خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني أمام مجلس نواب برلين

٢٢ تشرين أول ٢٠٠٢

صاحب السعادة السيد فوفوريت

صاحب السعادة السيد مومبر

أصحاب السعادة

أيها السيدات والسادة

إنه من دواعي غبطتي والوفد الأردني المرافق أن نكون بينكم اليوم، في هذه القاعة الرائعة. تشهد هذه الأجواء التاريخية بالسمة الدائمة لأبناء هذه المدينة العظيمة ..مدينة ستبقى مقرونة للأبد، في أعين العالم، بانتصار الإنسانية على الدمار والانقسام.

إن صبغة المرونة التي يضفيها هذا المعلم ما هي إلا مؤشر على التزام هذه الأمة العظيمة لإعادة البناء..ولاستعادة الاستقرار والأمل، حيث كان الدمار واليأس. تعيد هذه الجدران صدى دروس تم تعلمها حول التفاهم والحوار بين الأمم، والديانات والحضارات. وهي فحوى رمز التعاون والاعتماد المتبادل - تذكار دائم للشعب الذي بنى هذه المدينة، ولا زال يبنيها..وبذلك ، يشكّل العالم. وبالتأكيد فإن القيم المستوحاة هنا، والشعوب التي تمثلها، كلها تمثل "شعار النبالة" لهذه الحضارة العظيمة.

أصحاب السعادة

إنه من دواعي فخري أن أنقل إلى مجلس النواب وأبناء برلين ، صداقة الشعب الأردني، الذي يحترم ثقافتكم منذ أمد بعيد، والذي طالما أعجب بإنجازاتكم.

نحن أيضاً ، أتباع دين ينادي بالقبول والتسامح والغفران - ونثابر على بناء جسور من التعاون ، والثقة والحوار. نحن أيضاً، نتبنى التغير الإيجابي للمضي قدماً نحو المستقبل، مستقبل زاخر بالإنتاجية ، والازدهار والرضى. إن شعبنا يتمتع بالسلام مع نفسه، وجيرانه، ومع من يجاوره من مجتمع الأمم. ونثمن ديمقراطيتنا وشمولية مجتمعنا المدني ، ولن نوقف الجهد في مد أيدينا لكم، ولأصدقاءنا وجيراننا، لأننا معاً سنبني عالمنا.

أصدقائي

نحن ممتنون لإتاحة هذه المناسبة لنا والتي بدورها أتاحت الفرصة لنا مرة أخرى لتدعيم الروابط التي تربط ما بيننا ، وأن نثمن التقاليد التي توحدنا، وأن نواجه التحديات التي أمامنا. أشكركم ثانية على دعوتكم ودعمكم لنا.