مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع صحيفة الدستور

٨ شباط ٢٠١٢

قال جلالة الملك عبدالله الثاني «إننا نستذكر في يوم الوفاء للراحل الكبير جلالة الملك الحسين بن طلال المبادئ والمثل الإنسانية التي قام عليها الأردن بقيادته الحكيمة.

وأكد جلالته خلال استقباله امس رئيس مجلس إدارة صحيفة «الدستور» د. أمين المشاقبة، ورئيس التحرير المسؤول في الصحيفة محمد حسن التل، بالقول «إننا سوف نبقى نستلهم من الحسين الباني إيمانه العميق بقدرة الأردن والأردنيين على الإنجاز ومواجهة التحديات وصولا إلى بناء المستقبل الأفضل... وسنبقى نسير على خطى أجدادنا الهاشميين نعمل من أجل الوطن والمواطن والدفاع عن مصالح أمتنا العربية والإسلامية».

وأكد جلالته «أننا ماضون في عملية الإصلاح الشامل في الأردن»، الذي يشارك الجميع في بنائه وتعظيم مكتسباته ومنجزاته.

وتطرق جلالة الملك إلى أهمية التشريعات التي تضمن أرضية صلبة للإصلاح، وأهمية تكاتف الجميع للخروج بتشريعات تتطابق مع الأهداف المرجوة من الإصلاح. وقال جلالته إن الإصلاح طريق لا رجعة عنه، «ولن أسمح لأحد بإعاقة المسيرة تحت أي مبرر».

وقال جلالته إن خطة خارطة الطريق للإصلاح التي وضعتها الحكومة تسير بحسب ما يراد لها، للوصول إلى مرحلة الحكومات البرلمانية حتى يتمكن المواطنون من محاسبة هذه الحكومات مباشرة.

وبين جلالته أن هناك مسؤوليات تاريخية في المرحلة الحالية على السلطة التنفيذية والتشريعية لتحقيق الإصلاح وتلبية مطالب الشعب وآماله، مشددا جلالته على أهمية التعاون بين الحكومة والنواب لإنجاز القوانين التي تهيئ لإجراء الانتخابات النيابية ضمن الجداول الزمنية المحددة، لافتا جلالته إلى أن الانتخابات القادمة مهمة لحاضر ومستقبل الأردن.

وقال جلالته «رغم التحديات والظروف الصعبة التي يمر بها الأردن إلا أنني متفائل بالمستقبل وسنجعل من هذه التحديات في عام 2012 فرصا حقيقية تحقق تطلعات جميع الأردنيين والأردنيات».

وتحدث جلالة الملك عن الجهود الكبيرة التي تبذل من أجل جلب الاستثمارات في الأردن من أجل تحسين الواقع الاقتصادي للمملكة.

وقال جلالته إن الشأن الاقتصادي لا يقل أهمية عن الشأن السياسي. وأضاف جلالته أن المطلوب من مؤسسات الدولة العمل على مدار الساعة لمكافحة الفقر والبطالة، والنهوض بمختلف مناطق المملكة اقتصادياً وتنموياً خصوصاً المناطق البعيدة عن مراكز المحافظات.

وفي هذا الصدد، أشار جلالته إلى الفرص الموجودة أمام القطاع الخاص الأردني في ليبيا والعراق والدول العربية الأخرى، ولفت إلى أن الحكومة تعمل على تهيئة الأجواء أمام هذا القطاع للاستفادة من الفرص المتاحة في الدول الشقيقة.

وأكد جلالته دعمه الكامل لجهود مكافحة الفساد والمفسدين، وقال «لا أحد فوق القانون، والقضاء هو صاحب القول الفصل، لكننا لا نريد أن تتحول مطالب محاربة الفاسدين إلى أداة لتشويه صورة الوطن، والإساءة إلى مؤسسات القطاع العام، والتأثير سلبا على الاقتصاد الأردني وحجم الاستثمار وجهود استقطاب المستثمرين».

كما تحدث جلالته عن أهمية الإعلام كرافعة وطنية بعيداً عن الشخصنة والمصالح الضيقة وأنه لا بد للإعلاميين والصحفيين أن تكون مصلحة الوطن في قمة سلم أولوياتهم، لأن الإعلام المهني يشكّل أحد أهم أدوات الرقابة الوطنية على أداء مؤسسات الدولة، لضمان أعلى درجات الشفافية أثناء قيامها بدورها المطلوب منها.

من ناحية أخرى، قال جلالة الملك «إننا على مواقفنا الثابتة والتاريخية في الحفاظ على الحقوق الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني». وأضاف أن الأردن يبذل جهوداً كبيرة في هذا الصدد.

وقال جلالته: «واجبي كهاشمي حماية الشعب الفلسطيني ودعمه لنيل حقوقه المشروعة، والعمل على إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية».

وعن الوضع الإقليمي، تحدث جلالته حول ضرورة إعطاء الشعوب مزيداً من الحرية والديمقراطية للاختيار السليم، معربا عن قلقه في هذا الإطار، إزاء التطورات والأحداث المتسارعة التي تشهدها سوريا.

وقال إن الربيع العربي شكّل لنا فرصة ثمينة لنمضي في الإصلاح حفاظاً على المصالح العليا للوطن وحرصا على مصلحة الشعب.

وكان جلالة الملك أشاد في بداية اللقاء بمهنية صحيفة الدستور الرفيعة، وتأديتها لرسالتها الوطنية على الوجه الصحيح، مؤكداً ضرورة أن يكون الدور الصحفي منطلقاً من المبادئ الوطنية ومخاطباً المصالح العليا للوطن.