الأخبار

الملك والرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني يعقدون قمة ثلاثية في أثينا

٢٨ تموز ٢٠٢١

عقد جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، اليوم الأربعاء، قمة ثلاثية في العاصمة اليونانية أثينا.

وركزت القمة، التي تلتئم للمرة الثالثة، على أهمية البناء على العلاقات المتينة والشراكة التي تجمع بين البلدان الثلاثة، بما يفضي إلى توسيع آفاق التعاون في المجالات كافة، وتسهم في تحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

وبحثت القمة أوجه التعاون بين الدول الثلاث في مجالات تعزيز التبادل التجاري والاستثمار والمياه والطاقة والتجارة والزراعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبيئة والسياحة، بالإضافة إلى مواجهة جائحة كورونا.

وتطرقت القمة إلى علاقات الأردن مع الاتحاد الأوروبي، وأزمات اللجوء والهجرة، إضافة إلى أزمات المنطقة، ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها.

وأعرب جلالة الملك، في بداية أعمال القمة، عن شكره على حسن الترحيب، وعن سعادته لوجوده في أثينا مجددا، ولقائه برئيس الوزراء اليوناني، الذي هنأه بذكرى استقلال بلاده الـ 200. 

وأكد جلالة الملك أهمية انعقاد القمة الثلاثية اليوم باعتبارها شراكة مستمرة في التوسع منذ القمة الأولى في عام 2018، والتي تشكل فرصة لمواصلة العلاقات الودية وتعزيز التعاون، ومتابعة التقدم منذ القمتين السابقتين. 

ولفت جلالته إلى أن "تحدي فيروس كورونا ذكّرنا بأهمية قربنا وارتباطنا ببعضنا البعض، وتعزيز التعاون بيننا".

وقال جلالة الملك "نتطلع لبحث الطرق التي ستمكننا كثلاث دول من الاستفادة من العديد من الفرص المتمثلة في التجارة والأمن الغذائي والسياحة والطاقة والزراعة والمياه والبيئة والرعاية الصحية والاستثمار والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، فضلا عن الثقافة والتعليم، التي برأيي تربط بلداننا بعلاقة وثيقة".

وأضاف جلالته "نحن دول تتشارك بشرق المتوسط، وبرأيي أننا سنلعب دورا أساسيا في التعاون الموسع ليس في بلاد الشام وشرق المتوسط فحسب، بل أيضا في التعاون الدولي لأن هناك إمكانيات كثيرة".

وتابع جلالة الملك قائلا "هناك إمكانية للبناء على شراكتنا المميزة مع العراق ومصر، والتضافر مع هذين البلدين لبحث القضايا المشتركة، فقد ناقشنا هذا الموضوع عدة مرات. وكما تعرفون، عقدنا القمة الثلاثية الرابعة مع مصر والعراق. ومن ذلك المنظور، أتأمل أن تتطرق مباحثاتنا اليوم إلى هذين البلدين كجزء من التكامل الإقليمي الأوسع".

وأشار جلالته إلى أهمية دور قبرص واليونان في الاتحاد الأوروبي، وقال "هو دور مهم للغاية بالنسبة لنا. ونحن ممتنون جدا لذلك، فأعلم أن اليونان وقبرص تحرصان على نقل وجهة نظر الأردن لدول الاتحاد".

وعلى صعيد القضية الفلسطينية، والتصعيد الأخير،  قال جلالة الملك "يمكننا بحث الدور الذي باستطاعتنا جميعا القيام به لمحاولة التقريب بين جميع الجهات لإعادة إطلاق محادثات السلام".

ولفت جلالته إلى الحديث مع حكومتي قبرص واليونان عن الدور المهم الذي يقوم به الأردن بالقدس ليس فقط في حماية المواقع الدينية الإسلامية والإشراف عليها، بل أيضا حماية دور الديانة المسيحية في القدس وفي الضفة الغربية، والتي هي أيضا محورية لوحدتنا معا.

من جانبه، رحب رئيس الوزراء اليوناني بجلالة الملك وبالرئيس القبرصي، مشيرا إلى أهمية هذا العام بالنسبة لليونان وللأردن، حيث تحتفل اليونان بمرور 200 عام على حرب الاستقلال بينما يحتفل الأردن بالذكرى المئوية لتأسيس الدولة.

وأشار إلى التقدم الذي أحرزته البلدان الثلاثة في البناء على آلية التعاون الثلاثي، مؤكدا أهمية تعزيز هذه الشراكة في المجالات الاقتصادية والأمنية، خاصة في ظل تداعيات جائحة "كورونا" على مختلف القطاعات.

وتحدث رئيس الوزراء اليوناني عن جدول أعمال القمة، والذي يشمل آليات تعزيز شراكة الأردن مع الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى المستجدات في الشرق الأوسط وإقليم شرق المتوسط، مشيرا إلى دور القمة في العمل على تعزيز الاستقرار والأمن وتحقيق السلام في المنطقة.

بدوره، أشار الرئيس القبرصي إلى أن انعقاد القمة الثالثة يعكس الحرص على تعزيز الشراكة بين الدول الثلاث، خاصة في مجالات الثقافة والتجارة والتعليم والتحول الرقمي.

وتحدث الرئيس القبرصي عن القضايا التي تتناولها القمة، مثل التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط والأوضاع في العراق وليبيا وسوريا وقبرص، مؤكدا تعاون قبرص والأردن واليونان في تعزيز الأمن والاستقرار في إقليم شرق المتوسط، ومواصلة جهود محاربة الإرهاب والتطرف ضمن "مبادرة اجتماعات العقبة" التي أطلقها جلالة الملك.

كما شدد الرئيس القبرصي على حرص قبرص واليونان على تعزيز شراكة الاتحاد الأوروبي مع الأردن ضمن القطاعات ذات الأولوية بالنسبة للمملكة، معربا عن شكره لجلالة الملك على موقف الأردن المتوازن تجاه القضية القبرصية.

وحضر أعمال القمة من الجانب الأردني رئيس الوزراء، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ومدير مكتب جلالة الملك، والسفير الأردني في أثينا.