العبدلي: وسط عمّان الحديث
بدأ مشروع تطوير منطقة العبدلي عام 2004 بشراكةٍ بين القطاعين العام والخاص، وهو مشروع متعدد الاستخدامات يهدف إلى إنشاء نواة مركزية جديدة لمدينة عمّان المعاصرة.
دعم جلالة الملك عبدالله الثاني هذا المشروع، والتزم بإنجاحه رغم التحديات التي واجهت تطويره؛ وأبرزها الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008.
بلغ حجم الاستثمار في المشروع الذي افتُتح عام 2014 حوالي 5 مليارات دولار، واستطاع تحقيق الهدف الذي تم تطويره من أجله، كمجتمع متنوع ومتكامل في وسط العاصمة، يجمع مساحات تجارية وسكنية وثقافية وترفيهية وعلاجية.
نجح المشروع في استقطاب استثمارات ضخمة بالملايين منذ انطلاقته، تنوعت مصادرها ما بين الاستثمارات الأجنبية والعربية والمحلية، وتجاوزت قيمة مجموعها 2.4 مليار دولار، حتى أصبح "العبدلي" الوجهةَ الاقتصادية الأولى للعاصمة عمّان.
نُفذت المرحلة الأولى من المشروع على مساحة 250 ألف متر مربع، منها أكثر من مليون متر مربع من الأمتار التطويرية. وتضمنت هذه المرحلة إنشاء بنية تحتية متطورة متنوعة الاستخدامات. وأسفرت هذه المرحلة عن تقديم منطقة مؤهلة وذات بيئة جاذبة للشركات المحلية والدولية التي سارعت لتكون جزءاً من هذه المنطقة بعد اختيارها لتحتضن مقارّها.
ويضم "العبدلي" اليوم ما يقارب 500 شركة تختص بما يزيد عن 27 قطاعاً، ومن بينها شركات عالمية كبرى مثل أمازون وهواوي وسيمنس، إضافة للشركات المحلية والإقليمية ومن أبرزها أورنج الأردن للاتصالات، هذا فضلاً عن انضمام مقرات بنوك محلية وإقليمية وفنادق عالمية، إضافة إلى منطقة الرعاية الصحية التي أصبحت وجهة طبية رائدة ومتكاملة، وممشى البوليفارد الذي يوفر ممراً حيوياً يحتضن متاجر ومقاهي متنوعة.
وتمكّن العبدلي من توفير أكثر من 15 ألف فرصة عمل، وهو يستقبل حوالي 20 مليون زائر سنوياً.
وبعد تحقيق النجاحات في المرحلة الأولى، تم الإعلان عام 2023 عن إطلاق المرحلة الثانية للمشروع التي سيتم تطويرها على مساحة 134 ألف متر مربع، بمساحة تطويرية تصل إلى 1.2 مليون متر مربع. وتضم هذه المرحلة إنشاء مركز مؤتمرات رفيع المستوى، ومرافق طبية متطورة، ووحدات سكنية، ومساحات خضراء.