حديث جلالة الملك عبدالله الثاني إلى ضباط القوات المسلحة والأجهزة الأمنية

٦ حزيران ٢٠٠٥

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الأعزاء،،

الله يعطيكم العافية، وكل عام وأنتم والوطن بألف خـير، بمناسبة يوم الجيش، الذي يصادف بعد يومين.

وهذا اليوم، هو يوم مبارك، وعزيز على كل مواطن ومواطنة في هذا البلد، عزيز علينا، لأنه يوم الجيش، ويوم الثورة العربية الكبرى، وفي هذا اليوم، نستذكر بكل الفخر والاعتزاز، تضحيات الآباء والأجداد، الذين حملوا رسالة الثورة العربية، وساهموا في بناء هذا الوطن، وحمايته من كل الأخطار، والظروف الصعـبة، التي مر بها طيلة العقود الماضية، وفي المقدمة النشامى والنشميات، أبناء القوات المسلحة، والأجهزة الأمنية، الذين نذروا حياتهم للدفاع عن هذا الوطن، وحماية مسيرته ومنجزاته.

وكنت أتمنى لو أنني أستطيع في هذا اليوم، أن ألتـقي بكل جندي وكل ضابط، لأهنئهم وأقول لهم، كل عام وأنتم بخير، لكن ظروف العمل تحول دون ذلك، لذلك أطلب من كل واحد منكم، أن ينقل لإخوانه وزملائه، في كل مواقعهم، تحياتي واعتزازي، واعتـزاز كل مواطن في هذا البلد بكل فرد من النـشامى والنشميات أبناء القوات المسلحة/ الجيش العربي، والأجهزة الأمنية.

إننا نقدر أيها الأخوة، حجم المسؤوليات الكبيرة، التي يقوم بها الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، وخاصة في هذه المرحلة، والظروف التي تمر بها المنطقة من حولنا، لذلك أريد من كل واحد من النشامى، أن يكون مـتأكدا أننا حريصون على تزويد قواتنا المسلحة، بكل وسائل القوة، وبكل وسائل المعرفة والتدريب والتسليح، حتى تبقى كما كانت على الدوام، مفخرة ومثالا في الكفاءة والاحتراف، والقدرة على تحقيق الإنجاز.

ومن ناحية ثانية، أريد أن يتأكد النشامى أنني شخصيا حريص كل الحرص على توفير الحياة الكريمة، ومستوى المعيشة، التي تليق بتضحياتهم، وإخلاصهم وتفانيهم في خدمة الوطن.

وأنا مدرك تماما، أن مكاسب التنمية وثمارها، لا بد أن يستفيد منها، كل مواطن وكل مواطنة، وفي مقدمتهم أبناء الجيش العربي والأمن العام والمخابرات العامة والدفاع المدني. إن مسيرة الإصلاح والتحديث والتـنمية، التي قطعنا فيها شوطا كبيرا خلال السنوات الماضية، يجب أن تنعكس آثارها الإيجابية، على مستوى معيشة المواطن وطريقة حياته. لذلك، فقد أصدرت توجيهاتي للحكومة، بتخصيص نسبة من أسهم الشركات، التي في طريقها للخصخصة، لأبناء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والمتقاعدين العسكريين، حتى تباع لهم بأسعار تشجيعية، وتسديد ثمنها بطريقة مريحة وسهلة، من أجل تحسين مستوى الدخل، للأفراد والضباط في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، على المدى المتوسط والمدى البعيد.

وأود أن تـعرفوا أيها الأخوة، وأن يعرف إخـوانكم وزملاؤكم، الذين لم يتواجدوا معنا الآن، أننا أنجزنا، خلال السنوات الستة الماضية الكثير من الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لكن التـحديات ما زالت أمامنا كبـيرة. وإنه لا بد من العمل بروح الفريق الواحد، لمواجهة هذه التحديات، وإيجاد الحلول المناسبة لكل مشاكلنا، من خلال الحوار الهادئ، والنقد الموضوعي البناء، الذي يخدم مصلحة الوطن قبل كل شيء، وليس مصالح فردية، أو اجندات خاصة.

أما تـبادل الاتهامات، والتـجريح واغتـيال الشخصية، والانتقاص من الإنجازات الوطنـية، فهي أمور تسيء للصورة المشرقة لهذا الوطن، وتشكل عقبات أمام المسيرة، لذلك يجب أن تتوقف.

الإصلاح أيها الأخوة برنامج وطني، لا رجـعة عنه، وهو لا يرتبط بأشخاص أو بمرحلة، فهو برنامج لبناء الوطن النموذج، الذي يتساوى فيه الجميع في الحقوق والواجبات، فليس هناك فرق بين مواطن ومواطن آخر، إلا بمقدار ما يعطي كل واحد للوطن، فهذا الوطن يجب أن يكون وطن العدالة والمساواة، ووطن الحرية والتعددية، واحترام الرأي الآخر، ومثلما كنتم على الدوام،حماة الوطن وحماة المسيرة والإنجازات، أنتم اليوم الأيدي الأمينة والقادرة على حماية مسيرة الإصلاح والتحديث والتطوير، التي هي طريقنا إلى تحقيق التنمية الشاملة، وتحقيق طموحات شعبنا وبلدنا العزيز.

ومرة ثانية أيها الأخوة أوجه تحية الاعتزاز والتقدير لكل النشامى والنشميات، في كل مواقعهم. وكل عام وأنتم جميعا والأردن العزيز بألف خير.

وبارك الله فيكم والله يعطيكم العافية.