الأخبار

الملك يجري مباحثات مع رئيس الوزراء الكندي في أوتاوا

٢٩ آب ٢٠١٧

عقد جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، مباحثات في مقر البرلمان الكندي اليوم الثلاثاء، ركزت على آليات النهوض بمستوى التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، والتطورات الإقليمية الراهنة.

وفي بداية المباحثات الثنائية، التي تبعتها موسعة وحضرها عدد من كبار المسؤولين في البلدين، أعرب جلالة الملك عن سعادته بزيارة كندا ولقائه رئيس الوزراء، مؤكدا حرص الأردن على النهوض بمستويات التعاون والتنسيق بين البلدين في شتى الميادين.

وقال جلالته "أشكركم باسم شعبنا على ما تفعلونه ليس فقط لدعم اللاجئين في بلدنا، بل أيضاً على ما تبذلونه من جهود من أجل المنطقة".

من جهته، رحب رئيس الوزراء الكندي بزيارة جلالة الملك إلى كندا، مؤكدا عمق علاقات الصداقة بين البلدين. 

وقال ترودو إن الأردن وكندا يجمعهما علاقات صداقة وثيقة، وروابط بين الشعبين، واهتمامات مشتركة بإحداث التأثير الإيجابي في العالم، والعمل بشكل إيجابي وبناء في الشرق الأوسط وحول العالم.

وأضاف "يسعدني أن نناقش كيفية تعميق صداقتنا وعلاقاتنا، وعلاقتنا الاقتصادية، واستمرارنا في العمل يداً بيد في المجال الأمني وفيما يتعلق باللاجئين، والمسائل الدولية التي تهم الجميع".

وعقب المباحثات الموسعة، عقد جلالة الملك ورئيس الوزراء الكندي مؤتمرا صحفيا، أعرب جلالته، خلاله، عن سعادته بزيارة كندا، واعتزازه بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين الأردن وكندا.

وقال جلالته في تصريحات أمام الصحفيين" رئيس الوزراء ترودو، أشكرك على حفاوة الاستقبال، ويسعدني أن أزور كندا مرة أخرى اليوم، ويسعدني أيضاً أن أزور كندا في الوقت الذي تحتفلون به بذكرى مرور 150 عاماً على تأسيسها. وأتمنى لكم مزيداً من الازدهار في السنوات القادمة. واسمحوا لي هنا أن أتمنى لبلادكم الجميلة أن تتمكن قريباً من إطفاء حرائق الغابات غير المسبوقة في مقاطعة كولومبيا البريطانية".

وعن المحادثات التي عقدها جلالته مع رئيس الوزراء الكندي، قال جلالته " لقد أنهينا للتو اجتماعات بناءة، وأتطلع قدماً لرؤية العلاقات بين بلدينا تزداد قوة ونحن نعزز تعاوننا".

وأضاف جلالته "أود أن أغتنم هذه الفرصة لشكرك، دولة الرئيس، وشكر حكومتك على المساعدات التي تستمرون في تقديمها للأردن، وآخرها الحزمة التي تم إعلانها اليوم"، مضيفا جلالته "نحن حريصون على تطوير شراكتنا الاستراتيجية على مختلف المستويات، وأدعو ممثلي القطاع الخاص في كلا البلدين إلى تعظيم الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة بين الأردن وكندا، وهي أول اتفاقية من هذا النوع بين كندا ودولة عربية".

وقال جلالته "يشمل تعاوننا مجالات عدة، مثل: بناء القدرات في قطاع التعليم، ودعم القدرات الدفاعية وأمن الحدود، وحتى في الإنتاج المرئي والمسموع المشترك"، مضيفا جلالته "لكن ما تزال هناك العديد من الفرص. فنحن نتطلع إلى التوسع في تعاوننا في مجالات واعدة مثل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة، والتعليم التقني، بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات المباشرة".

وأضاف جلالته "تتقارب وجهات نظر الأردن وكندا حول العديد من القضايا الدولية. فقد أجرينا مباحثات مهمة على مدار اليوم، فنحن ملتزمون بتقديم الدعم والمساعدة للاجئين ومهام حفظ السلام الدولي".

وقال جلالته "لقد رحبت كندا باللاجئين السوريين، ونتمنى أن تستمر بتبني هذه السياسة الإنسانية وباحتضان السوريين القادمين من الأردن ودول أخرى في المنطقة، كما تستمر كندا بدعم الدول المستضيفة للاجئين مثل الأردن بالقول والفعل، ونحن نقدر ذلك".

وأضاف جلالته "كلانا يؤمن بقيم التسامح والحوار وأهمية محاربة الفكر المتطرف وخطاب الكراهية، لا يمكن لنا أن ننتصر في الحرب على الإرهاب والتطرف اللذين يهددان عالمنا إلا من خلال نهج شمولي يتعدى المجالات العسكرية والأمنية ليتضمن أيضاً الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والفكرية".

وعن عملية السلام، قال جلالته" سيؤدي إحلال السلام في الشرق الأوسط من خلال حل القضية الفلسطينية، القضية المركزية في المنطقة، إلى إيجاد الأرضية المطلوبة لحل الصراعات الأخرى، وسيضع حداً لاستغلال المتطرفين هذه القضية لصالحهم".

وأضاف جلالته "إن الأردن وكندا يؤكدان على أهمية إعادة إطلاق محادثات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل".

وبالنسبة للأزمة السورية، قال جلالته "نأمل أن يتم تطبيق تجربة وقف إطلاق النار في جنوب سوريا في مناطق أخرى، تمهيداً لحل سياسي يلبي تطلعات الشعب السوري، ويضمن وحدة الأراضي السورية، ويحقن دماء السوريين".

وفي ختام تصريحاته، أعرب جلالته عن تطلع الأردن لمزيد من التعاون مع كندا في مساعيه نحو السلام في المنطقة والعالم، وقال "على المستوى الشخصي، دولة رئيس الوزراء (ترودو)، أود مرة أخرى، أن أشكركم وحكومة كندا وشعبها، على ما تقدمونه من دعم للأردن والإقليم والعالم. إنكم تمثلون نموذجا آمل أن تقتدي به الدول الأخرى. وأتطلع قدماً لاستضافتك في الأردن قريباً للاستمرار في البناء على علاقتنا الإيجابية".

وردا على سؤال حول جهود محاربة الإرهاب في ظل التقدم الذي تم تحقيقه على الأرض ضد عصابة داعش الإرهابية، قال جلالة الملك "كما ذكرت، لقد كان هناك تقدم على الأرض في العراق وفي سوريا، ولكننا جميعاً نعي أن التحديات ليست محصورة في هاتين الدولتين، وهو ما يتطلب أن ننظر إلى ذلك، كما ذكرت وذكر رئيس الوزراء، من المنظور العالمي لهذا التحدي".

وأضاف جلالته "وهذا مثال رائع لدولتين تنظران إلى هذا الأمر من منظور عالمي، فلدينا تحديات في ليبيا، بوكو حرام، تنظيم الشباب، وفي أماكن أخرى في العالم، ونحن جميعاً نتحدث لبعضنا البعض لنستبق خطوات هذه الجماعات. والعلاقة بين الأردن وكندا وثيقة إلى درجة أننا نستطيع إجراء هذا الحوار فيما بيننا، وأيضاً مع العديد من شركائنا في التحالف (لمحاربة الإرهاب) حول العالم، لنؤكد أن هذه حرب عالمية، وهي بعيدة المدى وستستغرق وقتا".

وقال جلالته "نأمل أن يكون النهج العسكري هو المطلوب على المدى القصير، ولكن الجانب الفكري سيستغرق وقتاً أطول بكثير، لذا فإن القدرة على التعامل بشفافية مع بعضنا البعض والنظر إلى هذا الأمر من منظور عالمي، باعتقادي، هو أفضل أسلوب يمكن أن نطبقه".

بدوره، أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو تقدير بلاده للدور الذي يلعبه الأردن من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وحرص كندا على دعم المملكة وتقوية التعاون معها في مختلف المجالات. 

وقال رئيس الوزراء الكندي "يسعدني أن أستضيف جلالة الملك عبدالله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية هنا في أوتاوا هذا اليوم". 

وأضاف "على مدار يوم أمس واليوم، أجريت وجلالته محادثات ممتازة حول الالتزام المشترك لكندا والأردن تجاه الأمن والاستقرار الإقليميين، وحقوق الإنسان، وشرق أوسط أكثر ازدهاراً". 

وأكد رئيس الوزراء الكندي "أن الأردن وكندا يجمعهما علاقة طويلة وإيجابية لسنوات عديدة. حيث يوجد لدينا تبادل تجاري في مجال الغزل والنسيج والمحاصيل الزراعية والآليات، بل وغدت شراكتنا أقوى بعد تفعيل اتفاقية التجارة الحرة بين الأردن وكندا". 

وأضاف "على مدار اليومين الماضيين، أمضينا بعض الوقت في الحديث عن التجارة والتنمية وحقوق المرأة، وفي ذات الوقت، تطرقنا إلى قيمنا المشتركة في مجال محاربة الإرهاب العالمي ودعم اللاجئين. واليوم، اتخذنا خطوات ملموسة لزيادة الدعم الذي نقدّمه للمملكة الأردنية الهاشمية التي تواصل لعب دور محوري في الشرق الأوسط".

وقال "أودّ أن أسلط الضوء على بضعة أمور اتفقنا عليها: وهي نقدر للأردن قيامه بعمل استثنائي في استقبال اللاجئين السوريين ومساعدتهم. ونحن نعلم أنه من أجل تقديم المساعدة اللائقة للذين هربوا من الاضطهاد، يجب أن نبذل جهوداً متواصلة. لهذا، تعمل كندا بالشراكة مع البنك الدولي والحكومة الأردنية لزيادة عدد المشاريع التي تدعم البلديات وتحسين قدرة المجتمعات على تجاوز الصعوبات. وتتيح هذه الشراكة تطوير مشاريع البنى التحتية وتحسين الخدمات التي تقدمها البلديات للمجتمعات المستضيفة لعدد كبير من اللاجئين. وفي إطار هذه المشاريع، يمكننا مثلاً إصلاح الطرق وإعادة تأهيل بعض المرافق. وستكون احتياجات واهتمامات المجتمع المحلي، بما في ذلك احتياجات النساء، هي التي ستحدد اختيارنا للمشاريع". 

وتابع قائلا "سنزيد مساهمتنا المخصصة لآلية التمويل الميسر العالمية، حيث توفر هذه الهيئة تمويلاً للخدمات العامة التي تبني المَنَعة وتعزّز النمو الاقتصادي لدى المجتمعات المحلية الأردنية. ومن خلال دعم هذه المشاريع، فإننا نحسّن المُخرجات ونوجد فرصاً جديدة للتعليم ونوفر فرص عمل على الأرض، الأمر الذي يفضي إلى مساعدة اللاجئين والمواطنين على حدٍ سواء في ردّ الجميل لمجتمعاتهم المحلية".

وأكد "نحن ملتزمون بالعمل مع الأمم المتحدة لتحسين القدرة على إدارة النفايات في الأكيدر، الذي يعتبر ثاني أكبر مكب للنفايات في الأردن. ويهدف هذا المشروع، من بين أمور أخرى، إلى إنشاء مركز لإعادة الاستخدام والتدوير، والذي ستقوم بتشغيله نساء من المجتمع المحلي". 

وأضاف "أن كندا تُساهم أيضاً بمبلغ 5.5 مليون دولار لمبادرة الشرق الأوسط لصوت المرأة وقيادتها، حيث يدعم هذا المشروع المنظمات الشعبية التي تمكّن المرأة من محاربة التمييز ومناصرة المساواة في النوع الاجتماعي (الجندر). وتفخر كندا بدعم المملكة الأردنية الهاشمية في العمل الجدير بالثناء الذي تقوم به نيابة عن المجتمع الدولي بأسره". 

وقال "نشعر بفخر كبير لدعم مشاريع تخدم اللاجئين السوريين والمواطنين الأردنيين، وفي الوقت نفسه تعزّز تمكين النساء والفتيات"، مشيرا إلى أن الجهود المبذولة تأتي هذا اليوم منسجمة بشكل تام مع سياسة المساعدة الدولية النسوية للتنمية الدولية التي تنتهجها حكومتنا، لأنه حينما يتم دعم النساء، فإن هذا يؤدي إلى عالم ينعم بالاستقرار والسلام والازدهار لنا جميعاً".

واختتم رئيس الوزراء الكندي تصريحاته بالتعبير عن سعادته باستضافة جلالة الملك والوفد المرافق له في أوتاوا، وقال "نتطلع إلى مواصلة شراكتنا القوية مع الأردن في السنوات القادمة ومواصلة دعم الأردن في قيادته الاستثنائية سواء في المنطقة وعلى الساحة الدولية". 

وردا على سؤال حول آفاق التعاون الاقتصادي بين الأردن وكندا، قال رئيس الوزراء ترودو "أعتقد أن هناك فرصاً كبيرة لتعميق العلاقات والفرص للأردنيين والكنديين. فممثلو قطاع الأعمال في بلدينا يبحثون دائماً عن الفرص الاستثمارية. ولدى الأردن إمكانيات كبيرة ليصبح نقطة مركزية في الشرق الأوسط وامتداداً حتى شرق أفريقيا، وهناك العديد من الفرص الواعدة التي أعلم أنها ستثير اهتمام مواطنينا، وعاملينا، وشركاتنا". 

وأضاف "أن الروابط والعلاقات والصداقة بين الأردن وكندا عميقة ومفيدة جداً، ليس لدولتينا فحسب، بل لمنطقتينا. لسنا أكبر بلدان في منطقتينا من حيث الحجم أو عدد السكان، ولكننا نتشارك في الكثير من القيم ووجهات النظر، وبالتالي فإن قدرتنا على العمل معاً وعلى التقريب بين شركائنا لإيجاد حلول للعديد من التحديات، سواء الاقتصادية أو الأمنية منها، أو ما يتعلق بالفرص للشباب وللمرأة كبيرة، ونتطلع قدماً للعمل على هذه الأمور المهمة، والحوارات التي أجريناها خلال اليومين الماضيين كانت مميزة جداً، وأتطلع للبناء عليها لتحقيق الفائدة لمواطني بلدينا في الأشهر والسنوات القادمة".

وحضر المباحثات رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ووزير الصناعة والتجارة والتموين، ووزير الدولة لشؤون الاستثمار، والسفيرة الأردنية في كندا، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين الكنديين، والسفير الكندي لدى الأردن. 

ولدى وصول جلالة الملك إلى مقر البرلمان الكندي، كان في استقباله رئيس الوزراء جاستن ترودو وعدد من كبار المسؤولين.

 ودون جلالته كلمة في سجل كبار الزوار في البرلمان الكندي.