خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في المأدبة الرئاسية الرسمية في الأرجنتين

٢٢ تشرين أول ٢٠٠٨

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الرئيسة فيرنانديز،

بالأصالة عن نفسي ونيابة عن الملكة رانيا وجميع أعضاء الوفد الأردني، اسمحوا لي أن أعرب عن امتناننا لهذه الأمسية الجميلة. إن شعب الأرجنتين الرائع جعلنا نشعر بأننا نحظى بترحيب حقيقي نابع من القلب. وسنظل، الملكة رانيا وأنا، نذكر هذه الزيارة باعتبارها بداية لعلاقات وطيدة.

وكما يعلم البعض، فإن هذه الزيارة هي الأولى لنا إلى أمريكا الحنوبية. وهي بالنسبة لنا تجربة استثنائية، وقد كانت ملائمة تماماً لأنها كانت البداية التي قادتنا إلى بلادكم.

أصدقائي،

إن لديكم كل شيء، أرضكم المذهلة من أعلى قمة جبل في الأمريكيتين... إلى البامبا الرائعة... إلى حقول الباتاجونيا.

وشعبكم المُبْهر العظيم: صوت الحرية الأرجنتينية والكرامة الإنسانية... المبدعون منكم وقادة اقتصادكم القوي... وبناة هذه المدينة ذات المستوى العالمي، بيونس أيريس... وأرضكم العظيمة التي تجسد مجتمعا وثقافة تاريخية... والكثير الكثير غير ذلك.

وإنه ليسعدني بصورة خاصة أن أعلم أن مواطني الأرجنتين من العرب وخاصة أولئك الذين تعود أصولهم إلى الأردن أسهموا كثيراً في تحقيق النجاح لبلدكم.

السيدة الرئيسة،

في افتتاح اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، قُمْت بتذكير العالم بأن مبدأ تعدّد الأطراف يجب أن يكون أكثر من مجدر خطاب، بل أن يكون عملاً ملموساً. وقد قامت الأرجنتين بذلك العمل، من أجل التكامل الإقليمي... عاملةً على توسيع العلاقات التجارية... في عالمٍ من التعاون والاحترام المشترك.

أصدقائي،

إن هذه الالتزامات يؤمن بها الأردن أيضاً. فقد كانت بلادي تدعو بصورة متواصلة لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وللاعتدال، والإصلاح، بما في ذلك التكامل الاقتصادي. وفيما يتجاوز الشرق الأوسط، عملنا على إيجاد شبكة عالمية من الشركاء الاقتصاديين وأصدقاء السلام.

واستراتيجية الأردن الوطنية، مثل استراتيجيتكم، تعكس حقيقة بسيطة، مفادها هو تلك الإمكانية الكبيرة لدى دول الجنوب لإيجاد الفرص، والتصدّي للتحديات، وتعظيم مكامن القوّة لدينا، من خلال العمل معاً. وهذا هو السبب الذي يجعلنا ننظر إلى تعزيز التعاون من خلال اتفاقية ميركوسر على أنه أمر حيوي. ونحن نشكر الأرجنتين لدعم شراكتنا في هذه الاتفاقية.

أصدقائي،

إن السلم والأمن العالميين مجال آخر من مجالات اهتماماتنا المشتركة. وفي عالمنا المعولم، فإن تأثير الفُرْقة وعدم الاستقرار ينتشر على نطاق واسع.

إن هناك حاجة ملحة في الشرق الأوسط لتحقيق تسوية عادلة للنزاع العربي – الإسرائيلي. فهو النزاع المحوري الرئيسي في المنطقة. وما نحن بحاجة إليه هو تسوية يمكن أن تبقى على الزمن... تسوية فيها الأمن والقبول لإسرائيل، والعدل للفلسطينيين... في دولة ذات سيادة، مستقلة، قابلة للحياة. ونحن في المنطقة ممتنون للدعم الذي تقدمه الأرجنتين في هذا المجال.

أصدقائي،

الرئيسة فيرنانديز،

آمل أن يتمكن المسؤولين في البلدين من التحرك بسرعة لإيجاد الإطار المطلوب للعمل الذي يحظى بتقديرنا. وآمل شخصيا أن نرى قريباً خطوة هامة لتعزيزعلاقاتنا الدبلوماسية العريقة، والتي تكمن في تبادل التمثيل الدبلوماسي بين بلدينا.

أصدقائي،

كلي أمل أن تكون هذه الزيارة، وكل ما ننجزه خطوة على طريق ننطلق فيه إلى الأمام في علاقاتنا.

والشكر الجزيل لكم جميعاً.