الملك والرئيس المقدوني يبحثان فرص توسيع التعاون بين البلدين
ركزت المباحثات التي عقدها جلالة الملك عبدالله الثاني مع الرئيس المقدوني جورجي ايفانوف، في قصر الحسينية اليوم الأحد، على فرص تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية.
وتم التأكيد على أهمية بذل الجهود لتقوية التعاون المشترك في قطاعات الزراعة والمياه والثقافة والتعليم العالي والصناعات الدوائية وتكنولوجيا المعلومات والسياحة.
وخلال المباحثات الثنائية، التي حضرتها جلالة الملكة رانيا العبدالله وعقيلة الرئيس المقدوني، أكد جلالة الملك والرئيس المقدوني الحرص على البناء على علاقات الصداقة بين الأردن ومقدونيا.
ورحب جلالة الملك، خلال المباحثات الموسعة التي تخللها غداء عمل بحضور عدد من كبار المسؤولين في البلدين، بالرئيس المقدوني والوفد المرافق، وقال جلالته إن هذه الزيارة تشكل فرصة مهمة للبناء على لقائنا خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل عدة شهور، وكما ناقشنا اليوم يوجد العديد من المجالات للتعاون المشترك وبما يخدم مصالح البلدين، وأتمنى أن نبحث خلال هذا الاجتماع سبل تطوير هذا التعاون.
وأضاف جلالته أن البلدين يتمتعان بعلاقات تاريخية، وأتمنى أن نقوم خلال وجودكم في الأردن بتحديد القطاعات التي من شأنها الارتقاء بمستويات التعاون المشترك.
ولفت جلالته إلى أن الأردن ومقدونيا يتمتعان بعلاقات جيدة جدا على المستوى السياسي، وكذلك في مجال التعاون الأمني والدفاعي.
وعبر الرئيس المقدوني جورجي ايفانوف عن تقديره للدور المهم الذي يقوم به الأردن، بقيادة جلالة الملك من أجل تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدا حرص بلاده على تعزيز التعاون مع الأردن في مختلف المجالات.
وقال: أتشرف بأن أكون أول رئيس لجمهورية مقدونيا يزور الأردن رسميا، وقد وجهت للتو دعوة لجلالتكم لزيارة بلدنا، فنحن نود أن نبني على الصداقة والعلاقات الوثيقة التي كانت قائمة عندما كنا جزءا من جمهورية يوغوسلافيا السابقة، ونود أن نبني عليها في جميع المجالات.
وأضاف أن مقدونيا والأردن يبرزان كنموذجين للتعايش والوئام، لافتا إلى أن الأردن يعد مثالا مهما لدولة تساهم بشكل إيجابي في استقرار منطقة الشرق الأوسط.
وأشار الرئيس المقدوني إلى أن هذه الزيارة تشكل خطوة لفتح الأبواب أمام مزيد من التعاون في المستقبل، مؤكدا أهمية البناء على علاقات التعاون المشترك على جميع المستويات، خصوصا في مجال التعليم العالي، وأيضاً بين غرف الصناعة والتجارة من أجل فتح الفرص أمام مجتمع الأعمال في البلدين.
وتناولت المباحثات مجالات التعاون الاقتصادي بين الأردن ومقدونيا، وبما ينعكس إيجابا على حجم التبادل التجاري بينهما والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتوفرة في كلا البلدين.
وتم استعراض المزايا والفرص الاستثمارية التي يتميز بها الاقتصاد الأردني، حيث جرى التأكيد على أهمية تشجيع القطاع الخاص في البلدين لإقامة شراكات اقتصادية وتنفيذ مشاريع مشتركة في العديد من القطاعات الحيوية.
وأكدت المباحثات ضرورة تبادل الخبرات في عدة مجالات وزيادة التبادل السياحي، إضافة إلى أهمية الاستفادة من الخبرات الأردنية في قطاعي الصناعات الدوائية وتكنولوجيا المعلومات.
كما تم بحث جهود محاربة الإرهاب والتطرف، ضمن استراتيجية شمولية، حيث تم التأكيد على أهمية مواصلة التنسيق إقليميا ودوليا لمحاربة هذا الخطر الذي يهدد الجميع.
وتطرقت المباحثات إلى ظاهرة الخوف من الإسلام وخطورة عزل المجتمعات المسلمة في الغرب.
وحضر المباحثات مستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته، ومدير المخابرات العامة، ووزيرة الدولة لتطوير الأداء المؤسسي، وزيرة الخارجية وشؤون المغتربين بالوكالة، ووزير الدولة لشؤون الاستثمار رئيس بعثة الشرف المرافقة للضيف، والسفير الأردني غير المقيم في مقدونيا، والوفد المرافق للرئيس المقدوني.
وكان جلالة الملك وجلالة الملكة في استقبال الرئيس المقدوني والسيدة عقيلته لدى وصولهما إلى قصر الحسينية، حيث جرت للرئيس الضيف مراسم استقبال رسمية.
واستعرض جلالته والرئيس ايفانوف حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزفت الموسيقى السلامين الوطني المقدوني والملكي الأردني.