مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي.)

١٤ تشرين ثاني ٢٠١١

بي. بي. سي.: فلنبدأ بسوريا، فقد أوقفت المبادرة، وقد طلبت سوريا اجتماع قمة طارئ، ماذا تقول للرئيس الأسد؟

جلالة الملك: لقد تحدثت إليه مرتين مطلع العام لأعبر عن شعوري بالإحباط والقلق، سعيا مني للتواصل، وليس على أساس أننا في الأردن لدينا الحل الأمثل للإنفتاح عبر الحوار الوطني. لم نر أي وفيات في شوارعنا، ولكنها كانت محاولة للمساعدة فقط. وقد أرسلت رئيس الديوان الملكي في نهاية الربيع لمقابلته (الرئيس الأسد) لنرى إذا كان من الممكن أن نعمل سويا للتخفيف من حدة العنف في سوريا، وبات من الواضح لي أنهم غير مهتمين بالحوار مع الأردن والعديد من الدول الأخرى أيضا، لسوء الحظ.

بي. بي. سي.: آخر مرة تحدثت إليه كانت في الربيع، كما فهمت؟

جلالة الملك: لا، لقد تحدثت إليه مرتين في الربيع، وأوفدت إليه رئيس الديوان الملكي لمقابلته أيضاً، ولنرى إذا كان بالإمكان أن نطلعهم على ما نقوم به في الأردن، إلى حد ما، للمساعدة في الوصول إلى مختلف القطاعات.

بي. بي. سي.: لقد مضى عدة شهور، ثمانية شهور من العنف. وتقارير الأمم المتحدة تشير إلى وفاة 3500 شخص على الأقل في سوريا. هل تعتقد أن الرئيس الأسد فقد شرعيته؟

جلالة الملك: أعتقد أن قرار الجامعة العربية الذي إتخذ ضمن أغلبية كبيرة يشير إلى أننا قلقون جداً على مستقبل سوريا، والأسلوب الذي تتحرك ضمنه القيادة هناك. السؤال الذي يطرح نفسه أمامنا جميعا: هل سنرى إختلافا كبيرا؟ أنا لا أعتقد أن النظام في سوريا سيسمح بمثل هذا التغيير. ومن المستحيل في الوقت الراهن لأي شخص أن يتنبأ بما ستؤول إليه الأحوال في سوريا. ومع ذلك، فأنا أعتقد شخصيا، وعلى الأقل على المدى القصير، أننا سنرى استمرارا لما نراه اليوم.

بي. بي. سي.: هل تعتقد أن على الرئيس الأسد أن يتنحى جانبا؟

جلالة الملك: هذا في الواقع يعود للنظام السوري. كما تعلمين، من خلال نقاشاتي مع الرئيس بشار عرفته جيدا إلى حدا ما. وأنا أعتقد حقيقة بأن لديه نية الإصلاح في داخله. إن رؤيته التي ينشدها لسوريا، وكما سمعت منه في كل المناسبات التي جمعتني به، كانت مشجعة للغاية. لذا أعتقد أن التحدي هو: إلى أي مدى سيسمح النظام بالإصلاح. إذا، وعودة إلى سؤالك، فحتى لو لم يكن بشار ضمن المشهد، وجاء النظام بشخص آخر، فهل هذا الشخص يعي أن العالم قد تغيّر؟ أشك في ذلك.

بي. بي. سي.: السؤال الذي يطرحه العالم: هل بشار ممسك بزمام الأمور في سوريا؟ وهل يأمر جيشه بالنزول إلى الشارع وإطلاق الرصاص على شعبه؟ أنت قلت أن لديه نية للإصلاح؟ هل مازالت هذه النية موجودة لديه؟

جلالة الملك: إذا كنت على إطلاع على السياسة السورية، فإنه في الواجهة. وصورة سوريا مرتبطة بصورة الرئيس بشار. وفي ضوء ذلك، فإن أخيه وزوج شقيقته يلعبان دورا نشيطا على الصعيد العسكري. وفي النهاية، ومثل كافة القادة في الشرق الأوسط، نحن جميعا نمسك بزمام الأمور وعلينا أن نتحمل مسؤولية ما يحدث في بلادنا...ولكنني أعتقد أنه ليس الشخص الوحيد الذي يتحكم بالأمور. فهي تدار من قبل فريق. ومجددا، هناك نظام، ولديه توقعات تجاه أي شخص يتولى القيادة.

بي. بي. سي.: ولكن الرئيس الأسد هو في موقع القيادة؟.

جلالة الملك: كرئيس للدولة، أجل.

بي. بي. سي.: هل ينبغي عليه أن يترك دفة القيادة، إذا كانت العربة سائرة في الاتجاه الخاطئ؟ إن الجامعة العربية قد توصلت إلى أنه لا أمل من الرئيس الأسد، وقد تم حثه على أن يصلح، وقالوا إنه لم يف بوعوده، وقالوا إن الحل بيده هو، فإذا لم يكن الحل بيده، فعليه أن يفسح المجال.

جلالة الملك: أعتقد أنه إذا لم يقبل بالقرارات أو المطالبات التي وردت في قرار الجامعة العربية في السادس عشر من الشهر الجاري، أي خلال يومين، فمن الأكيد أن لدينا مشكلة. وأود أن أشير أن تغيير الرئيس بشار، ربما، لن يحل المشكلة، بسبب النظام القائم حالياً. وحتى لو ذهب الرئيس، فهل الشخص الذي يحل مكانه يعي هذا الواقع. أتفق تماما مع ما أشرت إليه. ونحن كلنا منزعجون مما يحدث في سوريا، ولكن أعتقد أننا سنخدع أنفسنا إذا فكرنا أن الأمور ستتغير بشكل جذري إذا تم تغيير فرد واحد. إن المشكلة أعمق من ذلك بكثير، وهي تتمثل في النظام. النظام السياسي القائم في سوريا.

بي. بي. سي.: لقد قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، جيفيري فيلتمان، للجنة في مجلس الشيوخ الأميركي إن معظم القادة العرب الذين تحدث إليهم قالوا له حرفيا، وهنا أقتبس "إن أيام الأسد معدودة". هل ستكون من بين هؤلاء القادة العرب؟

جلالة الملك: عندما يطال العنف شعبك فإن الأمور لن تنتهي على خير. ولكن أكرر ثانية أنه من قبيل المستحيل لأي منا أن يتنبأ بما سيحدث خلال 6 أسابيع أو 6 أشهر أو 6 سنوات.

بي. بي. سي.: إذا، أنت لا تعرف؟

جلالة الملك: لو أن أي شخص علم بذلك فإنه سيكون شخصا ذكيا جداً. ما سيحدث، وما علينا متابعته هو في حال أن تم عزل سوريا، أعتقد أننا سنستمر في رؤية ما يجري حاليا بدون أي تغيير. على أية حال، هناك قوى أخرى تلعب دوراً. فما زالت مبادرة السلام العربية قائمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهناك الربيع العربي بوجه عام، وبرزت مؤخراً ضجة تجاه إيران بسبب الملف النووي. كما أن الأتراك يتبعون موقفا أكثر حزماً في الشمال. أيضاً ما قد تؤول إليه الأمور في لبنان. إذا، من المعروف أن الشرق الأوسط كالفسيفساء، وأن المشكلة التي تشكل تحديا رئيسيا لقادة الشرق الأوسط هي: إذا كان هناك مرحلة ما بعد بشار، فما هو طبيعتها. أعتقد أن الكثيرين يساورهم القلق، فالمجهول يثير المخاوف أكثر من المعلوم.

بي. بي. سي.: لقد وصف السوريون قرار الجامعة العربية بأنه غير قانوني، ويريدون من القادة العرب الاجتماع. هل هناك فائدة من الاستمرار في الحديث مع الرئيس الأسد؟ هل سيعطيه القادة العرب فرصة أخرى؟

جلالة الملك: أتوقع أنه إذا لم يطرأ أي تحسن على الأوضاع حتى تاريخ 16 الجاري فإن الجامعة العربية لن تعقد أي اجتماع. إن وزراء الخارجية العرب يجتمعون منذ عدة أشهر، والأمين العام للجامعة زار دمشق مرتين، كما زار دمشق مؤخرا فريق وزاري من وزراء الخارجية العرب، واجتمعوا بتاريخ 2 تشرين الثاني الجاري، وقد بدا أن السوريين قد قبلوا المبادرة العربية والتقى الوزراء مرة أخرى يوم السبت الماضي لأنهم أدركوا أن السوريين لم يحرزوا تقدماً، ولذا تم وضع جدول زمني. ونحن بانتظار تغير إيجابي حتى تاريخ السادس عشر الجاري، بعد غد، بالرغم من أنني لا أرى أن ذلك سيحدث خلال الـ 24 ساعة القادمة.

بي. بي. سي.: ما هي الخطوة القادمة. لقد قامت الجامعة العربية بدعوة قوى المعارضة لزيارة القاهرة هذا الأسبوع، هل سيكون الأردن جزءا من هذه الجهود الرامية للتحدث إلى قوى المعارضة السورية؟

جلالة الملك: إذا جاءت الاجتماعات على مستوى الوزراء العرب فإن وزير خارجيتنا سيكون هناك. نعم نحن جزء من الغالبية الساحقة التي صوتت للعقوبات ضد سوريا، لذا فسنكون حاضرين. ما يقلقني هو أننا في الأردن، وسوريا هي جارتنا في الشمال، سنواجه تحديا إنسانيا، فلدينا لاجئين يفدون على حدودنا بالآلاف، ليست أعدادا كبيرة وبالحجم الذي ترينه في تركيا، لذا علينا أن نتأكّد أن الأردن في موقف يمكنه من المساعدة مهما جرى للشعب السوري، خاصة أنهم ينتقلون بين الحدود.

بي. بي. سي.: هل عرضتم على الرئيس الأسد اللجوء؟ هل كانت الأردن من بين الدول؟

جلالة الملك: إطلاقا، وأنا لا أتلقى أي اتصالات من طرف الرئيس السوري بشار أو حكومته، منذ أن توقف الاتصال بيننا في أواخر الربيع.

بي. بي. سي.: يقول الأميركيون أن بعض الدول العربية عرضت عليه ذلك، هل يشكل هذا مخرجا له، وهل تظن أن عليه أن يطلب اللجوء إلى مكان ما؟

جلالة الملك: مجددا، وعودة إلى الموضوع الرئيسي، وهو إذا كان ذلك يمثل حلا للرئيس بشار، ولكن المشكلة القائمة على المدى الطويل: من سيخلف الرئيس بشار.

بي. بي. سي.: ولكن كما تعلم، في هذه الدول، التي تحكم من قبل قادة، وهؤلاء القادة يمثلون النظام، وعليه، فإنه إذا كان عليه أن يرحل، فهل يمثل ذلك طيا لصفحة الماضي؟ وهذا سيكون بداية ذات مغزى.

جلالة الملك: مرة أخرى، عندما تنظرين إلى سوريا، ترين فسيفساء من مكونات الشعب السوري، ما يزيد الأمر تعقيدا. الوضع مختلف عن ليبيا حيث كان هناك نوع من التمرد، مع أن القذافي كان ينتمي لإحدى القبائل. ولكن إذا نظرت إلى بنية سوريا ستجدين الدروز، والأكراد، والسنة، والمسيحيين، والمسلمين، والعلويين. إنه نسيج أكثر تعقيداً، ونتيجة لذلك، فإن المجتمع الدولي ينتابه قلق في حال تداعت الأمور. لن يكون الوضع مشابها تماما لما حدث في ليبيا، وسيكون مشهدا أكثر تعقيدا مما جرى في العراق، آمل أن تكون الصورة قد اتضحت إليك؟

بي. بي. سي.: أجل. هل هذا اذا ما يجعلك أكثر حذرا كقائد وجار لسوريا في الإعلان بصراحة أن على الرئيس بشار التنحي، نظرا لأنك تخشى النتائج، وأن ينتهي الانهيار بالفوضى، وهذا ما يقوله بشار الأسد بالطبع أيضاً؟

جلالة الملك: كما قلت، فإن سوريا باعتقادي تمثل حالة منفردة، لسوء الحظ، سنشهد استمرارا للعنف في سوريا، إذا نظرت للأمور من زاوية النظام السوري، في ظل جميع ما يجري، فإن النظام يبدو في وضع مريح نوعا ما، وسوف يستمر النظام. إذا، وكما قلت، سنستمر في مشاهدة المزيد مما يجري في سوريا حاليا. أما بالنسبة لزعزعة الاستقرار في المنطقة، فيجب علينا أن نتذكر أن هناك قضيتين أخريتين في أذهان الناس، الأولى وهي القضية المركزية: قضية فلسطين، والتي لم تحظ بجدية هذا العام. ويمكن أن تأخذنا نحو صعوبة جمة في العام 2012. والقضية الثانية التي رأيناها تتطور خلال اليومين التاليين هي الملف النووي الإيراني. فعندما تتابعين مجريات الشرق الأوسط، يجب علينا النظر إلى الصورة الأشمل. سوريا تبقى قضية رئيسية، وجميعنا محبطون وقلقون، لكن يجب أن نتذكر أن هناك احتمالية لهاتين المفاجأتين أن تباغتنا في أي لحظة.

بي. بي. سي.: وأنت تعتقد أن هذا ما سيحدث فعلا؟ هناك قلق متزايد من أن ما يحدث في سوريا سيؤدي للفوضى في لبنان أو تركيا أو حتى في بلدكم الأردن؟ هل يشكل هذا سببا للقلق لكم؟

جلالة الملك: أعتقد أننا في الأردن بمعزل عما يجري في سوريا، باستثناء موضوع اللاجئين.

بي. بي. سي.: وتهريب الأسلحة كما سمعنا؟

جلالة الملك: لقد زدنا من الاحتياطات الأمنية على الحدود بشكل كبير، ومن المؤكد أنه ليس هناك أي شيء يدخل سوريا من الجانب الأردني. وبنفس الوقت، فإننا طالما حرصنا في الماضي على عدم دخول أي شيء إلى الأردن من سوريا. في ضوء ذلك، فإنك محقة في إشارتك إلى أنه لا يمكن التنبؤ بما سيحدث في لبنان، والدور الإيراني. هل لسوريا أطماع في لبنان؟ وماذا عن إسرائيل أيضاً؟ فيجب النظر إلى ما يقوم به الرئيس بشار بالإضافة إلى ما يقوم به لاعبون إقليميون آخرون في المنطقة أيضاً.

بي. بي. سي.: سننتقل إلى قضايا أخرى بعد لحظات.هل سيستقبل الأردن مزيدا من اللاجئين إذا استمر العنف، واستمر النزوح؟

جلالة الملك: يجب علينا ذلك. سنقدم كل الدعم الذي نستطيع توفيره لكل من ينزح عبر الحدود. تاريخيا، وفد إلى الأردن الكثير من اللاجئين، وهذا لا يعني أننا كنا مرتاحون ونحن نفعل ذلك، لكن يجب علينا أن نحتضنهم. حاليا هناك بضعة آلاف عبرت الحدود، ولدينا المقدرة على استقبال المزيد، لا قدّر الله. لكننا نأمل بأن لا يحصل ذلك.

تعرفين أنك تحاولين الحصول على إجابة من قبلي، وهذه هي المرة الأولى التي لا يكون لدى غالبية القادة أي إجابة واضحة حول سوريا.

إذا ما تنحى بشار عليه أن يتنحى بطريقة تتغير فيها طريقة تعامل النظام مع الشعب، فإذا قال أنه سيتنحى ويريد إجراء انتخابات جديدة والتواصل مع الشعب وإجراء حوار وطني، عندئذ سينجح ذلك، ولكن إذا كانت المسألة مجرد تغيير شخص واستبداله بشخص آخر فسيبقى الوضع على ما هو عليه.

بي. بي. سي.: أجل، كما فهمت، أنت كجار لسوريا، وكشخص تولى السلطة في أوقات متقاربة مع بشار الأسد. إنه سؤال صعب بالنسبة لك إذا لم تقرر بعد إذا ما كانت أفضل السبل لبشار هي أن يتنحى، وفي نفس الوقت هناك قادة تم الضغط عليهم. هناك من يقول إذا لم يتنحى سيتم إجباره على ذلك.

جلالة الملك: أعتقد أنني لو كنت في نفس الظروف لآثرت الانسحاب. ولكن، بعد التأكد من سيكون الخليفة، والذي سيكون لديه القابلية لإحداث التغيير في الوضع الراهن الذي أمامنا. مرة أخرى، لا أعتقد أن النظام يسمح بذلك. إذا، فإذا كان بشار حريصا على مصلحة بلاده، فعليه التفكير بالتنحي ولكن شريطة أن يوفر القدرة على التواصل وبداية مرحلة جديدة في الحياة السياسية السورية، وهذا هو السبيل الوحيد الذي أراه ممكنا. ولا أعتقد بأنه عندما يطرح الناس هكذا سؤال يفكرون إذا تم تغيير شخص بشخص آخر فسوف نستمر في مشاهدة المزيد مما نراه.

بي. بي. سي.: يبدو أن الجامعة العربية تريد أن تلعب دورا أكثر فاعليةً في الإعداد للمرحلة القادمة من خلال التحدث مع المعارضة وحماية المدنيين، هل ستكونون جزءا من هذه الجهود؟

جلالة الملك: إننا كجار يجب علينا أن نلعب هذا الدور وأن يكون لدينا تفكير واع ومنطقي والانفتاح عليهم إذا كانوا على استعداد للاستماع.

ومن الواضح أننا مستعدون للقيام بدورنا في هذا الاتجاه. فلن يكون الأمر سهلا، والناس يتطلعون إلى حل سحري، وهو ليس موجودا في الوقت الراهن. كما تعلمين، من خبرتك، خلال الأشهر القليلة الماضية، فلم يتوقع أحد ما جرى في ليبيا، وأتوقع أن يكون هناك تغيرات كبيرة وآنية على امتداد العالم العربي. وهذا ليس من قبيل القول بأن التغيرات على الوضع الراهن سوف تسير بسرعة في سوريا. فلو كان لدى الرئيس بشار النية الصادقة للتواصل معنا بهدف الخروج من الوضع الحالي في سوريا، لكان لدينا ما يمكن البناء عليه. ولكننا الآن بعيدين عن هذه المرحلة.

بي. بي. سي.: يبدو أنك أنت لا ترى قوى معارضة سورية يمكن أن تأخذ مكانها على الساحة، هل يقلقك الأمر؟

جلالة الملك: إذا كان بإمكان المعارضة السورية، ونظرا للوضع الراهن، أن تتجمع في الخارج، فأعتقد أن قوى المعارضة في الداخل لن تتمكن بسهولة من رفع رأسها، لأنه سيتم قمعها بسرعة كبيرة، وهذا جزء من التحديات التي تواجهها. فقوى المعارضة السورية تجتمع اليوم خارج البلاد، وفي نفس الوقت نحن لا نرى معارضة منسجمة داخل سوريا تجمع الناس من حولها، ببساطة، لأن النظام يتخذ إجراءات ضدهم، ونحن أيضاً يجب أن نكون حذرين فيما يتعلق بالأطراف التي نحاورها في الخارج، إذا ما كنت ترين هذا منطقيا، وهو موضوع في غاية التعقيد.

بي. بي. سي.: عندما تنظر إلى الـ 12 عاما الماضية، فأنت توليت سلطاتك عام 1999 خلفا لوالدك جلالة الملك الحسين. بشار الأسد تولى السلطة خلفا لوالده حافظ الأسد، وكان هناك حديث دائم عن جيل جديد من القادة، وأنت حاولت أن تطور علاقتك معه، أما الآن فأنظر إلى مدى اختلاف الأمور. هل يفاجئك أو يصدمك ذلك؟

جلالة الملك: أعتقد أن ما يصدمني هو واقع العالم العربي اليوم. ولكن عندما نتحدث عن الربيع العربي، وننظر إلى الوراء خلال عام، أو 5، أو 10 أعوام من الآن، فإن كل دولة عربية سوف تكتشف أن الربيع العربي شكل منعطفا حاسما وإيجابياً للعرب. عندها سننظر إلى الماضي ونقول أن الربيع العربي كان إيجابيا، فكل دولة سيكون لها إيقاعها الخاص، مع أقل قدر ممكن من الدماء، والشقاء، والدموع. ونحن في الأردن، ماضون من الربيع العربي نحو الصيف العربي، وشحذنا الهمم ونعمل بجد لتحقيق الإصلاح السياسي. بينما ترين دولا أخرى تنتقل من الربيع العربي، إلى الشتاء العربي، ثم تعود إلى الربيع العربي. ولن تواجه الدول العربية نفس التحديات، حيث أنها تختلف عن بعضها البعض.

من الغريب أن كل دولة تتطلع إلى إعادة تعريف شخصيتها الوطنية، فكانت هناك حركة القومية العربية التي ترعرعت إبانها. فاليوم يحاول الشعب المصري أن يكتشفوا معنى أن تكون مصرياً، والليبيون معنى أن تكون ليبياً، والسوريون معنى أن تكون سوريا، والأردنيون معنى أن تكون أردنياً. وأعتقد أنه منعطف حاسم، وفرصة مهمة لتنضج مجتمعاتنا وتسير في الطريق الصحيح. ولكن علينا أن نعتمد المنطق والتروي.

بي. بي. سي.: أود أن أطرح عليك سؤالا يدعو للتفكير، ماذا يعني أن يكون الأردني أردنيا في وطنك، بوجود مجموعات مختلفة، وعدد كبير ممن هم من أصول فلسطينية، مع وجود فوارق مختلفة في بلدك؟ هل تفاجأت بالاحتجاجات غير المسبوقة في بلدك؟

جلالة الملك: لقد أخذ الربيع العربي الكثيرين على حين غرّة، عندما بدأت المسيرات في الأردن، كان موقفي وهذا ما تعلمته من أبي الراحل، أن أتواصل وأستمع لما يريده الناس. لقد حدث الكثير من التغيرات في الأردن، وتعديلات جرت على الدستور، وقانون انتخاب، وقانون أحزاب. ولكن اليوم، ومع افتتاح الدورة الثانية للبرلمان في 26 تشرين الأول وتشكيل الحكومة الجديدة فإن التحدي يكمن في التفاصيل. كيف نستطيع إنجاز وتعديل 30 قانونا من قبل البرلمان بالسرعة الممكنة والاستعداد لانتخابات في عام 2012. وأحد أهم الأولويات هو إقرار وتشكيل الهيئة المستقلة للانتخابات. وهذا يتطلب إقرارها وتشريعها من قبل البرلمان.

لقد وصفت الربيع العربي من الآن وحتى الربيع القادم بأنه يتمثل في كيفية العمل بين الحكومة والبرلمان لإجراء التشريعات اللازمة للتمهيد لانتخابات جديدة في 2012، وهكذا مرة أخرى فإن التحدي يكمن في التفاصيل. وعليه، فإنني آمل أن تخرج الحكومة بخارطة طريق توضح فيها للجميع ما هي الأولويات، ويجب على الجميع العمل بجد ومثابرة لإنجاز ذلك.

بي. بي. سي.: أنت تعلم أنك كملك لديك سلطات غير مقيدة. فأنت تعين رئيس الوزراء ولديك صلاحية حل البرلمان. يبدو أن المتظاهرين يطالبون برئيس وزراء منتخب، كما يريدون تقوية دور البرلمان، ويريدون ملكاً بسلطات مقيدة. فهل تقبل بذلك؟

جلالة الملك: أود أن أكون واضحا، الملكية في الأردن ملكية دستورية، وليست ذات سلطات مطلقة. نعم، في هذه المرحلة، أنا أستطيع تعيين رئيس الوزراء، ولكن هذا القرار خاضع للموافقة والحصول على الثقة من الأغلبية البرلمانية. وفي ذات الوقت، فإن غالبية البرلمان تستطيع حجب الثقة عن الحكومة، وهذا ما حدث فعلا قبل بضعة أسابيع. فقد كان هناك حركة داخل البرلمان تدعو إلى حجب الثقة عن الحكومة، وعليه فقد التقيت عددا من البرلمانيين لبحث أفضل الطرق، وتوصلنا إلى أن أفضل السبل هو التعاطي مع هذه المسألة بأسلوب تقدمي، فتقدم رئيس الوزراء باستقالته، وبعد ذلك تم تشكيل حكومة جديدة.

بالنسبة للإصلاح السياسي، فقد عبرت ومنذ البداية أن مسؤوليتي في الوقت الراهن هي أن نحدد، وبقدر الإمكان، الأطر التي نستطيع من خلالها المضي بمسيرة شعبنا إلى الأمام. ما نتمنى رؤيته في الأردن هو وجود حزبين إلى خمسة أحزاب بأقصى سرعة ممكنة، حتى نتمكن من التوصل إلى حكومة منتخبة من الشعب.

بي. بي. سي.: هل تعتقد أن الأردن غير جاهز للديمقراطية؟

جلالة الملك: على الإطلاق، الأردن جاهز للديمقراطية. وعليك أن تدركي، كونك أوروبية، أننا نفتقد اليوم لفهم واضح حول اليسار واليمين والوسط. وبالفعل، فقد علّق أحد الدبلوماسيين الغربيين قائلا أن التحدي أمامكم يكمن في العودة إلى مفهوم الهوية الأردنية، وأعتقد، والقول للدبلوماسي، أنه علينا أن نكتشف مفهوم الوسط، لأننا إذا اتفقنا على ما هو المقصود بالوسط، يمكن أن نطور مفهوم اليمين واليسار. وعودة إلى سؤالك بخصوص مدى السرعة التي يمكن أن نتحرك فيها، فإننا نأمل أن تجرى الانتخابات النيابية عام 2012، وعندها سيكون لدينا برلمانا جديدا وفيه ائتلافات ولكن لن يكون لدينا أحزابا تمثل اليسار واليمين والوسط.

فالسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل ننتظر 4 أعوام أخرى لتشكيل برلمان وأحزاب سياسية، حتى تتيح الانتخابات القادمة تشكيل يمين ويسار ووسط، وأعتقد أن الانتظار فيه كثير من التأخير.

ما آمل أن يحدث هو أن تقوم ائتلافات برلمانية بعد الانتخابات الجديدة وتحالفات تقوم على تفاهمات مرنة، تمثل اليسار، وإلى حد ما اليمين، وعندها تشكل حكومة منتخبة.

 بي. بي. سي.: ولكن هذا أسلوب يمثل ديمقراطية منظمة، فهل تفكر بأردن يكون فيه للملكية سلطات أقل؟

جلالة الملك: لقد قمنا بذلك، عبر العمل على إنشاء محكمة دستورية، فأنا اليوم لا أستطيع تأجيل الانتخابات. مرة أخرى عليك أن تتذكري أنه خلال الربيع العربي طالب الإخوان المسلمون بالعودة إلى دستور 1952، فقلت حينذاك، نحن لن نكتفي بالعودة لدستور 1952، بل نريد مراجعة شاملة لكل الدستور. ونتيجة لذلك، تم تعديل 42 مادة من الدستور. هذه التعديلات تشكل بداية للإصلاح الدستوري وليس النهاية، الإصلاح عملية تدريجية ومستمرة، لذا فأردن اليوم سيكون مختلفاً عن أردن الغد. ومرة ثانية أقول: لقد خَلت شوارع الأردن من الدماء، لأننا جلسنا معا ووضعنا خارطة طريق للإصلاح، ونحن الآن وصلنا إلى الصيف العربي ودخلنا مرحلة التنفيذ.

بي. بي. سي.: جلالة الملك، ما هي المشكلة باعتقادك، لأنه ومنذ تسلمت السلطة عام 1999 فقد تحدثت عن إصلاحات سياسية، وشكلت أكثر من 10 حكومات. هل هناك ما يعيق الإصلاح؟ ما هي المشكلة؟ لقد تحدثت عن الخوف من التغيير في مجتمعك وبأن البعض يريد حماية مصالحه ولذلك يقاومون التغيير. لقد قلت ذلك في أحد خطاباتك هذا العام. من الذي يعيق التغيير؟

جلالة الملك: هناك العديد ممن اعتبرهم حرسا قديما، والذين لديهم مصلحة في إبقاء الوضع الراهن. وحتى فيما يتعلق بدفع الاقتصاد فنحن نتقدم خطوتين إلى الأمام ونعود خطوة إلى الوراء لأن أولئك الذين يخافون التغيير سواء السياسي أو الاقتصادي كانوا معطِّلين خلال الـ 12 سنة الماضية. والآن علي أنا تحمل المسؤولية، فقد سمح لي الربيع العربي أن أفتح الأبواب على مصراعيها للإصلاح لأنه المفتاح. وهذه هي الفرصة التي طالما تطلعت إليها.

بي. بي. سي.: ماذا تتوقع إذا، هل تتوقع أن ترى ملكية مختلفة كثيرا؟

جلالة الملك: المسألة أيضا خاضعة للنقاش في المجتمع الأردني، لأنني أعتقد أنك تقولين إن الناس تتأرجح ذهابا وإيابا حول الكثير من هذه القضايا، حيث يتبنى الناس بعض الأصوات والنداءات خلال الربيع العربي، ثم يقولون بعدها دعنا نفكر بالأمر بعمق أكثر.

لدينا بعض المشكلات حول قانون الأحزاب السياسية وقانون الانتخاب والتي سيجري مناقشتها في البرلمان، وأنا شخصيا أؤمن بقانون الصوت الواحد، وقد رأيت ذلك في العديد من الديمقراطيات في مختلف أنحاء العالم، ولكن كان هناك توجها للابتعاد عن قانون الصوت الواحد وهذا أمر جيد، ولكن مرة أخرى التحدي يكمن في التفاصيل، إذ علينا أن ندرك كيف سيؤثر ذلك على مستوى قانون البلديات وعلى نسيج مجتمعنا. سيكون ذلك بمثابة عملية نتعلم منها.

بالتأكيد وكما نتوقع، لا بد وأن يكون هناك بعض الأخطاء، ولكن تلك هي الديمقراطية وأنت تعلمين أن الأردن يمر بحالة تطور وليس بثورة.

بي. بي. سي.: وهذا كله يحدث في وقت كانت فيه المنطقة لا تزال تشكل مصدر قلق كبير. لقد تحدثنا دائما عن الأردن كونها تقع بالقرب من العراق وفي مكان صعب، حيث أن القوات الأميركية ستغادر العراق في نهاية السنة. وكنت جلالتك قد ذكرت كيف أنه لم يحصل هناك أي تقدم على الإطلاق، بل على العكس تقهقر في عملية السلام الإسرائيلي الفلسطيني، هل تعتقد أن 2012 سيكون عاما أقل استقرارا؟

جلالة الملك: حسنا، لطالما كانت منطقتنا على الدوام محط اهتمام، لذلك فنحن معتادون على مستوى التوتر العالي الذي نعيشه جميعا. فأحد الأمور التي علينا أن نركز عليها هي قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. لأننا وصلنا إلى نقطة حاسمة، هل هناك حقا أي أمل بحل الدولتين أم لا؟

بي. بي. سي.: لقد تحدثنا عن ذلك وقلت إذا لم يكن هناك أي تقدم ستكون هناك حرب. وها هي سنوات قد مرت ولا يزال هناك المزيد من العنف، كما أن المنطقة قد تغيرت.

جلالة الملك: قال الكثير من الساسة الإسرائيليين عندما حدث الربيع العربي، أن هذا شيء عظيم بالنسبة لإسرائيل، في الواقع لقد أصبح هذا شيء مفزعا بالنسبة لإسرائيل، فعلاقة إسرائيل في الشرق الأوسط أصبح لا يمكن التنبؤ بها أكثر من ذي قبل.

 بي. بي. سي.: لا يمكن التنبؤ بها من أي منظور؟

جلالة الملك: حسنا، تركيا وإسرائيل لديهما علاقة سيئة وأنت ترين ماذا يحدث في مصر، والأردن هو البلد الوحيد الذي لديه علاقة مع إسرائيل، لا أعتقد أن إسرائيل هي أكثر استقرارا بسبب ما يحدث في الشرق الأوسط ، بل هي على العكس أقل استقرارا، وإذا لم تدرك إسرائيل ما إذا كانت حقا تريد حل الدولتين، فان إسرائيل، التي نعرفها اليوم، سيكون لها أيضا تاريخ انتهاء. عليهم أن يقرروا كيف يريدون الاندماج في المنطقة، وإذا استمروا في تأخير حل هذه المشكلة فإن الخيارات بالنسبة لإسرائيل تصبح أقل وأقل كل عام.

لقد قال لي مؤخرا سياسي غربي يحظى باحترام كبير إنه إذا استمرت إسرائيل في هذه السياسة بعدم المضي قدما في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإنها ستجد نفسها في المستقبل القريب جدا مع حليف وحيد لها، هو الكونغرس الأميركي. وخلال مباحثاتي مع المجتمع الدولي، لمست أن حجم الإحباط المتزايد نحو إسرائيل هو في أقصى حالاته.

بي. بي. سي.: بالطبع يمكنك أن تطلق على بلدك أنها آخر من تبقى في الساحة، فالأردن أحد بلدين وقعا معاهدة سلام مع إسرائيل. وبعض المصريين الآن يشككون في معاهدة السلام مع إسرائيل، هل يمكن أن يحدث هذا في بلدكم، وهو بلد يضم بين سكانه العديد من أصول فلسطينية.

جلالة الملك: هناك أكثر من صوت في جميع أنحاء الشرق الأوسط يتحدث حول لماذا تعطى إسرائيل فرصة في الوقت الذي هي ليست فيه مهتمة في التوصل إلى حل من خلال مبادرة السلام العربية أو مواصلة عملية السلام مع الفلسطينيين.

موقفي في هذه المرحلة، أنه لدينا علاقات مع اسرائيل لأن هذا هو الامر الصحيح الذي ينبغي عمله، ولدينا مستشفى ميداني كبير في غزة، ولدينا مثله في الضفة الغربية، ونحن قادرون على تقديم المساعدات للفلسطينيين ولكن أعلم أن المزيد والمزيد من هذه الأسئلة سيتم طرحها. ما هي الفائدة؟ أنا أعرف أن المصلحة من السلام هو السلام، ولكن في نهاية المطاف ما إذا كانت إسرائيل ستستمر في عدم تحريك العملية إلى الأمام، فان الأردن سوف يقع تحت الكثير من الضغط.

بي. بي. سي.: في الوقت الذي تحذر فيه إسرائيل إيران من تطوير سلاح نووي، هناك تذمر حول إمكانية هجوم إسرائيلي على إيران. كنت دائما قلقا من دور إيران في المنطقة.

جلالة الملك: نعم، ولكن مرة أخرى فرضية مهاجمة إسرائيل لإيران هي مرتبطة بالظلم الواقع على الفلسطينيين ومستقبل القدس.

بي. بي. سي.: إذن ليست مهاجمة إيران بسبب تقرير الوكالة الدولية؟

جلالة الملك: إسرائيل ليس عليها حتى أن تفعل ذلك إذا قامت بحل مشكلتها مع الفلسطينيين والعرب، اذ في ذلك الحين لماذا تقوم ايران بمهاجمة اسرائيل! لماذا حتى تشكل تهديدا لإسرائيل؟ هناك طريقتان للنظر في ذلك، يمكنك الذهاب الى الحرب، وخلق مشكلة بين إيران وإسرائيل، أو يمكنك حل المشكلة الفلسطينية، ودمج نفسك مع الجيران وسيكون أول من يحميك هم بقية جيرانك.

بي. بي. سي.: من الصعب أن نتوقع، ولكن ماذا تتوقع في عام 2012؟

جلالة الملك: لا أحد يستطيع أن يتنبأ. عادة في نهاية العام، فإننا نود أن نقدم تنبؤات للعام المقبل... إذا كنت استمعت إلى توقعاتي في نهاية العام الماضي حول ما سيكون عليه، فقد كنت بعيدا عما حدث فعلا وأنا لا أعتقد أن أحدا في الشرق الأوسط يمكنه التكهن بما سيحدث. وما نراه باعتباره الربيع العربي، فما زلنا في منتصف الطريق. سيكون هناك تغييرات صاخبة في الشرق الاوسط لمدة لا تقل عن العامين المقبلين والكثير ممكن أن يحدث خلالها.

بي. بي. سي.: هل أنت قلق؟

جلالة الملك: عندما ننظر إلى المشهد العام وبسبب بعض الأمور التي لم تعالج مثل القضية الفلسطينية الإسرائيلية، وربما الملف النووي الإيراني، نعم ذلك يقلقني. ولكنني متحمس من النهج الذي تسير به الأمور قدما في الأردن. لقد كان الأمر بمثابة درس بالنسبة لنا جميعا، ومرة أخرى عندما تواجه أزمة فيمكنك اما الجلوس الى الوراء وصرف النظر عنها أو أن تغتنم الفرصة. وأعتقد أن الفرصة الأن مواتية لاغتنام اللحظة.

بي. بي. سي.: هناك صور لإبنك إلى جانبك ووالدك الراحل جلالة الملك الحسين، هل تعتقد يوما أنه سوف يرث مملكتك؟

جلالة الملك: المملكة الأردنية الهاشمية سوف تستمر. ولكن بالتأكيد فإن الطريقة التي سيرث فيها ابني، إن شاء الله، العرش ستكون في ظروف مختلفة تماما عن تلك التي ورثت فيها الحكم. ومرة أخرى فالأمر كله مرتبط بالتطور، وأعتقد أن الزعماء بحاجة إلى اغتنام الفرصة لمصلحة شعوبهم، وهذه فرصة ذهبية للأردن.

بي. بي. سي.: جلالة الملك. شكرا جزيلا لكم.