الأخبار

الحاكم العام لكندا يقيم مأدبة غداء تكريما لجلالة الملك

٢٩ آب ٢٠١٧

حضر جلالة الملك عبدالله الثاني مأدبة الغداء الرسمية التي أقامها الحاكم العام لكندا، ديفيد جونستون، والسيدة عقيلته، اليوم الثلاثاء، تكريما لجلالته والوفد المرافق، والتي حضرها رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والسيدة عقيلته، وعدد من كبار المسؤولين الكنديين.

وفي كلمة لجلالة الملك، خلال مأدبة الغداء، قال جلالته إن العلاقة بين الأردن وكندا مبنية على أساس راسخ من القيم المشتركة، وأن البلدين تجمعهما قيم التسامح، والتعاطف، والاحترام المتبادل، والمساواة وكرامة الإنسان.

وفيما يلي نص كلمة جلالة الملك:

"بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الحاكم العام والسيدة جونستون،

رئيس الوزراء ترودو،

السيدات والسادة،

أشكركم جميعاً. يسعدني أن أزور كندا مرة أخرى، وأشكركم حقاً على حسن الاستقبال لي وللوفد المرافق من جانب أصدقائنا هنا. واسمحوا لي، باسم الوفد الأردني، أن أنتهز هذه الفرصة لأهنئكم وسائر الشعب الكندي بمناسبة مرور 150 عاماً على تأسيس اتحادكم. فهذه المناسبة تمثل احتفالا بهويتكم الوطنية ككنديين، وشهادة على مكانة بلادكم الرفيعة والمتجذرة بين دول العالم.

فخامة الحاكم العام، يشرفني هنا، أن أراكم وأن أجتمع معكم وإذ تقترب فترة ولايتكم في هذا المنصب من نهايتها، وأن أشكركم وعقيلتكم شارون على جميع الجهود التي بذلتموها وعلى ما أنجزتموه. لقد ذكرت زيارتك للأردن العام الماضي، والتي ما تزال حاضرة في الذاكرة في بلدي. فأنت تمثل، في نظر الأردنيين، كل ما يميز كندا، باحترامك للثقافات والأديان المختلفة، وباهتمامك ورعايتك للآخرين، وبدعوتك للسلام والازدهار، وخاصة التزامك وحرصك على دعم أجيال المستقبل ليتمكنوا من تحقيق إمكانياتهم. شكراً جزيلاً لك.

أصدقائي،

أرجو، أيضاً، أن تتقبلوا مني التعزية والمواساة باسم الأردنيين جميعا بضحايا حرائق الغابات في مقاطعة كولومبيا البريطانية، وأن أعبر عن عميق تقديرنا وتقدير الكثيرين في منطقتنا لشجاعة فرق الطوارئ لديكم والتي استجابت لهذا التحدي. فقد شاهدنا رجال الإطفاء يضربون أرفع الأمثلة في الإخلاص في خدمتهم في ظروف صعبة للغاية لإنقاذ الناس ولحماية أراضي كندا وغاباتها الجميلة. وهل يوجد أفضل من هذا المثال تعبيراً عن نهج كندا في مواجهة تحديات العالم ومساعدة الإنسانية على تخطي المخاطر سعياً لمستقبل مشترك يعمه السلام؟.

نجتمع هنا اليوم كأصدقاء وكحلفاء، وكذلك كبلدين يؤمنان بمسؤولياتهما إزاء المستقبل. لن نتمكن من الوصول إلى العالم الذي ننشده لنا ولأبنائنا دون العمل الجاد والدفاع عن الحق.

ومن هذا المنطلق، تسجل كندا والأردن حضوراً مشهوداً في عمليات حفظ السلام حول العالم بهدف إحلال الأمن والاستقرار في أماكن الأزمات، وحتى في مناطق مثل جنوب السودان. ولهذا أيضاً، يشارك بلدانا في التحالف الدولي لمحاربة داعش، سعياً للقضاء على قوى الشر. ولهذا نعمل وننسق معاً ضمن نهج شمولي لمواجهة خطر الإرهاب الذي يهدد عالمنا. وأعتقد أننا من أجل هذه الغاية أيضاً، يحرص بلدانا على المساعدة من أجل حل القضية المركزية في المنطقة وأكثر صراعاتها إثارة للخلافات، الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، من خلال حل شامل وعادل يستند إلى حل الدولتين.

كما يتعاون الأردن وكندا بشكل وثيق في الاستجابة لأزمة اللاجئين الكبيرة في الشرق الأوسط، كما ذُكر. وكما تعلمون، فإن بلدي الصغير قد أضحى أحد أكبر الدول المستضيفة للاجئين في الإقليم، ليتحمل بذلك عبئاً يفوق طاقته. ولكن لولا كرم كندا، والدعم الذي قدمتموه لنا في وجه هذه التحديات الصعبة، لا أدري حقاً إلى أين كانت ستؤول الأمور. لذا، لكم جزيل الشكر باسمي وباسم الوفد المرافق وباسم كل الأردنيين، على مساعدتكم لنا ليس فقط في أزمة اللاجئين، بل أيضاً اهتمامكم بكيفية تنفيذنا للمبادرات التنموية وتأسيسنا لشراكات اقتصادية مختلفة. فاليوم، غدا الأردن مركزاً حيوياً للابتكار والإبداع على مستوى الإقليم. وأرجو، حقاً، أن يتمكن ممثلو القطاع الخاص في بلدينا من تعظيم الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة التي تجمعنا، بهدف إيجاد المزيد من الفرص ليس لنا فقط، بل أيضاً للمقيمين في بلدنا.

فخامة الحاكم العام،

إن ما يجمع الأردن وكندا من روابط أكثر عمقاً من المجالات والقطاعات التي ذكرناها. فعلاقتنا مبنية على أساس راسخ من القيم المشتركة. إذ تجمعنا قيم التسامح، والتعاطف، والاحترام المتبادل، والمساواة وكرامة الإنسان. وأؤمن أن هذه القيم تشكل المحاور الأساسية للأرضية المشتركة التي يقف عليها شعبانا في التصدي لمن يسعون إلى الكراهية والفرقة، وفي بناء عالم أفضل وأكثر أماناً لنا جميعاً.

فخامة الحاكم العام، ورئيس الوزراء ترودو، وجميع الحاضرين هنا، لقد كانت هذه الزيارة رائعة بحق، وسعدنا جداً بوجودنا هنا. وتقبلوا منا جميعاً الشكر الجزيل على كرمكم وعلى لطفكم تجاه الوفد المرافق، وتجاه الشعب الأردني. شكراً".

بدوره، أعرب الحاكم العام لكندا ديفيد جونستون، في كلمته الترحيبية، عن تقديره لزيارة جلالة الملك إلى كندا، مؤكدا حرص بلاده على تعزيز التعاون مع الأردن في مختلف المجالات.

وفيما يلي نص كلمة الحاكم العالم لكندا:

" جلالة الملك،

رئيس الوزراء ترودو والسيدة عقيلته،

السادة الحضور من الوفد الأردني،

السيدات والسادة،

أود أولاً أن أُشير إلى أن اجتماعنا اليوم يتم فوق الأراضي التقليدية لشعب الألغونكوين.

صاحب الجلالة، إنه ليشرفني أن أرحب بكم والوفد الأردني بكامله في قصر ريدو هول  بيت كل الكنديين.

أو ربما يجدر بي أن أقول مرحباً بكم مجدداً، فنحن نأمل أن تعتبر كندا بلدكم الثاني. فهذه هي الزيارة الثالثة من نوعها خلال فترة حكمكم، والثانية التي نتشرف فيها باستضافتكم هنا.

وإنه لمن دواعي سرورنا أن تتاح لنا الفرصة لرد ما وجدته منكم جلالة الملك ومن الشعب الأردني أنا وزوجتي شارون من ترحاب حار خلال زيارتنا الرائعة للأردن قبل عدة أشهر.

وكان من بين الأماكن التي زرناها مخيم الزعتري للاجئين. وكان هناك حوالي مائة ألف من الهاربين من الصراع، منذ عدة سنوات،  ويسعون إلى حياة أفضل في هذا البلد الذي يأويهم. رأيت أطفالاً يلعبون كرة القدم، فشاركتهم اللعب.

وهذا ما تعلمته عن الأردن في ذلك اليوم: فعلى الرغم من صعوبات دمج هذا العدد الكبير من اللاجئين، إلا أن الأردن كان بمثابة جزيرة أمل لأولئك الساعين إلى السلام. فلا بد هنا، من النظر إلى الأرقام، فعدد سكان الأردن يقارب 5ر6 مليون، ويتواجد داخل حدوده قرابة 3ر1 من اللاجئين. فهذا البلد مستمر في استضافة ومساعدة اللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية حتى اليوم، وهو أمر مذهل في ظل الظروف المتاحة. لقد ارتقى الأردن حقا إلى مستوى التحدي.

وعلى الرغم من المصاعب، يتيح بلدكم الفرصة للأطفال للعب الكرة، والاستمتاع، والشعور بالأمان، والحصول على التعليم.

كما أسعدني أيضاً رؤية ثمار تعاوننا في مجالات أخرى، وكيفية عمل كندا مع الأردن على توفير التعليم، والمياه والرعاية الصحية وغير ذلك.

الأشياء الجيدة تتأتى من العمل سوياً في القضايا المشتركة، وهي تتأتى أيضا من التشجيع على تقوية الروابط بين الشعوب، وتعميق التعاون فيما بيننا والبناء على مثل هذه الزيارات.

وكما سبق لي أن أخبرتكم، صاحب الجلالة، أمضت إحدى بناتي الخمس، جنيفر، بعض الوقت في العمل التطوعي في الأردن منذ بضعة سنوات من خلال برامجٍ لتطوير تقنية المعلومات والاتصالات يدعى NetCorps.

وهناك، تعلمت الكثير، وهو أمر جدير بالتأمل في مدى أهمية التعليم لكلا بلدينا.

وزيارتكم لكندا تساعد على مواصلة تشجيع هذا النوع من الاتصال الشخصي بين الأردن وكندا. فلا يمكننا أن نصير أقوى إلا من خلال هذا النوع من التفاعل. وها نحن نخطو خطوات واسعة من خلال العمل معاً في مجال الدفاع، والأمن، والتنمية والتجارة، فضلاً عن الفنون والثقافة. وفي المجال الثقافي قمنا خلال زيارتنا لبلدكم قبل عدة أشهر بتوقيع اتفاقية حول الانتاج المرئي والمسموع المشترك. ونأمل أن نرى المزيد من المشاريع المشتركة نتيجة لهذه الاتفاقية.

ولا يزال هناك الكثير الذي يمكننا أن ننجزه سوياً من خلال تنويع علاقتنا ومواصلة شراكتنا على المستوى الثنائي وفي المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة.

صاحب الجلالة، أشكركم على صداقتكم لكندا. وأتطلع إلى مواصلة توسيع علاقتنا".

وحضر مأدبة الغداء الرسمي رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ووزير الصناعة والتجارة والتموين، ووزير الدولة لشؤون الاستثمار، والسفيرة الأردنية في كندا، والسفير الكندي لدى الأردن.