مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع صحيفة عكاظ السعودية

٢٧ حزيران ٢٠٠٧

عكاظ: بداية، كيف تنظرون جلالتكم إلى زيارة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك بن عبد العزيز إلى الأردن اليوم؟

جلالة الملك: دعني أوضح بداية أن العلاقة الأخوية التي تجمعنا بالأخ الكبير خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، علاقة راسخة وقوية، ونحن على اتصال وتشاور مستمرين إزاء تنسيق سياساتنا حيال إعطاء هذه العلاقات دفعة قوية للامام.

كما أن العلاقات التي تربط بين المملكة العربية السعودية والاردن وبين الشعبين الشقيقين، هي علاقات أيضا متميزة ومتينة وتاريخية.

عكاظ: هل انتم راضون عن مستوى العلاقات السعودية الأردنية؟

جلالة الملك: يمكنني أن أؤكد لكم أن العلاقات السعودية-الأردنية تشكل اليوم نموذجا لما يجب أن تكون عليه علاقات التعاون بين الدول العربية، وهناك تنسيق وتشاور مستمر حول مختلف الأمور والقضايا التي تهم البلدين في مختلف الجوانب.. ونحن نعمل على نسق واحد، ومتفقون حول مجمل القضايا التي تواجه منطقة الشرق الأوسط .

عكاظ: جلالة الملك كيف ترون انعكاسات زيارة خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيال تعميق الشراكة الاستراتيجية بين الرياض وعمان؟

جلالة الملك: في الواقع أن زيارة أخي خادم الحرمين الشريفين الى بلده الثاني الأردن، هي موضع ترحيبنا الكبير وموضع حفاوة بالغة من قبل الشعب الأردني.

ونحن ننظر بأمل واهتمام إلى أن هذه الزيارة المهمة التي ستدفع إن شاء الله باتجاه تعزيز مسيرة التعاون والشراكة الاستراتيجية بين بلدينا، والارتقاء بها إلى مستويات أعلى وأجدها فرصة لكي أقول إننا لن ننسى وقفات خادم الحرمين الشريفين وحكومة وشعب المملكة، إلى جانبنا، خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، حيث تسهم المساعدات التي تقدمها لنا المملكة، في مواصلة تنفيذ برامجنا التنموية، التي تضع بالاعتبار في المقام الأول تحسين الظروف المعيشية للمواطنين الأردنيين. وبهذه المناسبة أيضا أود أن أحيي الجهود المستمرة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمواصلة مسيرة البناء والإنجاز، وتحقيق تطلعات الشعب السعودي في التقدم والنماء والرخاء.

عكاظ: زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى الأردن تأتي في ظروف صعبة للغاية تمر بها المنطقة، إلى أي مدى ستساهم هذه الزيارة في تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك وإيجاد حلول عادلة وشاملة؟

جلالة الملك: في الواقع، المملكة العربية السعودية كانت على الدوام داعمة لقضايا الأمة العربية والإسلامية، وحريصة على وحدتها وتضامنها ولم شملها وتوحيد صفوفها .. وهي تعمل على توحيد الموقف العربي وتعزيز التضامن والعمل العربي، بهدف الخروج برؤية عربية موحدة، إزاء التحديات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط .. وخادم الحرمين الشريفين بما يتمتع به من حكمة ورؤية، أطلق مبادرة السلام العربية، التي من شأنها في حال التزام جميع الأطراف بها، أن تضع حدا لسنوات طويلة ومريرة من الصراعات والحروب، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وبناء السلام العادل والشامل بين العرب وإسرائيل وعلى جميع المسارات.

عكاظ: ما طبيعة التنسيق مع المملكة لاحتواء الوضع في المنطقة؟

جلالة الملك: في الواقع، نحن والمملكة العربية السعودية متفقون على أن تعزيز التضامن العربي وتفعيل التعاون، وتوحيد مواقفنا، كفيل بنجاح جهودنا في مواجهة التحديات والأخطار التي تحيط بنا والتي تهدد مستقبل شعوبنا وإيجاد الحلول العادلة لكل الأزمات التي تواجه أمتنا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وما يجري على الساحة اللبنانية والعراقية والسودانية وغيرها من الدول العربية.

عكاظ: ما هي رؤية الأردن لأسس حل الصراع العربي الإسرائيلي واحلال الأمن والسلام في المنطقة؟

جلالة الملك: كما أسلفت سابقا، المنطقة برمتها تواجه تحديات كبيرة وصعبة.. ونحن نعمل بالتنسيق والتشاور مع عدد من قادة الدول العربية، وفي مقدمتهم جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، من أجل إعادة تحريك عملية السلام، واستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، التي تفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تحقق التطلعات الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، استنادا إلى حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، التي تشكل قاعدة مقبولة من الجميع لتحقيق السلام على المسارات كافة.

إن ما تشهده المنطقة يكشف الحاجة الماسة إلى إقامة سلام شامل يعتمد في الأساس على حل جذري للصراع العربي الإسرائيلي، وإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية.. ومبادرة السلام العربية التي نصت على مبدأ الأرض مقابل السلام، هي الإطار الأنسب للوصول إلى السلام العادل والشامل والدائم، الذي يوفر الأمن والاستقرار لشعوب المنطقة بأسرها.