كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في كرواتيا

٢٣ أيار ٢٠٠٤

صاحب الفخامة
حضرات السيدات والسادة

لقد حظيت هذا المساء بفرصة الاجتماع مع صاحب الفخامة. كانت جلسة مثمرة ناقشنا خلالها العلاقات بين بلدينا، وسبل تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

أخذت لقاءاتنا تصبح منتظمة وهذا ثالث اجتماع لي مع فخامة الرئيس في الشهور القليلة الأخيرة، ويسرّني أن أشير الى أننا منذ أول لقاء بيننا، تحقق تقدم ملحوظ في علاقاتنا الثنائية. أبرمنا اتفاقيتين حول التجارة والاستثمار وسوف نبرم قريباً اتفاقية حول التعاون العلمي والتكنولوجي بين جمهورية كرواتيا والمملكة الأردنية الهاشمية. أودّ أن أؤكد لكم أن الأردن ملتزم بتطوير هذه المجالات ومجالات أخرى، وكلي أمل في أن نقيم علاقة راسخة بين القطاعين الخاصيّن في كلا البلدين.

لقد حظينا بفرصة مناقشة الوضع الإقليمي في الشرق الأوسط. اتفقنا كلانا على أن المعاناة والأسى والعنف يجب أن تنتهي، وأن علينا أن نقوم بكل ما نستطيع للمساعدة على إعادة المنطقة إلى طريق السلام. لقد أوجزت لفخامته حول نتيجة القمة العربية في تونس وحول الالتزام الذي أبدته الدول العربية للسعي من اجل ايجاد حل سلمي مع إسرائيل. وما زلنا نؤمن أن خارطة الطريق التي أقرها المجتمع الدولي بأسره توفر آلية قابلة للحياة للتوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل، متمشيّاً مع الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

وناقشنا أيضاً الوضع في العراق، قبل موعد نقل السلطة في شهر حزيران، وكررنا الحاجة إلى أن يخاطب المجتمع الدولي إقامة نظام سياسي شامل وقابل للحياة، يتيح للعراق وللشعب العراقي فرصة القيام بدور إيجابي وبارز في تنمية المنطقة.

تناولنا الوضع في البلقان وأعربنا عن الأمل في أن تبدأ المنطقة قريباً في جني ثمار العمل الجاد الذي بذله المجتمع الدولي لإعادة السلام والاستقرار إلى هذا الجزء من العالم أيضاً.

كلي أمل في أن نحظى في المستقبل بفرصة الاجتماع مرة أخرى وتمتين العلاقات بين شعبينا.

أشعر ببالغ الامتنان لهذه الفرصة وأرجو أن التقي بكم مرة أخرى في الأردن.

أشكركم جزيل الشكر،،