الرؤية الملكية
في عام 2004، وفي أواخر شهر رمضان المبارك من عام 1425 للهجرة، وُلدت "رسالة عمّان" في ليلة مباركة، عندما أحيا جلالةُ الملك عبدالله الثاني ليلةَ القدر المباركة في مسجد الهاشميين، من بعدها أعلن الأردن عزمَهُ عقدَ المؤتمر الإسلامي الدولي في عمّان عام 2005.
وتُقدّم "رسالة عمّان"، التي شارك في إعدادها مؤسسة آل البيت الملَكية للفكر الإسلامي، وعدد من كبار علماء المسلمين، توضيحاً لا يحتمل التأويل لقيم التعاطف والرحمة واحترام الآخرين والتسامح وحرية الأديان، وهي القيم التي تُعَدّ المبادئ الهادية في الإسلام.
ومع تصاعُد الحملة على الإسلام بعد اعتداءات 11 أيلول 2001 الإرهابية في الولايات المتحدة الأميركية، اتخذ الأردن موقفاً صلباً لدحض المغالطات عن الإسلام.
ودافع جلالةُ الملك عن الإسلام أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في نيويورك، في 4 شباط 2002، وحثّ على فهم رسالة السلام الإسلامية بوصف الإسلام دينَ السلام والمحبة والتسامح.
وفي 4 آب 2002 استضافت مؤسسة آل البيت مؤتمرَ الفكر الإسلامي بحضور أكثر من 80 باحثاً إسلامياً من 40 دولة عربية وإسلامية. وفي المؤتمر الذي عُقد تحت عنوان "مستقبل الإسلام في القرن الخامس عشر الهجري" دافع علماء مسلمون عن الإسلام ديناً للتسامح والاعتدال.
ولم تقف جهودُ جلالة الملك عند هذا الحدّ، فقد أطلق جلالتُه أيضاً حملةً عالمية تتضمن حوارات متنوعة شملت جميع الأطياف والشرائح داخل المجتمعات المختلفة التي يلتقيها من أجل توضيح الصورة الحقيقية للإسلام.
وتواصلت جهود جلالته في توحيد الرؤى الإسلامية عندما استضافت مؤسسةُ آل البيت أعمالَ الدورة السابعة عشرة لمجمع الفقه الإسلامي في عمّان، إذ أتيحت أمام مائة من العلماء والمفكرين وأعضاء المجمع والخبراء من 44 دولة إسلامية الفرصة الكاملة، ليتحاوروا في سبل توضيح صورة الإسلام.
وفي إطار إيمان جلالة الملك بضرورة بناء شخصية الإنسان المسلم الواعي لأمور دينه ودنياه، وبناء قيادات واعية ومؤهلة من الدعاة والأئمة القادرين على التعبير الصحيح عن رسالة الإسلام السمحة وعدم التطرف والغلوّ في الدين، أعلن جلالته تأسيس "معهد الملك عبدالله الثاني لإعداد الدعاة وتأهيلهم وتدريبهم" في المركز التابع لمسجد أهل الكهف في منطقة الرقيم بعمّان.