كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني في المؤتمر الصحفي المشترك للإعلان عن مؤتمر البتراء للفائزين بجائزة نوبل

١٧ آذار ٢٠٠٥

نحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، عقولاً مستنيرة تتصدى لمعالجة قضايا العصر. وإحدى هذه القضايا الأكثر إلحاحاً هي: كيف يمكن للإنسانية أن تعرف هذا الكمّ من المعرفة، وتنجز هذا الكمّ من الإنجاز، ومع ذلك تخفق في تحقيق تطلّعات العديد من الناس؟

على الرغم من أن القرن الحالي، قد شهد تقدما هائلا، إلا أن أعداداً كبيرة من الناس لا زالت تعاني من الحرب، والفقر، والجوع، والأمراض الوبائية، واليأس، وهي أقدم أعداء الإنسانية. إن خمسة من كل ستة أشخاص على وجه الأرض، يعيشون في العالم النامي، وربعهم يعيشون في فقر مدقع. وأن 11 مليون طفل عمرهم دون سن الخامسة يموتون سنويا أكثر من نصفهم نتيجة لأسباب تتصل بالجوع.

أعتقد أن المشكلة ليست افتقاراً إلى التعاطف. فالملايين من الناس في أرجاء العالم يرغبون في المساعدة. وقد شهدنا ذلك، قبل أشهر قليلة فقط، في التجاوب العالمي الهائل لمساعدة ضحايا تسونامي في جنوب آسيا.

إن ما يحتاجه نظامنا العالمي هو أدوات جديدة للتصدّي للتحديات المستمرة في العالم. وأهم هذه الأدوات هي الأفكار الجيدة.

وفي أيار، ولأول مرّة، سيجتمع العديد من أبرز مفكري عصرنا المميزين معاً للتشارك في الأفكار وخلق رؤى جديدة حول الهموم التي تؤرق العالم. ومؤتمر البتراء للفائزين بجائزة نوبل سيتيح للمشاركين فيه جوّاً أكاديمياً خاصاً للتعامل مع القضايا الملحة وصياغة وفاق جديد حول الحلول.

وسيعقد المؤتمر جلساته يومي الثامن عشر والتاسع عشر من أيار، قرب مدينة البتراء العريقة في الأردن- التي تعتبر ملتقى طرقٍ تاريخي للإنسانية، لتسبق مباشرة اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي لهذا العام في البحر الميت. وهذا سيضمن للمشاركين في مؤتمر البتراء الفائزين بجائزة نوبل منبراً على مستوى عالمي مع تغطية من وسائل الإعلام العالمية، لتقديم رؤاهم وما يتوصلون إليه من نتائج.

إن مؤتمر البتراء يمكنه أن يساعد أفضل العقول في العالم لمساعدة أكثر الناس تعّرضاً للمخاطر في العالم. وهو خطوة أولى نحو شراكة جديدة من أجل التقدم. ونحن نرحب باهتمامكم ودعمكم.