

الملك يدشن مشروعات ريادية في العقبة
07 تشرين الأول 2010
دشن جلالة الملك عبدﷲ الثاني في العقبة اليوم الخميس عددا من المشروعات الاقتصادية والتعليمية والخدمية الريادية التي تعزز مكانة العقبة كمنطقة جاذبة للاستثمار. فقد أطلق جلالته مشروع توسعة ميناء حاويات العقبة وزار معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية وافتتح مركز العقبة الشامل للتربية الخاصة. ويستهدف مشروع توسعة ميناء حاويات العقبة زيادة طول الرصيف الحالي بواقع 460 مترا إضافيا ليصبح حوالي واحد كيلو متر بتكلفة تصل الى 235 مليون دولار، ورفع القدرة الاستيعابية السنوية للميناء إلى 6ر1 مليون حاوية واستقبال 5 بواخر حاويات في وقت واحد. كما دشن جلالة الملك رافعتين جسريتين أدخلتهما شركة ميناء حاويات العقبة للخدمة حديثا بتكلفة 18 مليون دولار لرفع كفاءة وقدرة الميناء على استيعاب نمو الطلب المتزايد على خدمات ميناء الحاويات. وتهدف الشركة من توسعة ميناء الحاويات التي تنتهي اعمالها مطلع عام 2013 ، الى تطوير اكبر مرفق اقتصادي مينائي حيوي للمملكة وتعزيز استقطاب العديد من الخطوط الملاحية العالمية للموانئ الأردنية ما يؤدي الى رفع الطاقة الاستيعابية لاستقبال ومناولة بضائع المملكة وزيادة كفاءة التشغيل وتعزيز قدرات ميناء الحاويات. كما تهدف الى الوصول بميناء الحاويات الى مراتب الجيل الخامس من الموانئ المطورة عالميا ورفع سوية أنشطة القيمة المضافة واستقطاب مستثمرين ومشغلين جدد في الأنشطة البحرية المرافقة. وتتوقع شركة ميناء الحاويات ان يدعم مشروع التوسعة الجدوى الاقتصادية لمشروع تطوير السكك الحديدية في المملكة من خلال نقل الأعداد المتزايدة للحاويات بواسطة السكك محليا وإقليميا بدءا من عام 2015 . وتمثل شركة ميناء حاويات العقبة نموذجا للشراكة بين القطاعين العام والخاص ممثلة بشركة تطوير العقبة، الذراع الاستثماري لمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، و "اي بي ام تي" لمحطات الحاويات الدولية.
وكانت شركة ميناء حاويات العقبة قد أنشئت برأسمال 60 مليون دينار ساهمت فيها نقدا شركة تطوير العقبة بحوالي 30 مليون دينار بنسبة 50 بالمئة ناقص سهم واحد. وتنوي الشركة بعد الانتهاء من توسعة رصيف ميناء الحاويات في عام 2013 بطول 460 مترا باتجاه الجنوب ان تبدأ بتوسعته بطول 200 متر باتجاه الشمال في بداية العام 2016. وأسهمت شركة ميناء الحاويات في إنهاء أزمة الازدحام التي شهدها ميناء العقبة خلال العامين 2003 و2004 وتمكنت من زيادة طاقة المناولة والتشغيل والكفاءة في ميناء الحاويات. وحضر حفل تدشين مشروع التوسعة لميناء الحاويات رئيس الوزراء سمير الرفاعي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك ايمن الصفدي ورئيس مجلس المفوضين في سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس محمد صقر ومحافظ العقبة الدكتور زيد زريقات ومدير عام مؤسسة الموانئ عواد المعايطة وعدد من المسؤولين في محافظة العقبة. واكد الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة ورئيس مجلس إدارة شركة ميناء حاويات العقبة محمد الترك أهمية تطوير البنية التحتية والتكنولوجية المستخدمة حاليا في الميناء في نقل الميناء الى مصاف الموانئ العالمية. وقال الترك في مقابلة مع وكالة الانباء الاردنية (بترا) ان مشروع توسعة ميناء الحاويات هو من ثمار رؤية جلالة الملك لتكون العقبة مركزا للخدمات اللوجستية "فميناء الحاويات من أهم المشروعات الاقتصادية في منطقة العقبة". وبين ان شركة التطوير وقعت اتفاقية مع شركة (أي بي ام تي) في عام 2006 لمدة 25 عاما ضمن إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتمويل إعادة الهيكلة وتأهيل الميناء وإدخال معدات جديدة وأنظمة تشغيل متطورة "ونرى حاليا تطورا ونقلة نوعية في مستوى الخدمات اللوجستية". وأشار إلى ان مشروع التوسعة الذي سيضاعف طول الرصيف يعمل على رفع القدرة الاستيعابية لميناء الحاويات من 800 ألف حاوية إلى 6ر1 مليون حاوية سنويا. بدوره قال مدير العمليات التنفيذي في شركة ميناء الحاويات ماركو نيلسين لـ(بترا) ان الرافعتين الحديثتين التي أدخلتهما الشركة أخيرا إلى الميناء وفرت الإمكانيات للتعامل مع اكبر الحاويات حجما في العالم. وأكد ان الرافعتين الجسريتين عملتا على زيادة كفاءة ميناء الحاويات في سرعة عمليات المناولة وتقليل التكلفة على الشركات من خلال اختصار الوقت في سلسلة التزويد بأكملها. وقال نيلسين "أصبح بإمكان شركات النقل البحري التوجه مباشرة إلى العقبة والاستغناء عن خدمات موانئ أخرى في المنطقة لنقل البضائع مباشرة للسوق المحلية وأسواق المنطقة". وأشار إلى ان الشركة تمكنت أخيرا من تقليل فترة انتظار البواخر للتفريغ بميناء الحاويات من 7 إلى 10 أيام في سنوات الأزمة عامي 2003 و2004 إلى اقل من 24 ساعة في الوقت الحالي. وقال الرئيس التنفيذي لاي بي ام تي لمحطات الحاويات الدولية في إفريقيا والشرق الأوسط والهند شارلز منخورست ان الشركة تعمل بشكل مستمر على تطوير وتحسين الموانئ ضمن شبكتها من خلال تنفيذ استراتيجيات من شأنها رفع مستوى الإنتاجية ومراعاة أن تكون عملياتها صديقة للبيئة.
واطلع جلالة الملك خلال زيارته معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية في العقبة اليوم على مرافق المعهد وزار صفا عمليا للتدريب على تطبيقات التصوير والإضاءة والصوت والإخراج والتمثيل. كما زار جلالته قسم المونتاج واطلع على أعمال الطلبة ومشروعاتهم الدراسية في العامين الأول والثاني لانطلاق عمليات التدريس في المعهد التي بدأت عام 2008. وشاهد جلالته وأعضاء الهيئة التدريسية في المعهد فيلما يحتوي على مقاطع لمشروعات وأعمال الطلاب التي أنتجوها خلال فترة الدراسة. وكان المعهد بدأ برنامجه الدراسي في أيلول من عام 2008 بالتعاون بين الهيئة الملكية الأردنية للأفلام وكلية الفنون السينمائية في جامعة جنوب كاليفورنيا. ويمنح المعهد الذي خرج الفوج الاول في العام الماضي درجة الماجستير في الفنون السينمائية من خلال برنامج تخصصي متكامل على مدار عامين، حيث تم تجهيز البنية التحتية التقنية للمعهد من معدات ومختبرات إنتاجية بإشراف مباشر من كلية الفنون السينمائية في جامعة جنوب كاليفورنيا وبالتنسيق المتكامل مع شركة ساندهيل ميديا العالمية. ويدرس حاليا في المعهد 46 طالبا وطالبة من الاردن وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن والكويت ومصر والعراق. وقال نائب رئيس مجلس ادارة معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية سامر المعشر ان المعهد يعد جامعة تعليمية مميزة على المستوى العالمي وهو احدى مبادرات الهيئة الملكية للافلام التي تأسست عام 2003 بهدف زيادة القدرات وبناء صناعة رائدة للافلام في الوطن العربي انطلاقا من الاردن. واكد انه يعمل في المعهد افضل الخبراء من منتجي الافلام في العالم الذين ينقلون خبرتهم المميزة الى طلبة المعهد. واشار الى ان أهمية المعهد تتمثل في اعادة هيكلة نظام السينما في منطقة الشرق الاوسط عبر استخدام التكنولوجيا الرقمية في الانتاج. وافتتح جلالة الملك في العقبة اليوم مركز العقبة الشامل للتربية الخاصة الذي يقدم خدماته لرعاية وتأهيل حالات الإعاقات من مختلف الفئات العمرية في محافظة العقبة. وتجول جلالته في أقسام المركز واطلع على نوعية الخدمات التي تقدم لمختلف الحالات. ويقدم المركز خدمات التشخيص الطبي لفئات الإعاقة كافة والتأهيل المجتمعي والتربية الخاصة والتدخل المبكر والعلاج الطبيعي المائي والكهربائي ومختبر حاسوب وإرشاد اسري وعلاج النطق وقسم الإرشاد وتعديل السلوك عند ذوي الإعاقة وتعليمهم المهارات الاجتماعية اليومية. ويضم المركز عيادات طبية مزودة بكافة وأحدث الأجهزة الطبية للبصر والسمع وطب الأطفال والتمارين العلاجية فيما يقوم على تشخيص الحالات أطباء وفنيين من وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية. وحضر افتتاح المركز رئيس الوزراء سمير الرفاعي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك ايمن الصفدي والمستشار في الديوان الملكي الهاشمي رئيس لجنة متابعة تنفيذ المبادرات الملكية يوسف العيسوي وأمين عام وزارة التنمية الاجتماعية محمود الخصاونة. وقال مدير مركز العقبة الشامل للتربية الخاصة مطلق الزوايدة ان المركز جاء تلبية لاحتياجات أبناء محافظة العقبة التي تلمسها جلالة الملك في زيارة سابقة للمدينة لتوفير مركز لرعاية أبنائها من ذوي الاحتياجات الخاصة. وأضاف ان المركز بدأ أعماله منتصف العام الحالي وقدم خدمات لــ 450 حالة من أبناء المحافظة تمثلت في العلاج والتدريب والتعليم حيث يضم المركز كادرا طبيا وفنيا مختصا في مجال العلاج الطبيعي والنطق. وأكد ان المركز يقوم بالترويج للخدمات التي يقدمها من خلال زيارة العائلات في مدينة العقبة ومناطق الديسي ووادي عربة والقويرة ليتسنى لجميع الحالات من أبناء المحافظة الاستفادة من خدمات المركز وتحقيق اهدافه الذي جاء تنفيذه بمكرمة ملكية سامية لأبناء العقبة. وقالت نسرين الضمور والدة الطفل محمد أبو معيتق "نشكر جلالة الملك عبدﷲ على مبادرته السامية بإنشاء مركز العقبة الشامل للتربية الخاصة الذي وفر علينا عناء السفر الى عمان واربد للعلاج في المراكز المتقدمة هناك". وأضافت ان المركز وفر للأطفال خدمات متقدمة تشمل العلاج الوظيفي والفيزيائي والنطق والسمع الى جانب خدمات التشخيص المبكر للحالات.