كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال ملتقى شباب كلنا الأردن التحضيري

٣١ آب ٢٠٠٦

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الشباب،

الله يعطيكم العافية، وأهلا وسهلا بالجميع، في هذا اللقاء الذي يجتمع فيه هذا العدد الكبير من الشباب الأردني المتميز. وهذا اللقاء هو تأكيد لإيماني وقناعتي الراسخة، بأهمية دور الشباب، وضرورة مشاركتهم في صنع القرار، وبناء الحاضر والمستقبل، الذي يليق بعزيمة الشباب، وطموحاتهم وإمكانياتهم الكبيرة، وحماسهم للتحديث والتطوير.

ولذلك فنحن حريصون على تأمين المستقبل الأفضل للشباب، وأريدكم أن تكونوا متأكدين أن الهموم والمخاوف التي تراود بعضكم حول توفير فرص العمل، وتحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، هي على رأس أولوياتنا، لأنها قاعدة أساسيه في بناء الأردن الأنموذج.

وبعزيمتكم وإرادتكم وتصميمكم سنبني الأردن، ونحافظ على منجزاته ونرسخ الديمقراطية والتعددية، التي تغني المسيرة وتساهم في بناء المجتمع الحضاري القادر على التعامل مع الواقع والمستجدات بأسلوب وأدوات عصريه قادرة على مواكبة كل التطورات. وهذا لا يكون إلا في سياق عملية متكاملة وشامله وضمن أهداف مدروسة. ولذلك فأنا مهتم بمسيرة التعليم في بلدنا، وأريد أن يكون التعليم نوعيا، حتى نتمكن من تأهيل الشباب بأسلوب علمي وتفعيل قدراتهم وطاقاتهم لمواجهة تحديات القرن الجديد، فالعالم من حولنا يتغير ولابد من العمل على إحداث التغيير المطلوب وأنتم فرسان هذا التغيـير.

واليوم، أحببت أن ألتقي معكم حتى أستمع إليكم وأطلع على أفكاركم وطموحاتكم لمستقبل الأردن، وكيفية الوصول إلى هذا المستقبل المنشود.

وحتى تكون الصورة واضحة أمامكم، وتكونوا على معرفه بما يجري في هذه المنطقة من أحداث وصراعات، وما يهددها من أخطار، طلبت من بعض المسؤولين أن يضعوكم بصورة التحديات الداخلية والخارجية، سواء على الصعيد السياسي والأمني، أو على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، حتى تفكروا معنا وتشاركوننا في وضع الخطط والبرامج لمواجهة هذه التحديات.

والخطوة الأولى لمواجهة التحديات الخارجية أو الداخلية هي الحفاظ على وحدتنا الوطنية وتماسك جبهتنا الداخلية، ووضع مصلحة الأردن فوق كل المصالح والاعتبارات، فالأردن أولا وكلنا الأردن وكلنا للأردن، ولا نريد أن ننجر وراء الشعارات الفارغة، ولا أن نكون أدوات بأيدي جهات لا تريد الخير لهذا البلد.

وأنتم الشباب المفروض أن تكونوا على أعلى درجات الوعي، والشعور بالمسؤولية، والحفاظ على أمن بلدكم واستقراره ومستقبله.

وخلال الأسابيع الماضية، تم إجراء استطلاع، لمعرفة رأي الشباب حول الأولويات الضرورية لمواجهة التحديات وتعزيز المسيرة، وخرجنا من هذا الاستطلاع بأولويات عديدة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

والمطلوب منكم الآن، هو تحديد أهم أولويات المرحلة القادمة، من وجهة نظركم أنتم، وسوف نجتمع مرة ثانيه بعد أيام، لمناقشة هذه الأولويات والخروج بتصور واضح حول رؤية الشباب للإصلاحات الإقتصاديه والإجتماعيه والسياسية التي ترون إنها ضرورية لمستقبل الأردن.

وأقترح على كل مجموعه منكم، أن تختار واحد من بينها حتى يكون حلقة وصل، أو منسق بينها وبين المجموعات الأخرى، خلال الأيام القادمة، للتحضير للقاء القادم.

إن اعتزازي بكم كبير وثقتي بكم بلا حدود.

والله يعطيكم العافية