كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال حفل وداع قداسة البابا بندكتوس السادس عشر

١١ أيار ٢٠٠٩

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب القداسة،
أصحاب النيافة،
أصحاب السعادة،
السادة علماء ورجال الدين،
أصدقائي،

نجتمع هنا في ختام هذه الزيارة التاريخية، الأولى، والتي آمل ألا تكون الأخيرة، لصاحب القداسة البابا بندكتوس السادس عشر. لقد جاء الناس من عمان، ومن جبل نيبو ومادبا، إلى بيت عنيا عبر الأردن، ليصلّوا لربهم الواحد، ولينعموا ببركة العبادة.

صاحب القداسة،

إنه لمن دواعي اعتزازي أن أقدم إليكم باسم كل الأردنيين، بالغ الشكر على الشرف الذي منحتموه لبلدنا، وأن أعبر عن أمانينا الطيبة لقداستكم بنجاح حجيجكم في الأراضي المقدسة.

ومن الضروري أن نستمر في الحوار القائم على الاحترام الذي بدأناه. فليستمر هذا الحوار وهذا التواصل على جميع المستويات، من أجل نشر ثقافة التفاهم، خصوصا بين الشباب، الذين يشكلون مستقبلنا.

صاحب القداسة،

لقد تحدثتم عن الفقر الأخلاقي الذي أصبح يشكل تهديداً عظيماً لعالمنا، والذي لا يقل جسامة عن الفقر المادي. فدعونا نتقاسم، كمؤمنين، ذلك الثراء الأخلاقي الذي تقدمه أدياننا، ودعونا نتواصل كل مع الآخر حتى نزيل الانقسامات، ونؤسس لعالم أفضل لنا جميعاً.

أصدقائي،

من المهم أن نجعل من العدالة أمراً واقعاً وحقيقةً لأولئك الذين يعانون اليوم، من الاحتلال، أو الحرمان، أو سوء المعاملة. فما يزال الشرق الأوسط منذ وقت طويل رهينة للأزمات والصراع. ويعاني الشعب الفلسطيني، على وجه الخصوص، من الاحتلال وشروره. لذا، فقد حان الوقت لتنتهي هذه المعاناة من خلال التوصل إلى تسوية تضمن للشعب الفلسطيني حقه في الحرية والدولة، وتمنح للإسرائيليين القبول والأمن. إن حل الدولتين يحظى بدعم المجتمع الدولي، خصوصا وأنه يقدم الأمل الوحيد لإحلال السلام الدائم. فدعونا نعمل جميعاً ومعاً من أجل تحقيق هذا السلام.

صاحب القداسة،

تقبلوا تمنياتنا الطيبة والقلبية لكم بزيارات موفقة وناجحة في الأيام القادمة، ودعاءنا بأن تصحبكم ومن معكم بركات الله ويمنه ورعايته، ونرجو أن تعودوا لزيارتنا في السنوات القادمة، صديقاً عزيزاً وموضع ترحيب وتقدير.