خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في حفل افطار القوات المسلحة الأردنية

٣ أيلول ٢٠٠٨

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني النشامى رفاق السلاح،

الله يعطيكم العافية،

جئت اليوم، حتى أكون معكم وبينكم، في مطلع الشهر الفضيل ... وأبارك لكم وأهنئكم بشهر العبادة والفضيلة والتضحية والخير ... ومن بينكم من هذا المكان، أتوجه أيضا بالمباركة والتهاني، لكل أبناء وبنات الأسرة الأردنية الواحدة الكبيرة، ولأمتنا العربية والإسلامية ... فكل عام وأنتم وشعبنا وكل المسلمين بألف خير، وإن شاء الله يكون هذا الشهر، شهر خير وبركة على جميع المسلمين، في كل مكان من هذا العالم.

إخواني النشامى،

في هذا الشهر المبارك، نتذكر دائما التضحيات والبطولات التاريخية، لأمتنا العربية والإسلامية، والكثير من معارك الشرف والإنتصارات، التي حققها الأجداد، من العرب والمسلمين، على مر العصور... نتذكر هذه الإنجازات والإنتصارات العظيمة، حتى نستمد منها العزم والإرادة، والثقه بقدرتنا، على مواجهة التحديات والصعوبات، وصناعة المستقبل، الذي يكون فيه الأردن، المثل والقدوة، في الأمن والإستقرار، والقوة والإزدهار، وتوفير الحياة الكريمة، لكل مواطن ومواطنة في هذا البلد.

أنا أعرف التحديات الإقتصادية الكبيرة، التي تحيط بهذا البلد، وتؤثر على مستوى حياة أهلنا وشعبنا العزيز. وأنا مؤمن أن هذه التحديات، سواء الداخلية منها أو الخارجية، يجب أن تكون دافعا لنا، للمزيد من العمل وحشد الطاقات والإمكانيات، وتسخيرها كلها لمواجهة هذه التطورات الإقتصادية العالمية، بالإرادة والحكمة والثقة والثبات ... وأنا متأكد أنه بهمة النشامى والنشميات، أبناء هذا الوطن وعزيمتهم، سنتغلب على كل هذه التحديات، وسنكون في وضع إقتصادي أفضل، وهذا الوعد سيكون واقعا ملموسا بعون الله.

إخواني النشامى،

الجيش العربي له مكانة خاصة في نفسي وفي وجداني، وهذه المكانة أيضا، موجودة عند كل الأردنيين، وكلنا يعرف حجم المسؤوليات الكبيرة، التي يتحملها هذا الجيش، وحجم التضحيات التي قدمها طيلة العقود الماضية. ولذلك، نحن حريصون كل الحرص، على تقديم كل الدعم والرعاية لقواتنا المسلحة والأجهزه الأمنية، لتوفير جميع عناصر الأمن الإجتماعي، وتحسين الظروف المعيشية، لكل جندي وضابط صف وضابط، في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، حتى تظل كما كانت على الدوام، مثالا وقدوة في العمل المؤسسي والوطني الرائد، ومدرسة للإنضباط والكفاءة، وتقديم مصلحة الوطن، على كل المصالح والإعتبارات.

ومنذ بداية تحملي أمانة المسؤولية الأولى، كنت وما زلت، على قناعة تامة، بأنه من حق قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية علينا، أن يكون لها نصيب عادل، من مكتسبات التنمية وعوائد الإصلاح الإقتصادي. فالأمن والأمان، من أهم العناصر التي مكنتنا من تحقيق تقدم إقتصادي إيجابي. ولذلك فقد وجهت الحكومة في وقت سابق، لتخصيص 3% من أسهم المؤسسات العامة التي تمت خصخصتها لمنفعة المنتسبين والمتقاعدين، من القوات المسلحة والإجهزة الأمنية، تقديرا منا لدورهم وتضحياتهم وبطولاتهم.

واليوم وفي شهر الخير والتكافل والعطاء، ولقناعتي بضرورة مواجهة التحديات الإقتصادية، فقد وجهت رئيس هيئة الأركان المشتركة، لصرف جزء من عوائد هذه الأسهم، وتخصيص 200 دينار، لكل واحد من أفراد وضباط القوات المسلحة والأجهزه الأمنية والمتقاعدين العسكريين، قبل حلول عيد الفطر السعيد إن شاء الله.

ومرة ثانية، يا نشامى، مبروك عليكم الشهر الفضيل، وسنبقى على الدوام، نعمل بأقصى طاقاتنا وإمكانياتنا، لدعمكم إجتماعيا واقتصاديا وعسكريا، وإنتم تستحقون كل الدعم والتقدير، لأنكم حماة الوطن ورمز سيادته وكرامته... وبارك الله فيكم... وكل عام وأنتم والأهل والوطن بألف خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.