مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع شبكة سي. ان. ان. (مقتطفات 1)
سي. ان. ان.: وضعتم خطة اقتصادية واضحة لإعادة إطلاق الاقتصاد الوطني، وتتطلعون إلى زيادة النمو بهدف أقصى هو 7.5٪ خلال عشر سنوات. ما الذي يجعلكم تعتقدون أنه يمكنكم أن تحققوا هذه الأرقام؟
جلالة الملك: قبل الأزمة المالية العالمية التي حدثت منذ بضع سنوات، كان معدل النمو لدينا 7٪، ولذا فإن العودة إلى مستوى 7٪ هو في الواقع، كما أعتقد، أمر ممكن. إن معدل النمو الحالي هو 3%، ونأمل أن يرتفع إلى 4% العام القادم، ومن ثم تحقيق هدف 7%.
سي. ان. ان.: قدمتم مقترحات بمشاريع تصل قيمتها إلى 20 مليار دولار على مدى خمس سنوات بهدف جذب الاستثمار الأجنبي المباشر. لقد راجعت ما جرى خلال خمس سنوات، فوجدت أن الاستثمار الأجنبي المباشر، الذي تحقق، بلغ فقط أقل من 9 مليارات دولار. تقترحون مضاعفة حجم الاستثمار الأجنبي المباشر. كيف ستحققون ذلك؟
جلالة الملك: لقد تعلمنا دروسا من الصراعات الإقليمية، ومنها ضرورة التركيزعلى الطاقة البديلة، والتي سنجعل من الأردن مركزا لها. وقد حبانا الله بنعمة 300 يوم مشمس في السنة. ولأننا دولة مستوردة للطاقة، فإن الطاقة المتجددة في غاية الأهمية لنا. ستكون هناك قفزة كبيرة في هذا المجال في المملكة. ونحن نهدف إلى أن نصدّر الطاقة المتجددة إلى أوروبا وأبعد من ذلك.
سي. ان. ان.: نحو ثلث الشباب الأردني القادر على العمل هم بلا وظائف. والقصة نفسها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
جلالة الملك: بل في جميع أنحاء العالم في الواقع. وأعتقد أن التحدي الكبير الذي يواجهنا جميعا، كما تعلمون، يتعلق بالشباب. وكما ذكرت، يوجد في الشرق الأوسط أكبر نسبة شباب في التاريخ، ونحن نتحدث عن ضرورة تأمين 25 مليون فرصة عمل خلال العقد المقبل في المنطقة. وهذا أحد الأسباب الموجبة لتحقيق انطلاقة اقتصادية، حيث أنه من المهم جدا بالنسبة لنا توفير فرص عمل للشباب.
سي. ان. ان.: أنتم تسعون إلى توفير 500 ألف فرصة عمل خلال خمس سنوات. ويبدو هذا سقفا عاليا جدا، ولكن من الضروري في الوقت نفسه تحقيق ذلك، لأن نسبة 33٪ كمعدل بطالة بين الشباب في المنطقة أمر يصعب التعامل معه.
جلالة الملك: تعد المواهب والقدرات البشرية في الأردن من أبرز ثرواتنا وما نصدره للعالم. وما نسعى إليه الآن هو معرفة كيف يمكننا إعداد الشباب الأردني للاستفادة القصوى من هذه الميزة.
نحن شعب فيه شباب بارعون في أمور التكنولوجيا، ويتحدثون لغتين. ولذا فنحن، كبلد صغير، قادرون دوما على التكيف مع تحديات المنطقة إلى حد معقول.
سي. ان. ان.: أجده أمرا استثنائيا أن نتحدث عن الاستثمارات المباشرة الأجنبية والشركات العالمية القادمة إلى هنا، فيما في سوريا يستولي داعش على تدمر غير البعيدة عن دمشق. وقد استولى أيضا على الرمادي في العراق، وهي كذلك قريبة من بغداد. من سيراهن على منطقة فيها هذا القدر الكبير من الفوضى؟ وهل استهان الشركاء الآخرون، لا سيما الولايات المتحدة ودول الخليج، بخطر داعش، والذي وصفته جلالتكم ذات مرة أنه العدو رقم واحد؟
جلالة الملك: عندما ينظر الأردن شمالا وشرقا، يجد أن داعش هو العدو رقم واحد.
يوجد لدينا 1.4 مليون لاجئ سوري في الأردن، وهو ما يشكل عبئا كبيرا بالنسبة لبلادنا، وهناك أيضا النازحون السوريون على الجهة الأخرى من حدودنا مع سوريا، وهي منطقة آمنة ومستقرة إلى حد ما. وأعتقد أن على الجميع البدء في النظر في كيفية جعل هذا الجزء من جنوب سوريا منطقة أكثر ملاءمة لحياة طبيعية.
سي. ان. ان.: إذا نظرتم الى ما يحدث من تدمير في تدمر، تجدون أنه تدمير لتراث بهمجية العصور الوسطى.
جلالة الملك: إنه أمر مؤسف فعلا.
سي. ان. ان.: وفي الواقع، فإنهم يدمرون المقدرات السياحية والمواقع التراثية.
جلالة الملك: بالنسبة لي، لا أجد أي منطق في كيف يفكر هؤلاء. أعتقد أنه ليس لديهم أي حس بالإنسانية، أو الدين، أو الحياة. وأعتقد أنها دعوة لنا جميعا للتنبه ومواجهة هذا التهديد بجدية.