الأخبار

الملك يرعى حفل توزيع جائزة الملك عبدالله الثاني لأسبوع الوئام العالمي بين الأديان

٣٠ نيسان ٢٠١٧

رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، اليوم الأحد، حفل توزيع "جائزة الملك عبدالله الثاني لأسبوع الوئام العالمي بين الأديان" 2017، التي تأتي تقديراً للجهود المبذولة في نشر الوئام بين أتباع مختلف الأديان.

وسلـم جلالته، خلال الحفل الذي جرى في قصر الحسينية، الشهادات والميداليات للفائزين بالجائزة المنبثقة عن مبادرة "أسبوع الوئام العالمي بين الأديان"، التي كان قد طرحها جلالته أمام الدورة الـ (65) للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتم تبنيها بالإجماع في شهر تشرين الأول عام 2010.

وألقى سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية، المبعوث الشخصي لجلالته، كلمة خلال الحفل، تاليا نصها:

"بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على خاتَمِ الأنبياءِ والمرسلينَ

سيدي صاحبَ الجلالة، أيها الضُّيوفُ الكرام

هذه السنةُ الخامسةُ بحمِد اللِه تعالى التي توَّزعُ فيها جائزةَ الملكِ عبدِاللِه الثاني لأسبوعِ الوِئامِ العالمي بينَ الأديان.

وهدفُ هذه الجائزةِ هو كما أردتمْ سيدي تشجيعُ حِلْفِ فُضُولٍ بينَ الأدْيان، أسوةً بقولِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "لو أُدْعَى بِه في الإسْلامِ لأَجَبْتُ".

فشكراً لك يا سيدي على هذه الدعوة إلى الرحمة والتراحم والتي تذكر الناس بقوله تعالى لرسوله الكريم: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ(47)" (الأنبياء، 21: 107).

والحمدُ للهِ".

وتمنح الجائزة، التي أسستها مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، لأفضل أول ثلاث فعاليات أو نصوص تسهم بأفضل أدوات لترويج أسبوع الوئام العالمي بين الأديان، الذي حدده قرار الأمم المتحدة بالأسبوع الأول من شهر شباط من كل عام.

وفاز بالجائزة الأولى مجلس كالجاري للحوار بين الأديان من كندا، الذي يعمل من خلال احتفاله بأسبوع الأمم المتحدة للوئام بين الأديان إلى توحيد الجهود المبذولة والمماثلة في جميع أنحاء كندا وعلى المستوى الدولي لتعزيز التعايش السلمي في مواجهة التعصب والتحيز والصراع.

كما فاز بالجائزة الثانية المنتدى الدولي لمركز الحوار بين الأديان في البوسنة، على إعداده برنامج لعام 2017 تحت رعاية بلدية سراييفو القديمة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وذلك استمرارا لتقاليد المنتدى المتمثلة في الاحتفال بأسبوع الوئام العالمي بين الأديان في سراييفو منذ إنشائها في عام 2013.

وفازت بالجائزة الثالثة منظمة بليت فور يو (PL84U) من المملكة المتحدة، وهي منظمة غير ربحية تتخذ من شرق لندن مقرا لها، تقدم وجبة الغداء والرفقة الطيبة للمشردين وكبار السن والأشخاص المحتاجين في الأحد الأول والثالث من كل شهر، وترحب بالأفراد من جميع معتنقي الأديان أو غيرهم ضمن بيئة مناسبة.

وفي كلمة لممثل مركز كالجاري للحوار بين الأديان من كندا، الحبر أوسادشي، قال إن عدم الإلمام بمعتقدات الآخرين يؤدي إلى التعميم في الحكم عليهم، ويحول دون قيام علاقات صحية مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون، مشيرا إلى أهمية إشراك الشباب في برامج متنوعة ضمن إطار أسبوع الوئام العالمي، لتشجيع الحوار ونشر قيم التسامح والمحبة.

ويوفر أسبوع الوئام العالمي بين الأديان، منصة سنوية لنشر الوعي والتفاهم بين مجموعات حوار الأديان والنوايا الحسنة، عبر القيام بالأنشطة والفعاليات التي تعزز ذلك.

وترتكز فكرة أسبوع الوئام بين الأديان على العمل الرائد لمبادرة "كلمة سواء"، التي انطلقت في عام 2007 ودعت كلا من العلماء المسلمين والمسيحيين للحوار بناء على وصيتين أساسيتين مشتركتين، هما "حب الله وحب الجار" من دون المساس بأي من المعتقدات الدينية الخاصة بهم، حيث تعدّ هاتان الوصيتان في صميم الأديان السماوية الثلاث، لتوفر بذلك أصلب أرضية دينية عقائدية ممكنة.

كما توفر هذه المبادرة نقطة محورية يدرك من خلالها جميع الأفراد من ذوي النوايا الحسنة أن القيم المشتركة التي يؤمنون بها تفوق نقاط الخلاف، لتشكل بذلك مصدراً قوياً للسلام والوئام بين مجتمعاتهم.

وحضر الحفل رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، وعدد من كبار العلماء المسلمين ورجال الدين المسيحي.

وفي مقابلة صحفية، أعربت الدكتورة فاطمة محمود تشهاجيش، إحدى الفائزات بالجائزة، عن شكرها لجلالة الملك لإطلاق جائزة الملك عبدالله الثاني لأسبوع الوئام بين الأديان، ودعم وتعزيز الحوار بين الأديان على مستوى العالم، وقالت "إن الجائزة تعد تقديرا عاليا لجهودنا".

وأضافت "نحن ممتنون لجلالة الملك وللجميع على جهودهم وإدراكهم لأهمية الحوار بين الأديان ونشره على مستوى العالم، وهو ما يساعد في رفع مستوى الوعي بهذا المجال".

بدوره، أكد فاروق مير من منظمة (بليت فور يو) أن إطلاق جلالة الملك لهذه الجائزة، أسهم في تحفيز العديد من المبادرات الإنسانية للمنظمة في مساعدة كبار السن والمشردين في لندن وتوفير احتياجاتهم، لافتا إلى أن الجهود التي تقوم بها المنظمة أسهمت في إحداث فرق إيجابي في حياة الأشخاص الذين يحتاجون المساعدة وإنقاذ حياتهم وتوفير البيئة المناسبة لهم.