الأخبار

الملك يلتقي على مأدبة إفطار وفدا يضم ممثلين عن أوقاف وكنائس القدس وشخصيات مقدسية

١٨ حزيران ٢٠١٧

أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن الأردن سيستمر في بذل أقصى الجهود لدعم ثبات المقدسيين وصمودهم في المدينة المقدسة، ولتحقيق السلام الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدد جلالته، خلال لقائه اليوم الأحد وفدا ضم ممثلين عن أوقاف وكنائس القدس وشخصيات مقدسية بحضور سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية، المبعوث الشخصي لجلالته، على أن الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس أولوية ستظل المملكة توفر كل الإمكانات المتاحة لها.

وقال جلالته إنه، ومن منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ستستمر المملكة بالعمل بالتعاون مع المجتمع الدولي وفِي جميع المحافل لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة.

وأكد جلالته ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي في القدس، مشددا على رفض المملكة لجميع الإجراءات الأحادية التي تستهدف تغيير هوية المدينة ومقدساتها.

وبين جلالته أن السلام خيار استراتيجي عربي أكدت عليه قمة عمان، التي شددت على مبادرة السلام العربية، مؤكدا جلالته أن المبادرة تشكل الإطار الأكثر شمولية لتحقيق السلام الدائم، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران ١٩٦٧، ويحقق أمن إسرائيل وعلاقات طبيعية مع جميع الدول العربية.

وشدد جلالته، خلال اللقاء، على أهمية العمل على إيجاد آفاق سياسية حقيقية للتقدم نحو حل الصراع عبر إطلاق مفاوضات سلام جادة وفاعلة لتحقيق حل الدولتين الذي يمثل السبيل الوحيد لتحقيق السلام.

وقال جلالته إن المملكة تثمن التزام الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالعمل على تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكدا جلالته أن الأردن سيفعل كل ما يستطيع لدعم جهود الرئيس الأمريكي للتوصل إلى سلام فلسطيني إسرائيلي دائم.

وأشار جلالته إلى أن قرار الرئيس ترمب مؤخرا بعدم نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، يدل على جديته والتزامه بالتوصل لاتفاق سلام ينهي الصراع بين الطرفين.

من جانبهم، أعرب عدد من ممثلي أوقاف وكنائس القدس والشخصيات المقدسية، خلال اللقاء، عن تقديرهم للدور المهم الذي يقوم به الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، في دعم صمود المقدسيين في المدينة المقدسة، والحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، ودعم الحقوق المشروعة للفلسطينيين.

وقال رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية، قاضي قضاة القدس الشريف، فضيلة الشيخ عبد العظيم سلهب إن "المسجد الأقصى يمر بوقت أصعب من أي وقت مضى منذ احتلاله قبل خمسين عاما، وأننا نرفض اقتحام اليهودي، لأنه تعدي مقصود ضد الهوية التاريخية للمسجد الأقصى/الحرم الشريف".

وأعرب الشيخ سلهب عن شكره لجلالة الملك على التصدي لهذه الانتهاكات جميعا، مضيفا "أن التاريخ سيسجل دفاعكم عن المسجد الأقصى في اليونسكو وفي كل المحافل الدولية بحروف من ذهب ونعدكم في أوقاف القدس وهيئاتها الإسلامية أن نبقى على العهد جنودكم الأوفياء في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك / الحرم الشريف الذي لا يقبل التقسيم ولا الشراكة ولا التفاوض دفاعا عقديا وجهاديا، شاكرين لله العلي القدير أن منحنا هذه الفرصة أن نكون الفئة المرابطة في بيت المقدس بدعم جلالتكم".

وأكد مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، فضيلة الشيخ محمد عزام الخطيب "أنه وبالرغم من التحديات إلا أن وصايتكم على المسجد الأقصى المبارك جعل النور يولد من رحم العتمة والتحدي من رحم الظلم الذي يتعرض له المسجد الأقصى فقد كان العام المنصرم 2016-2017 عام إنجازات تاريخية لإعمارات جلالتكم في المسجد الأقصى".

ولفت إلى أن أبرز هذه الإنجازات اشتملت على إتمام تجديد فرش الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى والمسجد المرواني والأقصى التحتاني ومسجد البراق، وإطلاق المرحلة الرابعة من مشروع مركز ترميم مخطوطات المسجد الأقصى المبارك والبدء بترميم آلاف المخطوطات المهمة والمهملة منذ مئات السنين، والبدء بمشروع ترميم المباني الوقفية لشارعي صلاح الدين والسلطان سليمان برعاية وإشراف الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى. 

كما اشتملت على إنجاز مشاريع تهوية قبة الصخرة المشرفة والإطفاء المتحرك، وتمكين وزارة الأوقاف من زيادة عدد موظفي المسجد الأقصى من 300 في عام 2010 إلى 800 عام 2015 وهناك قرار بتوظيف 223 موظفا عام 2017.  

وأشار الشيخ الخطيب إلى أن المشروع الأكبر هو إتمام مشروع ترميم فسيفساء قبتي الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى، وجهود الترميم هذه يشهد لها الخبراء بأنها لم تنجز منذ حوالي 500 عام مضت.

وعبر الوكيل البطريركي للروم الأرثوذوكس وبطريركية المدينة المقدسة، المطران اسيخيوس عن شكره لجلالة الملك، صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، على تبرعه وعلى نفقته الخاصة لترميم قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة بالقدس الشريف، والذي لم يتم ترميمه منذ 200 عام، مضيفا "أن جميع كنائس القدس لن ينسوا رعايتكم ومتابعتكم المباشرة لترميم قبة كنيسة الصعود على جبل الزيتون، وهو عمل تاريخي تم افتتاحه مؤخرا ويجسد رعايتكم للأوقاف المسيحية كما هي للمساجد والأوقاف الإسلامية".

وقال "نؤكد لكم يا جلالة الملك على تمسكنا بالعهدة العمرية التي حفظت مبادئ العيش المشترك على أساس أن كنيسة القيامة للمسيحيين فقط مثلما أن المسجد الأقصى/الحرم الشريف للمسلمين فقط".

وأعرب وزير شؤون القدس في السلطة الوطنية الفلسطينية، عدنان الحسيني، عن تقدير السلطة للدور الذي يقوم به جلالة الملك في الحفاظ على المقدسات الإسلامية ورعاية وحماية المسجد الأقصى المُبارك وحفظ مكانته وخصوصيته الدينية.

وقال "إن وصايتكم على الأماكن المقدسة في القدس الشريف وبذلكم لكل جهد مستطاع في الحفاظ عليها من جميع النواحي وتصديكم للمحاولات والمزاعم الصهيونية والمحاولات المتكررة لتغيير الوضع القائم في هذا المسجد يؤكد على انتمائكم والتزامكم بقضايا الأمة ووفائكم لمدينة القدس وأهلها، ونؤكد لكم مرة أخرى أن أبناءكم المرابطين في المسجد الأقصى لن يتخلوا عن حمايته والذود عنه بالمهج والنفوس وهم يتوقعون الشيء ذاته من أبناء أمتهم العربية والإسلامية".

وقال رئيس لجنة القدس في القائمة العربية المشتركة في الكنيست الإسرائيلي، الدكتور أحمد الطيبي "إننا في لجنة القدس والقائمة العربية المشتركة سنعمل ما بوسعنا للتصدي لقانون يهودية الدولة الذي يهمش فلسطيني الداخل ويسكت صوت الآذان ويلغي أي أفق للسلام والدولة الفلسطينية، والأخطر أنه يعتبر الأقصى هيكلا لليهود ما ينذر بحرب دينية".

وأضاف "أننا سنستمر بالدفاع عن المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وعن حقنا المشروع بالصلاة فيه". 

وقال رئيس الأساقفة في الكنسية الأسقفية في القدس والشرق الأوسط، المطران سهيل دواني إن "العيش المشترك الإسلامي المسيحي شكل وما زال يشكل نموذجا نعتز به على مدار التاريخ، تاريخ مجيد من العلاقات الطيبة والعيش والتسامح والأصالة يجسد قيما عالية في مجتمعنا"، مشيرا إلى أن هذه القيم الأصيلة إحدى مكونات الهوية العربية التي تم استهدافها على مدار التاريخ.

وفي مداخلات قدمت أمام جلالة الملك خلال مأدبة الإفطار، شكر مفتي القدس والديار الفلسطينية، سماحة الشيخ محمد حسين جلالة الملك عبدالله الثاني على جهوده وهو يواصل الليل بالنهار ليرعى الأقصى والمقدسات، مضيفا أن الأقصى وقضية فلسطين لا تغيب عن الحضور في أي لقاء يحضره جلالته.

وعبر منسق لجنة المتابعة العربية في الداخل الفلسطيني، محمد بركة عن شكره باسم لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب في إسرائيل، السقف السياسي والوطني الجامع للفلسطينيين في الداخل، لجلالة الملك على ما تقدمه المملكة لأبناء الشعب الفلسطيني في الداخل في مجالات التعليم الأكاديمي، وعلى المكرمات الملكية ومنح التعليم العالي وفتح أبواب الحج والعمرة عبر البوابة الأردنية وفي المجالات الاقتصادية.

وأعرب رئيس جامعة القدس، الدكتور عماد أبو كشك، عن شكره لجلالة الملك على الرعاية التي يوليها لجامعة القدس، والتي وضع حجر الأساس لها المغفور له، بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، كما عبر عن تقديره لجلالة الملك عبدالله الثاني على دعمه الموصول لمدرسة دار اليتيم العربي التي يقع على أراضيها جزء كبير من مباني جامعة القدس.

وشكر أبو كشك سمو الأمير غازي بن محمد على مبادرته بتحقيق توأمة بين جامعة القدس والأوقاف الإسلامية وكنائس القدس، الأمر الذي منح الجامعة الاستفادة من مباني تاريخية وإشغالها وحمايتها داخل بلدة القدس القديمة.

وبين رئيس الأكاديمية الفلسطينية للدراسات والشؤون الدولية، الدكتور مهدي عبد الهادي أن هذا اللقاء يؤكد أن القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية مسؤولية وأمانة حملها الهاشميون، جيلا بعد جيل، في حمايتها ورعايتها والدفاع عنها، "وكما أكدتم ذلك في مؤتمر القمة العربية الأخير، ونحن نجدد مبايعة الأجداد والآباء لهذا البيت". 

ولفت إلى أن اللقاء يؤكد أيضا على أن هذا البيت حريص على التواصل مع أهل فلسطين في الوطن المحتل والمهجر.

وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، وقاضي القضاة، ومفتي عام المملكة.