الاجتماعي الملكية بوقت قياسي، عقب الامر الملكي، الذي اصدره جلالته حين لامس هموم الناس والواقع السيء للمنطقة التي يقطنها نحو 17 ألف مواطن وذلك خلال زيارة جلالته لها العام الماضي.

وأكد جلالة الملك خلال لقائه عددا من ابناء المنطقة في مركز شباب القويرة الذي يعتبر احد معالم الانجاز.. ان تحسين واقع اللواء هو محط اهتمام ورعاية مستمرة وان ما انجز من مشاريع هو جزء هام من هذا التوجه.

وقال جلالته "احببت اليوم ان اكون بينكم لارى حجم الانجاز واتابع بنفسي حجم الفائدة التي تتطلعون اليها، واريد ان اسمع منكم لاي مطالب اخرى تحتاجون اليها".

واعرب ابناء اللواء عن تقديرهم وعرفانهم لجلالة الملك على ما حظيت به مناطقهم من اهتمام ملكي وانجاز، مؤكدين ان ما حصل يعد تحولا كبيرا نحو الافضل لم تشهده المنطقة منذ عشرات السنين.

وعرضوا جملة من المطالب تركزت على إنشاء مستشفى عسكري في المنطقة وانهاء المشاكل البيئية فيها ومعالجة مشاكل المياه وتوفير فرص عمل لابناء وبنات اللواء وانشاء مقر لتجمع لجان المرأة ودعم مشاريع لجذب الاستثمار السياحي.

ووعد جلالة الملك بدراسة تنفيذ تلك المطالب، موعزا جلالته للمؤسسات المعنية بزيارة المنطقة والعمل على حل ومعالجة المطالب التي تناولها المواطنون خلال اللقاء حيث قال جلالته "ان مندوبين عن تلك المؤسسات سيزورن المنطقة بداية الاسبوع المقبل".

ويقع لواء القويرة شرق محافظة العقبة على مساحة 2560 كيلومترا مربعا ويبلغ عدد سكانه 17087 نسمة موزعين على 15 تجمعا سكنيا أكبرها بلدة القويرة (مركز اللواء) وتبلغ نسبة الأسر التي تسكن في مساكن دائمة في اللواء 85 بالمائة من إجمالي عدد الأسر والبقية في بيوت شعر.

واستهل جلالة الملك زيارته للواء بالمدرسة النموذجية التي انشئت اخيرا ضمن المشاريع التي امر بها جلالته، حيث لمس جلالته خلال حديثه مع الطلبة والمدرسين حجم التغيير الذي طال واقع المدرسة.

وأنشئت المدرسة التي يبلغ عدد طلابها 130 طالبا وطالبة ويشرف على تدريسهم 11 معلما على أرض مساحتها 6 دونمات تضم طلاب من مستوى الصف الأول وحتى السادس إضافة إلى رياض الأطفال.

وتتكون من 9 غرف صفية ومختبرات فيزياء وأحياء وحاسوب إضافة إلى ملاعب لكرة اليد والسلة والطائرة.

الطالبة اسيل، رغم نعومة اظافرها، اجبرت في الماضي على الدراسة في مدرسة متهالكة لكنها اليوم مثلما تقول اصبحت تحب المدرسة الجديدة التي وفرت لها بيئة تعليمية ملائمة من غرف صفية ومختبرات وساحات ومكتبة وملاعب رياضية.

وتوجه جلالة الملك عبدالله الثاني الى مكان قريب من المدرسة حيث الارملة ام علي مباركا لها جلالته بيتها الجديد الذي انشئ بامر من جلالته والتي عبرت عن حجم سعادتها بمكرمة جلالته بقلبها وعيونها قبل لسانها بالبيت الذي اواها وطفليها.

وقالت ام علي " لقد تحقق حلم كان صعب المنال..كنت اسكن وطفلي اليتيمين في بيت من الصفيح الى ان جاءني الفرج على يدي جلالة الملك اطال الله في عمره".

وبذات المشاعر والكلمات كان حديث الحاجة الضريرة تمام الخضيرات التي كانت تسكن وابنتيها في غرفة متهالكة.

وأنشيء في اللواء 88 مسكانا للاسر الفقيرة ويجري العمل حاليا على انشاء 45 مسكنا جديدا في العديد من مناطقه.

وبينما كان الموكب الملكي في طريقه الى محطة اخرى عرج جلالته الى بيت شعر نصبه سكان المنطقة حيث زين بالاعلام وصور جلالته، معبرين لجلالة الملك عن فرحتهم وسرورهم بما تم تحقيقه في منطقتهم.

وطالت المبادرة الملكية في مجال التعليم انشاء 3 رياض اطفال في القويرة الأساسية للاناث والحميمة الثانوية للاناث وقاع النقب الثانوية للاناث إضافة إلى بناء مدرسة أساسية نموذجية في منطقة الشهيبة واجراء اعمال صيانة عامة وإنشاء وحدات صحية لمدارس القويرة ومنزل معلمي صلاح الدين.

وقدمت للاطفال هدايا ملكية عبارة عن حقائب مدرسية تحتوي مستلزمات مدرسية وقرطاسية.

ووجد كثير من شباب المنطقة في المركز الشبابي الذي زود بالمرافق اللازمة لممارسة نشاطاتهم الثقافية والرياضية، ملاذا لهم يأويهم فيما انصرف البعض الأخر لتلقي المعرفة الالكترونية من خلال مركز أخر للتكنولوجيا في منطقتي دبة حانوت والرشادية.

وشيد المركز عام 2006 عقب الزيارة الملكية ويضم مكتبة تحتوي على 400 كتاب وقاعة حاسوب مزودة بـ 4 أجهزة حاسوب وقاعة للأنشطة واخرى متعددة الأغراض تتوفر فيها أجهزة لياقة بدنية وطاولة تنس و105 كراسي، وملعب كرة قدم خماسي.

ويتبع للمركز ناديا يضم 260 عضواً ويخدم قطاع الشباب الذي يبلغ 1875 شابا وشابة في اللواء.

وشملت مشاريع الصحة توسعة مراكز صحية في دبة حانوت والراشدية، إضافة إلى صيانة وتحويل مركز صحي الحميمة القديم لاستخدامه من قبل جمعية سيدات قويرة الخيرية.

وزودت تلك المراكز بالكوادر والمستلزمات الطبية وتم كذلك اعادة تشغيل بعضها بعد ان كانت مغلقة ولاتقدم خدماتها للمواطنين لعدم توفر الطواقم اللازمة لتشغيلها.

ومن جهته عبر محافظ العقبة سمير مبيضين في كلمة القاها امام جلالة الملك عن تقدير وعرفان ابناء اللواء لجلالة الملك على تنفيذ هذه المشاريع التي ساهمت بتحسين نوعية حياتهم.

وقال مبيضين..ان مبادرات جلالة الملك انهت معاناة الكثيرين، مشيرا إلى عزم جلالته على محاربة الفقر ببناء وطن ثابت الاركان..شامخ البنيان..عربي الهوى والانتماء.

واشار الى ان هذا اللواء وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية كغيره من مناطق الوطن حظي بنصيب وافر من مكارم ومبادرات جلالة الملك بحيث تحققت على ارضه العديد من الانجازات التي شملت مختلف المجالات التربوية والصحية والشبابية والاجتماعية خلال فترة زمنية قياسية.

ورافق جلالة الملك في الزيارة رئيس الديوان الملكي الهاشمي سالم الترك ومدير مكتب جلالته الدكتور باسم عوض الله ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر الشريف فواز زبن عبدالله ومستشارة صندوق تنمية البادية الاردنية الشريفه زين بنت ناصر وعدد من الوزراء والمستشار في الديوان الملكي يوسف العيسوي.