كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في قمة البحر الأحمر

٤ حزيران ٢٠٠٣

السيد الرئيس بوش

السيد رئيس الوزراء شارون

السيد رئيس الوزراء محمود عباس

حضرات الضيوف الكرام،،

نجتمع اليوم في العقبة، هذه المدينة الصغيرة التي تمثل الإمكانية الهائلة للجمع بين شعوب مختلفة. ففي مكان ليس بعيداً من هنا، وقّع الأردن وإسرائيل معاهدة سلام في عام 1994. و بعد تسع سنوات، فإن ما يجمعنا هنا هو نفس الحلم. الحلم بالسلام والازدهار والتعايش والمصالحة. ولكن الأحلام وحدها لا يمكن لها أن تحقق الآمال. فالشكر لجهود الرئيس بوش ولتعهدات رئيس الوزراء شارون و رئيس الوزراء عباس حيث نجتمع هنا اليوم لتحويل هذه الأحلام إلى إنجازات حقيقية على أرض الواقع.

السيد الرئيس بوش

السيد رئيس الوزراء شارون

السيد رئيس الوزراء محمود عباس

ليكن لدينا طموح... الطموح كي نتجاوز العنف والاحتلال، ونصل إلى اليوم الذي يكون فيه دولتان، فلسطين وإسرائيل، تعيشان معاً، جنباً إلى جنب، في سلام وأمن. إننا بأيدينا اليوم نملك الآلية التي يمكن أن تترجم هذا الطموح إلى حقائق على أرض الواقع. إنها خطة، خارطة الطريق، التي تخاطب احتياجات الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

فهذه الخطة توفر للإسرائيليين ضمانات أمنية من جميع العرب، ومعاهدة سلام وعلاقات طبيعية مع الدول العربية ونهاية للصراع.

وبالنسبة للفلسطينيين فهي تحقق نهاية للاحتلال، ودولة قابلة للحياة، والوعد بالعيش كشعب حر ومزدهر.

ومن المؤكد أن الطريق لتحقيق هذه الرؤية لن تكون سهلة أو دون عقبات. أنا أدرك أن هنالك الكثيرين في منطقتنا وفي كل أنحاء العالم، ينظرون إلى اجتماعنا اليوم نظرة مشوبة بالتشكك والريبة. فإخفاقات الماضي وإحباطاته خلفت كثيراً من الناس الذين لا يصدقون ما أعقبها.

اليوم لدينا الفرصة والإلتزام بإحياء الثقة بالعملية وتنشيط الآمال في مستقبل أفضل، فنحن ببساطة لا نستطيع احتمال البديل، فخلال السنوات القليلة الماضية أظهرت طريق المواجهة عواقبها: فقدان الأرواح البريئة، الدمار والخوف ، لكن الأكثر كلفة كان فقدان الأمل.

إن أغلى هبة تستطيعون تقديمها لشعوبكم خلال الأسابيع القادمة تتمثل في تجديد الأمل الذي يشعّ من تقدم ملموس على الأرض. ولن تكون شعوبكم وحدها التي ستراقب وتنتظر بل ستكون عيون العالم بأسره مشدودة إليكم، فطبيعة عالمنا الجديد الذي لا تفصله حدود تعني أن لنا جميعاً مصلحة فيما يجري هنا. فالأردنيون والأمريكيون والأوروبيون وكثيرون في كل أرجاء العالم يقفون مستعدين وراغبين في تقديم كل مساندتهم لضمان نجاحكم.

وفي نهاية الأمر فإنكم أنتم، الفلسطينيون والإسرائيليون الذين يتوجب عليكم أن تعملوا معاً لحل القضايا المعلقة الكثيرة التي تباعد بينكم.

ينظر الكثيرون إلى التنازلات التي ستقدم خلال مفاوضاتكم بأنها "تنازلات مؤلمة" لكن لماذا لا يتم إعتبارها "هبات السلام"، التي بالمقابل سوف توفر الأمل والأمن والحرية لأبنائنا وأبناء أبنائنا. فعندما يضع كل منكم نفسه في وضع الآخر فإننا نستطيع أن نأمل في تحقيق تقدم حقيقي.

لذلك فإننا اليوم نؤكد من جديد على موقفنا القوي ضد العنف بكافة أشكاله ومهما كان مصدره، فتفجير الحافلات لن يقنع الإسرائيليين بالمضي قدماً، ولا قتل الفلسطينيين أو هدم بيوتهم ومس تقبلهم. يتوجب أن يتوقف كل هذا ونحن نتعهد بأن يبذل الأردن كل ما في استطاعته للمساعدة في تحقيق ذلك.

السيد الرئيس

لقد بقيت على الدرب فوجودك هنا اليوم لتشهد اجتماع الزعيمين معاً والاتفاق على أرضية مشتركة لحل هذا الصراع، يوفر حافزاً كبيراً للمضي قدماً وردّا واضحاً على كل المتشككين. إنني أشكركم على قيادتكم وشجاعتكم.

السيد رئيس الوزراء شارون

السيد رئيس الوزراء محمود عباس

إنني أحثكم اليوم على إنهاء مخططات الذين يسعون إلى التدمير والإبادة والاحتلال. وأحثكم على أن يكون لديكم الإرادة والشجاعة للبدء في تحقيق أحلامنا في السلام والازدهار والتعايش. وتذكروا أن الأردن في سعيه إلى تحقيق هذه الأهداف النبيلة سيبقى دائماً صديقاً حقيقياً.