خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني للشعب الأردني

٢١ آذار ٢٠٠٣

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الأخوة المواطنون الأعزاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

فقد رأيت أن أتحدث إليكم اليوم، وأنتم الأهل والعزوة والنشامى الذين ما خذلوا وطنهم ولا أمتهم في أي يوم من الأيام، وأن أعرب لكم عن اعتزازي بكم، وثقتي بوعيكم وحرصي على التواصل معكم ووضعكم بصورة ما يجري من حولنا من أحداث، وما يفرضه علينا من تحديات، لابد من مواجهتها بمنتهى الوعي والشعور بالمسؤولية، ووضع المصلحة الوطنية فوق كل المصالح والاعتبارات.

فقد عملنا منذ بداية الأزمة بين العراق والأمم المتحدة على تسوية هذه الأزمة بالطرق السلمية، واستخدمنا كل علاقاتنا بالدول المؤثرة في هذا العالم، وعملنا بكل الوسائل الممكنة لتجنيب العراق هذه الحرب وآثارها المدمرة، ولكن مع الأسف لم نتمكن لا نحن ولا الأمة العربية ولا المجتمع الدولي، من تجنيب المنطقة والشعب العراقي الشقيق هذه الحرب.

أما الآن، وقد وقع ما كنا نحذر منه ونسعى لمنع وقوعه، فإن واجبنا الأساسي هو الحفاظ على أمن الوطن واستقراره وحماية مصالحه العليا، وهذا يستدعي قبل كل شيء تماسك جبهتنا الداخلية وحماية وحدتنا الوطنية، والتعامل مع هذه الظروف بمنتهى الوعي والانتماء الحقيقي، والثقة بقدراتنا على تجاوز هذه الأزمة، مثلما تجاوزنا أصعب منها عبر العقود الماضية.

أما بالنسبة للشعب العراقي الشقيق، فنحن حريصون كل الحرص، على أن نقوم بواجبنا الإنساني والأخوي تجاه هذا الشعب، ضمن إمكانياتنا وقدراتنا، وسنعمل بكل الوسائل الممكنة لوضع حد لهذه الحرب بالسرعة الممكنة، للتخفيف من معاناة أشقائنا، وتمكينهم من تجاوز آثار هذه الحرب، والحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي العراقية.

وأما التعبير عن مشاعرنا تجاه الشعب العراقي الشقيق، فيجب أن يكون تعبيرا حضاريا، يساهم في التخفيف من معاناة أشقائنا ومساعدتهم على مواجهة ظروف الحرب، وتجاوز آثارها، ويعكس الانتماء الحقيقي للأردن العزيز.

أيها الأخوة والأخوات المواطنون الأعزاء

إنني أعرف ما تشعرون به من ألم وغضب لما يتعرض له الشعب العراقي، من معاناة وأهوال، فأنا واحد منكم ومشاعري هي مشاعر كل واحد منكم، وثقتي بكم وبوعيكم ليس لها حدود، فلنكن جميعا يدا واحدة وأسرة واحدة وقلبا واحدا، ولنعمل بروح الفريق الواحد للحفاظ على أمننا واستقرارنا وجبهتنا الداخلية، والتعامل بوعي ومسؤولية مع ما يرافق مثل هذه الظروف من إشاعات وأخبار غير صحيحة أو غير دقيقة، وليتوجه كل واحد منا إلى عمله، والقيام بواجبه بشكل طبيعي، فالوطن بحاجة إلى جهد كل واحد منا وبخاصة في مثل هذه الظروف، وأريد هنا أن أطمئن الجميع بأن الحكومة وكافة أجهزة الدولة قد اتخذت جميع الإجراءات الضرورية لمواجهة هذه الظروف واستمرار الحياة اليومية لكل المواطنين بشكل طبيعي.

وفي الختام، أحييكم مرة أخرى، وأسلم عليكم وعلى رفاق السلاح في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، في كل مواقع العمل والبناء والشرف والفداء.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته