كلمة جلالة الملك لشعبه الأردني

١٠ تشرين ثاني ٢٠٠٥

في البداية اتوجه بالتعزية الحارة لأسر وأهالي الشهداء والضحايا الأبرياء وبالدعاء للمصابين والجرحى بالشفاء العاجل باذن الله.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الأردن إلى مثل هذه الأعمال الارهابية الجبانة، والأردن ليس البلد الوحيد الذي يتعرض لمثل هذه الأعمال فالكثير من دول المنطقة وكثير من بلدان العالم تعرضت لمثل هذه الأعمال الإرهابية وربما اكثر واكبر منها.

ونحن نعرف ان الاردن مستهدف ربما أكثر من غيره لأسباب كثيرة منها دوره ورسالته في الدفاع عن جوهر الاسلام دين الاعتدال والتسامح ومحاربة الارهابيين الذين يقتلون الابرياء باسم الاسلام والاسلام منهم بريء.

ونؤكد هنا للجميع باننا سنلاحق هؤلاء المجرمين ومن يقف ورائهم وسنصل اليهم اينما كانوا ونخرجهم من جحورهم ونقدمهم للعدالة والاردن لا يخاف و لا يقبل الإبتزاز ولا يمكن لهذه الأعمال أن تدفعنا الى تغير مواقفنا أو قناعاتنا او التراجع عن دورنا بمحاربة الارهاب بكل اشكاله.

وكل عمل اجرامي جبان يتعرض له الأردن سيزيدنا قوة على التمسك بمواقفنا وعلى التصدي بقوة لكل من يحاول العبث بأمن هذا البلد واستقراره.

ثقتنا باجهزتنا الامنية وبقدرتها على حماية أمن هذا البلد واستقراره ثقة كبيرة جدا واذا نجح الارهابيون في تنفيذ عملية هنا وهناك، فقد احبطنا في السابق - والحمد لله - العديد من محاولات ومخططات الإرهابين التي استهدفت هذا البلد.

وارجو من كل مواطن وكل مواطنة في هذا البلد أن يعتبر نفسه جنديا ورجل أمن وان عليه مسؤولية في حماية بلده، لذلك مطلوب من الجميع المزيد من الحذر والإنتباه والتعاون بين المواطن والإجهزة الأمنية لإحباط اي محاولة للعبث بأمن هذا البلد او استقراره. وكلنا لازم نكون يد واحدة وقلب واحد في التصدي لهذه المجموعات الإرهابية الجبانة التي لا دين لها ولا ضمير.

وانا واثق ان النشامى والنشميات من ابناء هذا الوطن سيكونوا كما كانوا على الدوام العيون الساهرة على امن الاردن العزيز والذراع القوية والقادرة على حماية مسيرته ومنجزاته.

وسيظل الاردن بعون الله وعزيمة ابنائه وبناته أقوى من كل عناصر الشر والإرهاب.

وكل الشكر والتقدير والاعتزاز لكل الاجهزة الامنية والعسكرية والمدنية والمواطنيين الذين هبوا هبة رجل واحد لمواجهة اثار هذه التفجيرات التي تعرضت لها عمان العزيزة الغالية.