كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال حفل العشاء الذي أقامه جلالة السلطان الحاج حسن بلقيه، معز الدين والدولة في إستانا نور الإيمان

١٣ أيار ٢٠٠٨

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب الجلالة،

يسعدني غاية السعادة أن أكون معكم اليوم، كما أسمحوا لي أن أؤكد أنه لشرف عظيم أن أتسلم وسام العائلة المالكة لتاج بروناي.

فعندما تسلم والدي هذا الوسام قبل أكثر من عشرين عاماً، أصبح واحداً من أعز ممتلكاته. وبالنسبة لي سيكون الأمر كذلك. فهذا الرمز الرائع المهيب يجسد الصداقة الباقية على مر العصور بين أسرتينا وشعبينا - وهو عهد لشراكتنا المستمرة، في هذا الزمن.

لقد آمن جلالة الملك الحسين بعمق في العلاقات القوية التي تجمع الأردن وبروناي. وكان يحرص على قضاء الوقت برفقة جلالتكم، ويقدر مشورتكم السديدة والمفيدة له. كما أشعر أنا أيضاً بالامتنان لما أحظى به من حكمة جلالتكم.

واسمحوا لي أن أذكر اليوم العديد من اللحظات الرئيسية التي جمعتنا واستمعت فيها إلى مشورتكم حول قضايا بالغة الأهمية والتي تشمل السلام في الشرق الأوسط والأمن العالمي والعلاقات الثنائية والكثير غيرها. وقد قدّرت بدرجة كبيرة دعمكم لرسالة عمّان والقيم التي تعبر عنها. وأعتقد أن بإمكاننا أن نسهم في تبوّأ شعبينا - والمسلمين في كل مكان - المكانة التي يستحقونها في التقدم الذي يشهده عصرنا. فالطريق إلى الأمام يقوم على القيم النبيلة للإسلام من العدالة والتراحم واحترام الآخرين وإتقان العمل والتميز فيه.

وبفضل قيادتكم الحكيمة، غدا لبروناي وشعبها المتميز تأثير عالمي في أيامنا هذه. واليوم، تنظر الدول في أرجاء العالم إلى بلدكم باعتباره رائداً في التعاون من أجل التنمية. فضمن رابطة دول جنوب شرقي آسيا (إيسيان)، وفي العلاقات بين آسيا والشرق الأوسط، وفي المجتمع الإسلامي العالمي، عمل جلالتكم على تشجيع الشراكات الوثيقة التي تبدو الحاجة إليها ملحةً بدرجة كبيرة هذه الأيام.

وآمل أن نتوصل في زيارتنا هذا الأسبوع، وفي الأيام المقبلة، إلى تلمس طرق جديدة للتقريب بين بلدينا ومنطقتينا بصورة أوثق. فلدى بروناي والأردن الكثير مما يتشابهان فيه. فهما دولتان صغيرتان تتمتعان بالسيادة، وتقومان بأدوار عالمية نَشِطة؛ وفيهما حكومتان ملتزمتان برفاه وتقدم شعبيهما؛ وشَعبان، وغالبيتهما من عنصر الشباب، يتمتعان بالمواهب ولهما تطلعات عظيمة للمستقبل.

ومعاً، أعتقد أنه يمكننا المضي قُدُماً لخلق المستقبل الذي يرنو إليه الجيل الشاب في بلدينا.

إن الأردن وبروناي يدركان الحاجة الماسة لتحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط. وإذا ما أردنا أن نغتنم الفرصة - لإنهاء المعاناة الإنسانية في فلسطين ولكبح جماح المتطرفين - فنحن بحاجة إلى تحقيق تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين هذا العام. ولبلدكم دور عالمي في السلام والعدالة. ومعاً، علينا المضي قُدُماً.

صاحب الجلالة،

إن ترحيبكم الحار بنا اليوم رمز لصداقتكم المخلصة للأردن وللعالم العربي. وبالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن الملكة رانيا وجميع أعضاء الوفد الأردني، اسمحوا لي أن أعرب لكم ولشعب بروناي بأجمعه عن شكري لكم على كرمكم ولطفكم وحسن استقبالكم لنا.

ففي كل مرة نزوركم ونزور بلدكم، يتضح لنا بُعدً جديد لما تمثله بروناي من إنجازات مذهلة وشعب رائع وثقافة أخاذة وحفاوة لا نظير لها. ونحن نأمل، بمشيئة الله، أن نرحب بكم قريباً في بلدنا، لنرد لجلالتكم بعضا من حسن استقبالكم لنا، وذلك في إطار الصداقة التي يكنها الشعب الأردني لكم على مدار السنين.