كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني المتلفزة للأردنيين والأردنيات

٢٣ آذار ٢٠٢٠

بسم الله الرحمن الرحيم


إخواني وأخواتي، أبناء وبنات شعبي العزيز،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
 
في هذه الأيام، يمر وطننا مثل باقي العالم بظروف استثنائية صعبة، تستدعي إجراءات والتزاما وتعاونا استثنائيا، وهذا ليس على الأردنيين بالغريب أو المستحيل، فما عهدي بكم، إخواني وأخواتي، إلا على مستوى المسؤولية، و"إنتو قدها". وأنا على ثقة بأننا سنتجاوز، بمشيئة الله، هذه الظروف.
 
لقد علمتني مدرسة الجندية أهمية أن تكون خططنا استباقية، ولهذا ومنذ اللحظة الأولى لإطلاق الإنذار العالمي ضد وباء فيروس كورونا، وجهت الحكومة وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، للتعامل مع هذا الخطر بأعلى درجات الجاهزية، ولتشكيل خلية أزمة قبل تفشي الوباء أو فقدان السيطرة عليه، لا سمح الله.
 
وقد رأينا جميعا في الأسابيع الأخيرة، إخواننا وأخواتنا الأردنيين، في كل مواقعهم، يرتقون بأدائهم، ويصلون الليل بالنهار في مواجهة هذا الخطر، ويقفون صفا واحدا مع إخوانهم وأخواتهم في قواتنا المسلحة، وقفة عنوانها، كرامة الإنسان الأردني، الكرامة التي قاتل وضحى من أجلها الأردنيون جميعا، وفي مقدمتهم الشهداء والنشامى أبناء الجيش العربي والأجهزة الأمنية، الذين نذكرهم بالفخر والاعتزاز في ذكرى معركة الكرامة الخالدة.
 
واليوم، أتوجه إليكم أنتم إخواني وأخواتي، عائلتي الكبيرة، أبناء شعبي، الذين أستمد منهم كل العزيمة، اليوم كل واحد منكم، جندي لهذا الحمى، كل من موقعه، وأطلب منكم بصوت الأب لأبنائه، عدم التنقل والالتزام بالتعليمات الرسمية. فلنرتقي بمسؤولية حماية الوطن الذي نحب، ولنتفانى في التضحية والعطاء، كما هي الأم، التي نحتفل بعيدها في هذه الأيام.
 
وإننا إذ نستمد الشعور بالبركة من مناسبة الإسراء والمعراج، في ليلة من أيامنا هذه، فإننا نستذكر حديث جدي الأعظم، المصطفى، عليه الصلاة والسلام، "المُؤمنُ للمُؤمنِ، كَالبُنْيانِ المَرْصُوصْ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضاً". فقد كان الأردني دائما لأخيه الأردني، سندا، وسيظل لوطنه درعا.
 
وأسأل المولى عز وجل، أن يحفظكم ويحفظ الأردن، وأن يبارك في جهود المخلصين من أبنائه في كل مواقعهم.
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته