كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني بمناسبة تسلمه جائزة زايد للأخوة الإنسانية لعام 2022
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الهاشمي الأمين وبعد،
فيسرني وأنا أتسلم ورانيا جائزة زايد للأخوة الإنسانية أن أعبر عن اعتزازي وتقديري لهذا التكريم الكبير من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي انطلقت منها هذه الجائزة لإرساء قيم الأخوة الإنسانية والسلام العالمي.
وهذه الجائزة تحمل اسم الراحل العظيم، الذي تفانى في خدمة وطنه وأمته وتعزيز قيم إنسانية كبيرة، أساسها الخير والاحترام والمحبة، وترك إرثا كبيرا من الإنجاز والتقدم الذي يحمله أبناؤه وأهله في هذه الدولة المؤمنة بالسلام والقيم الإنسانية العظيمة.
وهذه القيم، التي نحن بأمس الحاجة لها اليوم أكثر من أي وقت مضى، هي الأساس المتين لبناء الجسور، بدلا من بناء الأسوار، وإحلال التفاهم والسلام مكان الصراعات.
لقد توحدت البشرية في مواجهة جائحة كورونا من أجل الحق في الحياة، بصرف النظر عن العرق أو الدين أو الاختلافات، وعلينا أن نتأمل في هذه التجربة، وأن نستثمر هذه الحالة من التكاتف التي شهدها العالم لبناء مستقبل ينتهي فيه الظلم والحرمان، ويزول الاحتلال، ويعود كل لاجئ إلى وطنه، ويتجدد الأمل عند الشباب، وتنطلق التنمية في كل مجالاتها، وخاصة في منطقتنا التي لم تعرف الاستقرار منذ عقود.
إنني إذ أجدد الشكر والتقدير والاعتزاز، باسمي واسم رانيا والأردنيين جميعا بهذه الجائزة، لأؤكد مرة أخرى على مواصلة جهودنا لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، والعمل بكل إخلاص لإيجاد حلول سياسية للأزمات التي تمر بها، وسنبقى متمسكين بقيم الحوار والوئام والعيش المشترك، لأن ما يجمع البشر أكثر بكثير مما يفرقهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.