كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في مؤتمر المانحين الدولي لحشد الدعم للاستجابة لفيروس كورونا المستجد
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدة الرئيسة،
أصحاب الفخامة،
أصدقائي،
يسعدني أن أشارك في هذا المجهود العالمي، للاستجابة لفيروس كورونا المستجد، مقدرين دور الاتحاد الأوروبي القيادي في تعزيز التضامن العالمي لمواجهة هذا الوباء.
لقد تبين لنا في الأشهر الماضية خلال تعاملنا مع فيروس كورونا، أننا نحتاج إلى بعضنا البعض لنتمكن من التغلب عليه. وعلينا الاستفادة من هذه الدروس التي نتعلمها، لنسعى إلى عالم أكثر تكاملاً، ولنعمل على "إعادة ضبط العولمة"، لتستند العلاقات بين الدول إلى بناء القدرات، وتعزيز التعاون، ووضع سلامة البشرية بأكملها على رأس الأولويات.
إن هذا التكامل هو السبيل الوحيد للوصول إلى اعتماد إيجابي متبادل بين مختلف البلدان، يستثمر في المهارات والموارد عبر الحدود. وسيمكّننا ذلك من تسريع إيجاد الحلول وسد النواقص من معدات ومواد طبية في كل بلد. وفي المحصلة، سنكون أقدر على تحمل مسؤوليتنا كمجتمع دولي، يكفل حق الحصول على لقاح هذا الفيروس لكل فرد، في كل بلد وكل قارة، حين توفره، بشكل عادلٍ ومتساوٍ.
وفي منطقتي، لا نملك ترف الفشل في استجابتنا لفيروس كورونا؛ إذ تتعاظم المخاطر لدرجة كبيرة في خضمّ الأزمات والصراعات والبطالة التي تواجه إقليمنا. ولا يمكننا أن ننسى أيضاً، أولئك الأكثر عُرضة للتأثر في هذه الأوقات الصعبة، مثل اللاجئين والمجتمعات النازحة.
وفي الأردن، حماية اللاجئين من فيروس كورونا أولوية لدينا. ومع أن إجراءات الغلق قد فاقمت من الصعوبات الاقتصادية التي تواجهنا، إلا أنّ استجابتنا السريعة مكنتنا من الحد من انتشار الفيروس، وهذا عزز قدرتنا واستعدادنا لتقديم المساعدة أينما أمكن ذلك، بتوفير معدات الوقاية الشخصية، لنساهم في سد النقص في محيطنا وعند أصدقائنا. وفي المقابل، نعتمد على أصدقائنا ليقدموا لنا الدعم في سد النواقص لدينا، مثل أجهزة التنفس وشرائح الفحص.
لا بد أن تتضاعف فرص نجاحنا، إن عملنا بشراكة معاً، لبناء القدرات في بلداننا جميعاً، والأهم من ذلك، إن ركزنا على التعاون، عوضاً عن التنافس.
شكراً جزيلا، السيدة الرئيسة.