الأخبار

الملك يؤكد أهمية دور القيادات العربية والإسلامية الأميركية في توضيح صورة الإسلام السمحة

١١ كانون ثاني ٢٠١٦

أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية دور وجهود القيادات العربية والإسلامية الأميركية في توضيح صورة الإسلام السمحة، خصوصا في ظل محاولات التشويه الذي يتعرض له الدين الحنيف من قبل أصحاب الفكر الإرهابي المتطرف وخوارج العصر.

وأشار جلالته، خلال لقائه ممثلين عن المنظمات العربية والإسلامية الأميركية في واشنطن، اليوم الاثنين، إلى أن الإرهاب هو التحدي الأبرز الذي يواجه العالم أجمع، وأن التصدي له يشكل أولوية لدى العرب والمسلمين، لأن الحرب ضد الإرهاب هي حربهم بالدرجة الأولى.

وأكد جلالة الملك أن الحرب على الإرهاب، الذي بات يهدد دولا عديدة خصوصا في آسيا وأفريقيا، ومنظماته المتطرفة وفي مقدمتها عصابة داعش الإرهابية، يجب أن تكون حربا شمولية وعلى الجميع المساهمة فيها.

وشدد جلالته، في هذا الإطار، على أن هناك دورا محوريا للمنظمات العربية والإسلامية الأميركية في مساندة الجهود المبذولة من مختلف الأطراف للتصدي لخطر الإرهاب والتطرف، عبر إبراز الصورة الحقيقية للإسلام وقيمه وتعاليمه السمحة، ومد جسور التعاون والتفاهم والمحبة بين الشرق والغرب، منوها جلالته إلى أن الحرب على الإرهاب حرب ايديولوجية إلى جانب كونها عسكرية وأمنية، ومحذرا من ظاهرة الخوف من الإسلام التي باتت تتفشى في المجتمعات الغربية.

كما جرى، خلال اللقاء، بحث مختلف تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط والتحديات التي تواجه دولها، وسبل التعامل معها بما يعزز الأمن والاستقرار لشعوبها.

وتناول جلالة الملك تطورات الأوضاع في سوريا، والجهود الدولية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية، ينهي دوامة العنف والقتل، ويضمن وقف معاناة الشعب السوري.

ولفت جلالته إلى الأعباء التي يتحملها الأردن جراء استضافة نحو 4ر1 مليون لاجئ سوري وتأمين الاحتياجات والخدمات الأساسية لهم، وضرورة وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الأردن في هذه الجهود.

وأشار جلالة الملك، في هذا الصدد، إلى الأعباء التي رتبها هذا العدد من اللاجئين السوريين، الذين باتوا يشكلون نحو 20 بالمئة من عدد السكان في المملكة، على الخدمات الصحية والتعليمية والبلدية والبنية التحتية في المدن والمجتمعات المستضيفة لهم، ومنافسة العمال السوريين للأردنيين على فرص العمل المحدودة أصلا في المملكة.

وبين جلالة الملك أن العالم بدأ يدرك أخيرا حجم مشكلة اللاجئين السوريين التي خلفها الصراع الدائر في سوريا، بسبب وصول تداعياتها إلى أوروبا واستقبال دول أوروبية أعدادا منهم.

وتطرق جلالته، في اللقاء، إلى المؤتمر المزمع عقده في لندن أوائل الشهر المقبل بمشاركة عدد كبير من الدول الغربية، والذي سيتناول سبل التعامل مع مشكلة اللاجئين السوريين في العالم بشكل عام، وفي الأردن بشكل خاص.

وأكد جلالة الملك أهمية التصدي للتحديات الاقتصادية في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها ارتفاع معدل البطالة وانتشار الفقر والحاجة إلى إيجاد فرص عمل جديدة للشباب، مشددا جلالته على أن الصعوبات الاقتصادية وغياب الفرص تجعل من الشباب في الشرق الأوسط فريسة للإرهاب والتطرف.

ووصف جلالة الملك القضية الفلسطينية بجوهر الصراع في المنطقة، مؤكدا جلالته أهمية إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كون غياب مفاوضات السلام يؤجج العنف ويزيد من التطرف في المنطقة ويدفع بها نحو المجهول.

وأكد جلالته أن الأردن مستمر في دوره التاريخي في حماية القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، خصوصا المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف.

ودعا جلالته ممثلي المنظمات العربية والإسلامية الأميركية إلى استثمار علاقاتها داخل المجتمع الأميركي ومؤسساته لإيضاح حجم التحديات التي تواجه الشرق الأوسط، وسبل التعامل معها بما يخدم مصالح شعوب المنطقة.

وعبر ممثلو المنظمات العربية والإسلامية الأميركية عن تقديرهم للجهود التي يبذلها جلالة الملك لتحقيق السلام وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط، ولدوره في توضيح الصورة الوسطية والمعتدلة للإسلام الحنيف.

وقدروا الدور الذي يقوم به الأردن، بقيادة جلالة الملك، في استضافة اللاجئين السوريين، مؤكدين أهمية وقوف المجتمع الدولي إلى جانب الأردن في هذه الجهود وتمكينه من القيام بدوره الإنساني تجاههم.

واعتبر ممثلو المنظمات العربية والإسلامية الأميركية جلالة الملك عبدالله الثاني بأنه "الصوت المدافع عن الإسلام في العالم"، رافضين ربط الإسلام بالإرهاب، ومشيرين إلى إسهامات المواطنين المسلمين في الدول الغربية، خصوصا في أوروبا وأميركا.

وحضر اللقاء: رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، والسفيرة الأردنية في واشنطن.

وقال رئيس ومؤسس فريق العمل الأميركي من أجل فلسطين، زياد العسلي، "إننا نقدر دائما التواصل مع جلالة الملك، الذي يحرص على لقاء الجالية العربية والإسلامية في أميركا، وهذا مفيد للطرفين ولخدمة القضايا التي تواجه الشرق الأوسط".

وأضاف، في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن اللقاء مع جلالة الملك "يتميز بأنه يأتي في فترة بمنتهى التعقيد والصعوبة عربيا وعالميا، والقضايا التي تناولها اللقاء حساسة ويجب أن نتعاطى معها بالجدية اللازمة".

وأكد أن صوت الأردن مميز في العاصمة الأميركية واشنطن بالنسبة للعرب والمسلمين "لأنه يعد صوتا عاقلا وهادئا يتعاطى مع المشاكل وليس مع التصعيد، ويهمنا أن نتواصل مع جلالة الملك وأن تسمع العاصمة واشنطن هذا النوع من النقاش الجدي المفيد".

وشدد على أن أهم المشكلات التي تواجه الشرق الأوسط تتمثل في تدفق اللاجئين السوريين، والحروب التي يشهدها الإقليم في أكثر من دولة، والضغوطات الاقتصادية، خصوصا على الأردن، ومشاكل الخوارج، وقال "أعتقد أنه تعبير مهم لأنهم "أي الخوارج" أساءوا بشدة إلى سمعة المسلمين في العالم".

وفي مقابلة مماثلة، قال المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية "كير"، نهاد عوض، "إن اللقاءات الدورية والمستمرة بين جلالة الملك وقيادات المنظمات العربية والإسلامية الأميركية تعد مفصلية ومهمة جدا في تطوير العلاقة وفهم مواقف الأردن وسياساته على الساحة الدولية والأميركية".

وأضاف أن ما تناوله اللقاء مع جلالة الملك من نقاش وتشاور في القضايا المهمة التي تواجه الشرق الأوسط "هي فرصة للاطلاع بشكل مباشر على أوضاع المسلمين والعرب الأميركيين ومؤسساتهم والقضايا التي يعانوا منها".

وثمن فرصة اللقاء مع جلالته، واصفا جلالة الملك "بأنه أحد القيادات الفريدة في العالم العربي والإسلامي، الذي يحرص على اللقاء المستمر والدائم معنا"، ولافتا إلى العلاقة المميزة والمهمة بين الولايات المتحدة والأردن.

وأكد أن العلاقة مستمرة وعميقة بين المنظمات العربية والإسلامية والمملكة، "لحرصنا على الاطلاع بشكل مباشر عما يجري على الساحة الأردنية والقضايا التي تواجه المملكة، وأبرزها قضية اللاجئين، لاسيما وأن 25 بالمئة من ميزانية الأردن موجهة للتعامل مع مشكلة اللاجئين السوريين".

وأعرب عوض عن استعداد المنظمات العربية والإسلامية الأميركية لمساعدة الأردن في تحمل أعباء اللاجئين السوريين، من خلال الحديث مع الإدارة الأميركية وأعضاء الكونجرس، وتعريف الرأي العام الأميركي والدولي بالدور الأردني المهم، "ليس فقط في احتواء مشكلة اللاجئين، بل في لعب دور محوري في استقرار المنطقة".

وقال: "إن سياسات الأردن أثبتت عبر التاريخ أنها سياسات معتدلة ومتزنة ومسؤولة".