الأخبار

الملك يلتقي رؤساء وأعضاء عدد من لجان الكونغرس الأمريكي

٣١ كانون ثاني ٢٠١٧

الملك: المضي قدما في قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس سيكون له تبعات في منطقتنا تقوض فرص تحقيق السلام وحل الدولتين

الملك يدعو لتقييم تبعات بعض السياسات حتى لا يستخدمها المتطرفون في عزل المجتمعات الإسلامية في الغرب

 

ركزت اللقاءات التي أجراها جلالة الملك عبدالله الثاني، في العاصمة الأمريكية واشنطن اليوم الثلاثاء، مع رؤساء وأعضاء عدد من لجان مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس، على الأوضاع في الشرق الأوسط والعلاقات الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية.

وتطرقت لقاءات جلالته، التي حضرت جلالة الملكة رانيا العبدالله جانبا منها، إلى دور المملكة في التعامل مع الأزمات التي تشهدها المنطقة، وجهود محاربة الإرهاب وفق نهج شمولي.

وتضمنت لقاءات جلالته اجتماعات مع قيادات مجلس الشيوخ ورؤساء وأعضاء لجنة المخصصات ولجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ، ورؤساء وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية ولجنة الخدمات العسكرية، ولجنة المخصصات الفرعية للعمليات الخارجية في مجلس النواب.

وجرى، خلال اللقاءات، استعراض التطورات الإقليمية، وفي مقدمتها عملية السلام والأزمة السورية، والأوضاع في العراق.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد جلالته أن المضي قدما في قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس سيكون له تبعات في منطقتنا تقوض فرص تحقيق السلام وحل الدولتين، وتضعف فرص نجاح الحرب ضد الإرهاب.

وقال جلالته أنه سيكون لأي قرار متعلق بنقل السفارة آثار سلبية في جهود تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، خصوصا في ظل ما للمدينة المقدسة من أهمية لدى الشعوب العربية والإسلامية، مؤكدا جلالته أن مثل هذا القرار سيغذي اليأس والغضب لديها، وسيمكّن المتطرفين من نشر أفكارهم وأجنداتهم الظلامية.

كما أكد جلالة الملك، في هذا الصدد، أنه لا يوجد بديل عن حل الدولتين الذي يضمن تحقيق العدالة والحرية والاستقرار، مشددا على أهمية عدم اتخاذ إجراءات تقوض فرص استئناف العملية السلمية.

وفيما يتعلق بالأزمة السورية، شدد جلالة الملك على أهمية تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا ومحاربة الإرهاب، كونه يشكل الحل الأمثل لحماية الأشقاء السوريين وتوفير الأمان لهم في مختلف أنحاء ومناطق سوريا.

وأكد جلالته أهمية وحدة واستقرار سوريا والعراق وضرورة العمل لوضع حلول سياسية تجمع مختلف الأطياف لصد مخاطر التقسيم الطائفي.

واستعرض جلالته وأعضاء الكونغرس الذين التقاهم، التطورات في العراق وضرورة الوصول إلى مصالحة وطنية بمشاركة جميع شرائح المجتمع العراقي، لضمان استقراره وازدهاره.

وشدد جلالته على أن دعم المصالحة الوطنية في العراق وضمان الدعم العربي لاستقرار ووحدة العراق يشكل مصلحة عليا بالنسبة للأردن.

وأكد جلالته أهمية التعاون الدولي لمحاربة الإرهاب كونه تحديا عالميا لا يقف عند حدود دولة معينة، لافتا جلالته، في هذا الصدد، إلى ضرورة تقييم تبعات بعض السياسات حتى لا يستخدمها المتطرفون لتعزيز دورهم والدفع لعزل المجتمعات الإسلامية في الغرب.

وتناولت اللقاءات بحث سبل تعزيز التعاون بين الأردن والولايات المتحدة، حيث تم التطرق إلى مسألة تجديد مذكرة التفاهم بين البلدين لخمس سنوات مقبلة.

وثمن جلالة الملك دور الحكومة الأمريكية والكونغرس في تقديم المساعدات للأردن اقتصاديا وعسكريا.

من جانبهم، عبر رؤساء وأعضاء اللجان الذين التقاهم جلالة الملك عن تقديرهم لرؤية جلالة الملك وسياسته الحكيمة إزاء مختلف التحديات الإقليمية والدولية، ودور الأردن المهم في جهود تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وحضر اللقاءات وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، والسفيرة الأردنية في واشنطن.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، إد رويس "أن رؤية جلالة الملك لمختلف القضايا مهمة جدا، ليس فقط بالنسبة لنا في الولايات المتحدة، بل أيضا بالنسبة لنا كأعضاء في الكونغرس، وذلك لارتباط جلالته بعلاقات مميزة مع العديد من دول العالم، وقدرته على تقديم نصائح تجاه الخطوات المطلوب اتخاذها لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي في المنطقة، ونحن في الكونغرس نقدر عاليا رؤية ووجهة نظر جلالته حيال هذه القضايا".

وردا على سؤال حول الأزمة السورية، قال "إن جلالة الملك قدم لنا ولسنوات عديدة، نصائح حول الخطوات الواجب اتخاذها حيال الأزمة، لكن المجتمع الدولي لم يتخذ هذه الخطوات، والآن يحاول جلالة الملك ثانية حشد الجهود الدولية لاتخاذ الخطوات الضرورية للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين والخطوات اللازمة لدعم الاستقرار وتعزيز الفرص في المنطقة وحل الصراع".

وأضاف أن لدى جلالة الملك أفكارا لتحقيق الاستقرار في المنطقة، "ولذلك فإن جلالة الملك منخرط، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل حول العالم، لحشد جهود المجتمع الدولي لإيجاد الحلول للصراعات والنزاعات في الشرق الأوسط".

وقالت رئيسة اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلينا روس ليثينين، "إن جلالة الملك يمثل صوت المنطق، ونرحب بجلالته بشدة لفهمه العميق للمنطقة ومعرفته العميقة للتحديات الضاغطة التي يواجهها الأردن، ونشكر جلالته لما تقدمه المملكة للاجئين وخصوصا السوريين"، مؤكدة أهمية العلاقة التي تربط بين الأردن والولايات المتحدة لعقود طويلة.

وأكدت العضو الديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، أليوت انجل، أن جلالة الملك يحظى باحترام كبير من قبل أعضاء لجنة الشؤون الخارجية، وأن هناك شعورا جيدا وإيجابيا بين الولايات المتحدة والأردن في أمور كثيرة، وهذا بسبب قيادة جلالته والاحترام الكبير الذي نكنه له"، واصفة جلالة الملك بأنه "رجل السلام".

وقالت "عندما أشعر بالإحباط حيال ما يجري في الشرق الأوسط، ولكن ما أسمعه من جلالة الملك يشبه تنفس الهواء النقي، ويشعرني أن هناك قادة في الشرق الأوسط يتطلعون للأمام ويمكن أن يقودوا المنطقة إلى السلام".

وأكدت أن الصداقة بين الولايات المتحدة والأردن راسخة، "ونحن في اللجنة نقدم دعما كبيرا للأردن، ونؤمن أن الأردن شريك في صنع السلام، ولجلالة الملك دور كبير في ذلك، وأصغي دوما لنصائحه ومشورته ونحترم ونقدر ما يقوله".

وحول ما يواجهه الأردن من أعباء جراء مشكلة اللاجئين ودور الولايات المتحدة في المساعدة بهذا الصدد، قالت انجل "إن أبرز مظاهر الصراع مغادرة أعداد كبيرة من اللاجئين لبلدهم سوريا، وكان الأردن المتضرر الأكبر من هذا الأمر على مختلف الصعد، لذا فإننا نثمن للأردن بقيادة جلالة الملك تحمله هذا العبء، والولايات المتحدة ساعدت وستستمر بمساعدة الأردن، الذي لا يجوز أن يترك وحيدا لتحمل أعباء وتبعات اللجوء السوري، فهذا لن يكون عادلا بحقه".

وأضافت "لا يجوز معاقبة الأردن لأنه يقوم بدوره كجار طيب، وشريك فاعل، وكونه الطرف الذي يفهم حجم وأبعاد المشكلة، لذا لا بد من شكر الأردن الذي استقبل أكثر من مليون لاجئ سوري، والولايات المتحدة ستستمر في مساعدته في هذا الشأن".

وقالت رئيسة اللجنة الفرعية لمخصصات وزارة الدفاع في مجلس النواب الأمريكي، كي جرينجر، "إن اللقاء مع جلالة الملك كان مهما، والعلاقات بين الأردن والولايات المتحدة ذات خصوصية عالية جدا، ورؤى وآراء جلالة الملك دائما تساعدنا وترشدنا في علاقاتنا بالشرق الأوسط، خصوصا في ظل المتغيرات العديدة في الإقليم".

وأضافت أنه تم خلال الاجتماع مع جلالة الملك بحث مسألة أعداد اللاجئين الكبيرة التي يستضيفها الأردن، مؤكدة "أن الأردن يعد بالنسبة لنا حامي السلام في المنطقة، وعلاقتنا به وطيدة، ونكن احتراما كبيرا للمملكة".

وقالت "جلالته لا يتحدث عن قضايا الأردن فقط، بل يدافع عن جميع قضايا المنطقة، ويسعى إلى إعادة الأمن والاستقرار لها".

وأكدت أن دعم الولايات المتحدة للأردن مهم جدا، مشيرة إلى بحث مذكرة التفاهم التي ستتناول الدعم المالي المقدم للمملكة في العام المقبل، "فهذا الدعم ليس مهما للأردن فحسب بل هو مهم لنا كذلك، فالأردن لا يخدم قضاياه وحده، بل هو يخدم قضايا العالم أجمع وبالتأكيد قضايا المنطقة".